اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المتنفذون يواصلون تمزيق الوطن!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

المتنفذون يواصلون تمزيق الوطن!

محمد عبد الرحمن

 

صحيح تماما ومنطقي ان تكون الجهود مركزة الان على دحر داعش والمتحالفين معها وإلحاق الهزيمة بمخططاتهم الشريرة، وتخليص بلدنا من المخاطر المحدقة، ومن ظلامية موغلة اخذت  معالمها تلوح في الأفق من خلال ما أقدموا عليه من إجراءات حتى الآن، وهي تكفي للدلالة على حقيقة داعش وكون عناصرها لا تمت الى البشر بصلة.

داعش ليست الحل. انها لا تقدم شيئا وانما تزيد امور المناطق التي تسيطر عليها سوءا وبؤسا. وها هو سيل اللاجئين يواصل تدفقه في اجواء بالغة الصعوبة، ووسط ظروف انسانية مؤلمة، فيما الدعم الذي تمس حاجتهم اليه ما زال محدودا!

نعم، الاولوية لدحر الارهابيين والخلاص منهم. لكن السؤال هو: ماذا اعددنا كدولة وحكومة وكتل واحزاب سياسية، لهذه المعركة التي لا يبدو انها سهلة، لا سيما بعد ان بسط الاشرار سيطرتهم على مناطق واسعة، محاطين بالاسناد اللوجستي وبالدعم الاعلامي من فضائيات تطوعت او سُخرت واغدقت عليها الاموال، لتزييف الوعي وتزوير الحقائق واشاعة الاحباط والقنوط، وكأن الامر محسوم لصالح جبهة الجهل والقتل والخراب.

نعم، ماذا اعددنا؟ فالمعركة ليست تأمين طائرات وحسب، ولا مجرد فتح باب التطوع.. على اهمية ذلك ومع كل التقدير لمن تركوا كل شيء وتوجهوا لمقاتلة الداعشيين، وقد استشهد منهم بالفعل من استشهد، دفاعا عن الوطن وقيم الوطنية.

والمعركة ايضا ليست في ارتداء الخاكي من قبل من لا يزالون في مكاتبهم الوثيرة، وهم اصلا غير مشمولين بفتوى الجهاد الكفائي، ومن نراهم - وذلك هو الانكى - في مجلس النواب وهو على الإطلاق ليس مكانهم.

والمعركة ايضا ليست في الفوضى وخرق القوانين. وذلك ما نبهت اليه الاحزاب الوطنية والمراجع الدينية، مشيرة الى مخاطر انفلات المليشيات والى دورها في التأجيج واشاعة اجواء الخوف والتوجس، وما يثيره ذلك من ردود فعل مقابلة، لا خاسر فيها سوى الشعب والوطن، ولا ضرر يلحق الا بالجهد الوطني في مواجهة "دولة الخلافة الاسلامية" لصاحبتها داعش ومن لف لفها.

كما ان الاعداد للحرب على الارهاب بكل تعقيداتها وشراستها، وتهيئة مقومات الانتصار فيها، لا يجمعهما جامع مع استمرار التطاحن بين الكتل السياسية، والتدافع على المناصب والامتيازات والنفوذ، والتطلع الى اقتسام الغنائم والحصص على وفق سياقات مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية المشؤوم. المبدأ الذي يحشر العراقيين حشرا في "خانات" الشيعة والسنة والكرد، فيضيّع المواطنة العراقية والهوية العراقية والغيرة على الوحدة العراقية. وبعد هذا يأتي المتنفذون اصحاب هذا المبدأ، المتمسكون به رغم كل ما نجم عن اصرارهم عليه، متباكين على وحدة العراق، وهم من مهد ويمهد لتهديدها، ولذبح الوطن. نعم، هم بمواقفهم وسياساتهم من دفع ويدفع الى تقسيم الوطن، شاؤوا ام ابوا!

 

لهؤلاء المتنفذين نقول: مهما علت اصواتكم في لعن داعش (بعضكم للاسف حتى لم يفعل ذلك لحد الان!)، فانكم ابعد من ان تهيئوا مستلزمات منهج متكامل: سياسي- عسكري امني- اقتصادي- اجتماعي- اعلامي ثقافي- نفسي، لادارة ملف المعركة المظفرة ضد داعش، الذي يرتبط به على نحو وثيق حاضر ومستقبل وطننا ووحدته الوطنية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.