اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

القتل على الهوية لا يهزم "داعش"// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

القتل على الهوية لا يهزم "داعش"

محمد عبد الرحمن

 

داعش لا تمثل الا نفسها، ومن يشاركها في اهدافها الاجرامية لأي سبب كان، من قوى ومنظمات ودول، لا يضمر في الواقع سوى السوء لتجربة بلدنا الوليدة، ولا يهدف الا الى وأدها وارجاع البلاد الى ايام الاستبداد والظلام.

فداعش بحكم قاطع ونهائي وغير قابل للتمييز، هي منظمة ارهابية ظلامية، قد لا يضاهيها في ما تقوم به الا المغول في سالف القرون، ويخطيء من يظن بخلاف ذلك، كما سيخطيء من قد يتصور ان طريق تقويم الاوضاع وتصحيح مساراتها في العراق، يمر عبر "الفواحش" الداعشيين.

اقطاب مؤتمر عمان "المضللين" بانت واضحة امامهم قباحات الداعشيين، وما يضمرون من سوء لسكان المناطق التي وقعت تحت قبضتهم، والمنطق يقول ان على هؤلاء نفض ايديهم من ما حصل لحد الان، والنأي بانفسهم بعيدا عن العار الذي يمكن ان يلحق بهم على مر التاريخ، ان هم واصلوا ترديد القول ان "داعش فصيل من فصائل المقاومة" او كما فعل العديد من "المؤتمرين" حين لاذوا بالصمت الذي يعني الرضا فيما يخص موبقات "داعش".

ان المذبحة التي تقترفها داعش متواصلة في الموصل وغيرها، وهي متعددة الاوجه وتأخذ ابعادا عدة، ولكنها لا تؤشر الا حقد هؤلاء الاوباش على كل ما يمت بصلة الى البشر والانسانية، انهم خارج التاريخ والحضارة، ولا يمكن بحال التستر على ما يقومون به، ايا كان الموقف من الحكومة الحالية.

فيما بات مطلوبا بالحاح من سكان المناطق في المحافظات التي ابتليت بداعش، ان يتحركوا ويرفضوا مبايعة هذا التنظيم المسخ وخلافته ودولته، وكل من ايد نهجه ودعم توجهاته، بل ان المطلوب اكثر من هذا: الشروع بالتصدي والمقاومة الايجابية للداعشيين، وعدم تمكينهم من قضم المزيد من الاراضي والمناطق والبلدات، وصولا الى طردهم وتحرير مدننا من رجسهم.

على ان سكان هذه المحافظات المبتلية بـ "داعش" يحتاجون الى التضامن والدعم والاسناد، لاسيما من الحكومة والبرلمان، وسائر الاحزاب والكتل، ومن القوات المسلحة، ومختلف منظمات المجتمع المدني واوساط الراي العام العراقي، يحتاجون الى رسائل تطمئنهم وتردم الهوة، وتعيد بناء ما تقطع جراء الممارسات غير السليمة، ومنها حكومية رسمية، واعادة بناء اجواء الثقة، واشعارهم بانهم حقا وفعلا جزء لا يتجزا من العراق الواحد، الذي يتسع لجميع ابنائه على اختلاف منحدراتهم وطوائفهم وقومياتهم، ويمكن الجزم قطعا إن تأمين ذلك، الى جانب الغطاء السياسي الوطني الشامل، والارادة الوطنية الحقة، سيسهم في تعجيل اندحار داعش ومن لف لفها.

لكن هذا لا يجمعه جامع بأي صورة مع ما يجري في العديد من مناطق بلدنا، من اجبار لابناء طيف معين من الشعب على الهجرة من مناطق سكنه، واحداث تغيير ديموغرافي ضمن توجه طائفي لايجاد "مدن نظيفة"، او ما يقال انه للخلاص من "الحواضن"، كذلك عمليات القتل على الهوية، كما حصل في البصرة وبغداد وبعقوبة وغيرها، من قبل مليشيات منفلتة يتردد في الاعلام انها مدعومة من اوساط حكومية، من دون ان ينفي ذلك احد حتى الآن او يسعي لايقافه باجراءات ملموسة.

 

ان القتل على الهوية والتهجير بدوافع طائفية، مستنكران ومدانان من اي طرف جاءا، وهما في المحصلة يقودان الى المزيد من اضعاف الوحدة الوطنية والاضرار بالنسيج الاجتماعي، الامر الذي يصب بدوره في مصلحة "داعش" ويبعد شبح الهزيمة عنها!

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.