اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حل ازمة كهرباء أم بهذلة للدولة؟!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

حل ازمة كهرباء أم بهذلة للدولة؟!

محمد عبد الرحمن

 

منذ 2003 حتى اليوم والمواطن العراقي يسمع الوعود  بعد الوعود حول قرب انتهاء ازمة الكهرباء . وذات مرة قيل ان العراق ليس فقط سيتمكن من ذلك، بل سيكون عنده فائض يصدره. وفي بداية تشكيل الحكومة الحالية (2014) كان الوعد قاطعا بان المواطن سينسى خلال اربع سنوات ان هناك مشكلة كهرباء، ولكن حصيلة ما اهدر من اموال الشعب لتحسين التجهيز والنهوض به وتلبية حاجة المواطن والانتاج الوطني، هي هذه الفجوة التي ما زالت كبيرة بين انتاجنا من الطاقة الكهربائية والحاجة الفعلية .

 

على اننا في كل مرة يتسلم فيها وزير جديد للكهرباء منصبه، نسمع عن تقديرات مختلفة لحاجة البلد. فقد كانت 14 الف ميغاواط  في السنة، ثم غدت 16 الفا، وبعدها ارتفعت الى 23 الفا، حتى وصلت على لسان وزير الكهرباء الحالي الى 30 الف ميغاوواط . ما الصحيح ؟ لا احد يعلم. ولكن هل ان  الرفع  المتواصل للارقام متعمد من اجل التستر على حالة الفشل المزمنة في هذا القطاع، رغم الارقام الفلكية التي صرفت وتقدر باكثر من 30 مليار دولارمن موازنة الدولة ، اضافة الى الدعم الخارجي، كذلك ما دفعه المواطنون للمولدات الاهلية والخاصة، والتقديرات تقول بانه يتجاوز 100 مليار دولار.

 

وعندما نتحدث عن الخسائر في هذا القطاع فلا بد من ذكر ما سببه عدم التجهيز المنتظم للكهرباء من خسائر للانتاج الوطني، تقدر باكثر من خمسين مليار دولار سنويا . وفي جميع  الاحوال لا يمكن غض الطرف عما سببه كل ذلك  من آثار ضارة على البيئة .

ورغم هذا التدهور في  انتاج الكهرباء ظل عديد العاملين في هذا القطاع يتزايد، مع ان الآلاف فيه عجزت او تقاعست عن قصد وعمد، وهي المدعومة من الدولة ومؤسساتها الامنية، عن جباية وارادات الكهرباء. ورأى المتنفذون والمتسلطون على رقابنا  اخيرا ان يعهدوا بتلك الجباية الى شركات اهلية، لا نعرف من يدعمها ويساندها.

 

والسؤال هنا هو: لماذا تعجز الدولة عن اداء تلك المهمة فيما يتمكن افراد في شركات من ذلك ؟! والانكى والذي يثير الشجون، ان هذه الشركات الاهلية تعتمد على موظفي الدولة انفسهم في جباية تلك الاموال، وهي لا تؤدي أي عمل يحسّن حال الكهرباء، ولا تضيف تقنية جديدة ولا حتى ميغاواط واحد، بل تجمع الفلوس فقط!

عجيب غريب .. الدولة بكل جبروتها تفشل فيما افراد ينجحون، فمن المسؤول عن ذلك ؟ انها الدولة من دون ادنى شك والحكومة تتحملان مسؤولية هذا الذي يحصل اليوم، وهو يواجه معارضة شعبية واسعة في مختلف المحافظات. نعم، قد يكون هناك من اغتنى من وجود المولدات الخاصة، ولكن كم عددهم  بالنسبة الى هذه الجموع المحتشدة، الرافضة والمحتجة اساسا على سوء تجهيز الكهرباء .

 

بعد هذه الاعتراضات الشديدة اطلقت وزارة الكهرباء حملة واسعة للترويج للمشروع الذي اسمته "مشروع الخدمة والجباية" وربما ارسلت آلاف الرسائل القصيرة الى هواتف المشتركين بخدمة اسيا سيل (لا نعرف كم كلفت الدولة ؟!) تقول فيها ان هذا المشروع "وضع من اجل  انهاء ازمة الطاقة الكهربائية". ولا نعرف هل الوزارة تمزح ام انها جادة في ما تقول ام انها تستخف بعقولنا؟ وهل تريدنا ان نصدق ان الجباية ستنهي الازمة، او انها وثيقة الصلة بالخلاص من سوء التخطيط والادارة والفساد، والتوجه الجاد والمدروس لرفع كمية الطاقة المنتجة، وتحسين شبكات التوزيع التي اكل الدهر عليها وشرب، وغيرها من الخطوات الواجبة؟!

نعم، ان للجباية المنتظمة للموارد من الجميع دون استثناء، وتخليص الشبكة من التجاوزات، اهميتهما الكبيرة. ولكن لماذا لا تقوم وزارة الكهرباء مدعومة من الدولة بكافة مؤسساتها، بانجاز ذلك ؟ ام انها خطوات يراد منها المزيد من "بهذلة" الدولة ودفعها الى التخلى عن كافة مهامها الخدمية وما تقدمه للمواطنين، من اجل سواد عيون دعاة "الليبرالية الجديدة" ومن يدعمهم خارج الحدود؟!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.