اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ليرُجع الجني الى قمقمه!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

ليرُجع الجني الى قمقمه!

محمد عبد الرحمن

 

اصبح واضحا الآن ان داعش ، سليل القاعدة ، تنظيم وحشي وقمعي ، ارهابي ودموي ، قاتل ومجرم ، خارج منطق التاريخ ، لا صلة له بالبشر ، على استعداد لاقتراف كل الموبقات ، وليس ما وثق من اعماله منذ الانهيار الامني في الموصل ، الا القليل المتوقع من هذا التنظيم الارهابي .

وليست القاعدة وداعش (وامثالهما)، الا وليدي سياسات بعض الدول ومنها امريكا ، انطلاقا من افغانستان حيث كانت البداية ، وعبورا الى منطقة الشرق الاوسط . تلك السياسات الحمقاء التي لم تر الا الهدف الآني المباشر والمكسب الضيق، دون تفكير في عواقب المساعدة على تشكيل مثل هذه التنظيمات، وعلى دعمها بمختلف الطرق ماليا ولوجستيا ، وفي احتمال توسعها وخروجها عن السيطرة .

هذا ما حصل تماما لحد الان، وهو ما افرز مفارقة قيام سلاح الجو الامريكي بقصف وتدمير معدات امريكية على الارض ، ومفارقة قيام واشنطن بحشد العالم ضد الجني، الذي ساعدت هي نفسها على اخراجه من القمقم!

وليست هاتان بالمفارقتين الوحيدتين ولن تكونا ، فعندما تفترق السياسة عن الاخلاق ترتكب الجرائم ، والانكى ان ذلك يتم تحت مسميات عظيمة: حماية الشعوب ، وحقها في تقرير مصيرها ، الديمقراطية ، العدالة ، حقوق الانسان . فهل تحقق شيء من هذا على ايدي هذه المنظمات الاجرامية، التي حظيت بالدعم والاسناد من امريكا اولا ، ومن توابعها ومن يدور في فلكها؟

هذه تجربة ماضية حاضرة، وهي جديرة بالتمعن واستخلاص الدروس منها، خاصة في ظروف بلدنا الملتبسة ، والتي تتقاطع فيها الآمال والرغبة في التغيير ، مع تقاتل لما يزل في ذروته على المناصب والمغانم والنفوذ، ويستخدم فيه كثيرا الضرب تحت الحزام ، وهو ايضا يغلف بمسميات كبيرة : حماية مصالح الطائفة ، او القومية ، او المحافظات ، او المحافظة ، او المكون المعين ، بل وصل الامر الى الحديث عن حماية قرية بعينها !

على ان البعض قد طور موقفه كثيرا ولم يعد يكتفي بذلك ، فلا بد للسلاح وقرقعته من ان تحمي تلك الادعاءات ، وان يلوح به كي يحسب حسابه في نقاط اسناد المناصب، ضاربا عرض الحائط بكل الشعارات التي يغرد بها ليل نهار! والويل والثبور لمن لا يمتثل لذلك ، فالتهم جاهزة والملفات تحت اليد يمكن ان تستل في اية لحظة !

ومن الواضح لكل ذي بصيرة ، ان الاصرار على هذا الخطأ لن يقود الا الى الاستعصاءات والمآزق والويلات الجديدة ، وقد ينتهي باخراج جني جديد ، وعندها لا يفيد الندم .

 

وما زال في الوقت متسع للاتعاظ والمراجعة ، من جانب الجميع ، وقبل فوات الاوان ووقوع الطوفان الكاسح، وخسران ليس 30 بالمائة من مساحة العراق، بل ربما اكثر. فما هو متبع من سياسات ونمط ادارة، لن يقود الا الى بناء دولة فاشلة بكل المعايير !

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.