اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عوامل النجاح// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

عوامل النجاح

محمد عبد الرحمن

 

رحت اتمعن في عوامل ومقومات الخلاص من الورطة الجديدة التي حلت بوطننا واثخنته بجراح جديدة وزادت من نزفه المهراق، ولكن هل  يصح الهروب الى امام دون معاينة اسباب النكسة، الانتكاسة، الهزيمة، الكبوة، سمها ماشئت؟

ما حصل مآساة وكارثة بكل معنى الكلمة، وعلى الجميع، واولهم من هم في المواقع المتنفذة، الآمرة الناهية، الاقرار بانها ليست بدون مقدمات ولا اسباب، فالتحذير مما هو قائم الان وما حصل، بادر اليه العديد من الاحزاب والقوى وفي وقت مبكر، ومنها الحزب الشيوعي العراقي، ونكرر القول ان الاوضاع اليوم مفتوحة على كل الاحتمالات، حتى اكثرها سوءا والاعتقاد الاكيد هو ان في ما حصل من اجتياح داعش والمتحركين الاخرين باسمها وتحت مظلتها، لعدد من محافظات بلدنا ومدنه فيه من السوء الكثير، وهل هناك اسوأ من ان تخضع مدننا لسيطرة مئات من الارهابيين القتلة والظلاميين وفلول النظام المقبور، فيما الدولة تملك قوات فاق عديدها المليون؟

واذا اردنا ان نصدق بنظرية "المؤامرة" في ما يخص الموصل، فبماذا نفسر اخلاء العديد من المواقع الاخرى طواعية، وحتى قبل ان يصلها الداعشيون ومن لف لفهم وبدون ان تطلق طلقة واحدة؟ وهذه المواقع بعيدة عن الموصل ومدنها!

هذا وغيره من الاسئلة، وهو كثير، يدور في اذهان المواطن، فيبحثون عن اجابات عليه، فيما راحت التطورات الميدانية المؤسفة تضيف كل يوم، بل كل ساعة اسئلة جديدة، وما زال  الغموض واللايقين سيدا الموقف.

فهل ان ما حصل بعيد عن مقدماته السياسية، والاجواء السائدة في البلد، وحالة الاحتقان واجواء الشكوكية وانعدام الثقة والاستعصاء السياسي، والازمة العامة التي تعصف به منذ مدة؟ وهل هو بعيد عن الادارة السياسية - العسكرية للملف الامني برمته، وعن طريقة والية بناء القوات المسلحة؟ وهل لاصلة له بحالات تجاهل مطالب الناس وحقوقهم، والاستخفاف بمطالبهم، وشيوع حالات الاقصاء والتهميش والتمييز، والتفرد والاستئثار بالقرار، والشحن الطائفي وتأجيج المشاعر وتوجيهها بما يخدم مصالح آنية ضيقة دون اعتبار للنتائج ولمآل الامور، اضافة الى سياسة اسناد مواقع الوظيفة العامة، السياسية والعسكرية، بعيدا عن مبادئ الكفاءة والاخلاص والوطنية، واعتماد الولاء بدلا منها؟

على ان المتابعين الجادين لتطورات الاوضاع في بلدنا لا يمكنهم تجاهل اس المشاكل والازمات، ونعني نظام حكم المحاصصة الطائفية والعرقية، الملعون من البعض ظاهرا، لكنه المحبب لهم والمفضل منهم، طالما يضمن لهم كرسي السلطة والمغانم والمكاسب!

يتناسى هذا البعض عن عمد وقصد الازمات التي ولدها هذا النظام، لذا يقودون البلد ببراعة يحسدون عليها من ورطة الى اخرى، من دون ان يرف لهم جفن، ومن دون ان يبذلوا جهدا ولو بسيطا لمراجعة ما حصل، والوقوف عند اسبابه، والسعي الى معالجته، فبدون ذلك لا أمل يرتجى، والبلد سينزلق الى ما هو أسوأ، في ظل اجراءات تكرس التخندق في المواقف والسياسات، ولا ترتقي الى مستوى الكارثة حتى الان، فيما التحذير واجب من الانجرار الى حالات تستغل الظرف الطارىء، وتكرس امرا واقعا، بعيدا عن التوافق الوطني المطلوب.

فالنجاح في تخليص بلدنا مما هو عليه، يرتبط من دون ريب بمعالجة اسباب وعوامل الكبوة والاخفاق الحاصلين، وما لم تتم معالجة ذلك على اسس واضحة، سليمة ومتينة، تراعي مصلحة الوطن العليا ووحدته الوطنية والحفاظ على نسيجه الاجتماعي، فان عوامل اخرى ستضاف الى اسباب الانتكاسة، وسيغدو الخطأ خطيئة!

وذلك هو الضياع بعينه، الذي لا نريده لوطننا او نتمناه، وطننا الذي يستحق الافضل، والذي يتوجب على الجميع الاسهام في تأمين مستلزماته.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.