كـتـاب ألموقع

قصة الجنة المفقودة// الشماس سمير كاكوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الشماس سمير كاكوز

 

عرض صفحة الكاتب 

قصة الجنة المفقودة

اعدادالشماس سمير كاكوز

 

كانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي خلقها الرب الإله فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من جميع شجر الجنة؟( 1 ) فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل أما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا( 2 ) فقالت الحية للمرأة لن تموتا ( 3 ) لكن الله يعرف أنكما يوم تأكلان من ثمر تلك الشجرة تنفتح أعينكما وتصيران مثل الله تعرفان الخير والشر( 4 ) رأت المرأة أن الشجرة طيبة للمأكل وشهية للعين وأنها باعثة للفهم فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت زوجها أيضا وكان معها فأكل فانفتحت أعينهما فعرفا أنهما عريانان فخاطا من ورق التين وصنعا لهما مآزر( 5 ) سمع آدم وامرأته صوت الرب الإله وهو يتمشى في الجنة عند المساء فاختبأ من وجه الرب الإله بين شجر الجنة( 6 ) فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت؟( 7 ) فأجاب سمعت صوتك في الجنة فخفت ولأني عريان اختبأت فقال الرب الإله من عرفك أنك عريان؟هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟ فقال آدم المرأة التي أعطيتني لتكون معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت( 8 ) فقال الرب الإله للمرأة لماذا فعلت هذا؟فأجابت المرأة الحية أغوتني فأكلت( 9 ) فقال الرب الإله للحية لأنك فعلت هذا فأنت ملعونة من بين جميع البهائم وجميع وحوش البر على بطنك تزحفين وترابا تأكلين طول أيام حياتك( 10 ) بينك وبين المرأة أقيم عداوة وبين نسلك ونسلها فهو يترقب منك الرأس وأنت تترقبين منه العقب( 11 ) قال للمرأة أزيد تعبك حين تحبلين وبالأوجاع تلدين البنين إلى زوجك يكون اشتياقك وهو عليك يسود( 12 ) قال لآدم لأنك سمعت كلام امرأتك فأكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها تكون الأرض ملعونة بسببك بكدك تأكل طعامك منها طول أيام حياتك ( 13 ) شوكا وعوسجا تنبت لك ومن عشب الحقل تقتات( 14 ) بعرق جبينك تأكل خبزك حتى تعود إلى الأرض لأنك منها أخذت فأنت تراب وإلى التراب تعود( 15 ) سمى آدم امرأته حواء لأنها أم كل حي( 16 ) صنع الرب الإله لآدم وامرأته ثيابا من جلد وكساهما( 17 ) قال الرب الإله صار آدم كواحد منا يعرف الخير والشر والآن لعله يمد يده إلى شجرة الحياة أيضا فيأخذ منها ويأكل فيحيا إلى الأبد( 18 ) فأخرج الرب الإله آدم من جنة عدن ليفلح الأرض التي أخذ منها فطرد آدم وأقام الكروبيم شرقي جنة عدن وسيفا مشتعلا متقلبا لحراسة الطريق إلى شجرة الحياة( 19 )

 

( 1 ) انطلق الكاتب من أجل تكوين عائلة الرجل والمرأة بانتظار الاولاد وانطلق من الخطيئة التي عرفها كرفض للوصايا فيكتشف جذور الشرّ في العالم الانسان يقف تجاه الله حين يعتبر أنه سيّد نفسه يقطع كلّ علاقة مع الله ومع إخوته في الجماعة البشرية تحولت السعادة الى علاقات فيها يتسلّط الرجل على امرأته وإلى عداوة بين الانسان والخليقة والانسان مسؤول عن خطيئته وهو يُعاقَب عليها ( غلاطية 6 : 7-9 ) لكن حين ينال الانسانُ الخلاص تتحرّر الخليقة من العبودية ( رومة 8 : 21 ) مشهد التجربة والخطيئة والحيّة التي هي خليقة الله بفهمها ومعرفتها بسرّ الشجرة المحرّمة اتَّهمت الربَّ بالكذب والحسد حاولت أن تميل بالانسان عن الله هي تدل على قوّة معادية لله في هذا العالم المخلوق حيث يكون البشر ضحيّتها الحيّة ترمز الى الشرّ ( حكمة 2 : 42 ، رؤيا 12 : 9 ، 20 : 2-3 ) ابتعد الكتاب عن معتقدات الشرق القديم حيث يقف الشرّ وكأنه إله تجاه الخير فإبليس يبقى خاضعًا لسلطة الله ( أيوب 1 : 12 ، 2 : 6 ) لكنه أخذ الانسان بالحيلة وحين أراد الانسان أن يعرف بان عريُه وبالتالي ضعفه

 

( 2 ) لا تمسّاه أضافت المرأة هذه العبارة على أمر الله ( تكوين 2 : 17 ) كأنها تحرص على طاعة وصيّة الله طاعة حرفيّة ولكن حوارها مع إبليس الحيّة أوقعها في الشرّ

 

( 3 ) لن تموتا لا مهرب من الموت هذا ما قاله الله ( تكوين 2 : 17 ) لكن الحيّة تحدّثت عن موت يموته الانسان حالما يأكل من الشجرة وهكذا تحوّل كلامُ الله الخلاصي إلى كذب فزرع الشكّ لدى الانسان والارتباك وكان صوتُ الشر أقوى من صوت الله بسبب الرغبة التي تجعل الانسان يعمل الشرّ الذي لا يريد ( رومة 7 : 19 ) وبسبب التجربة ( يعقوب 1 : 14-15 )

 

( 4 ) تصيران مثل الله ووحده يعرف وهو لا يمنع عن الانسان المعرفة غير أنه يحذّره من بحث عن معرفة تتجاوز أمر الله وهذه الكبرياء بأن يصير الانسان إلهًا نجدها في محاولة بناء برج بابل ( تكوين 11 : 1 ) هكذا يبحث الانسان بوسائله عن نجاح سيكون في النهاية فشلاً ذريعًا

 

( 5 ) انفتحت أعينهما فهِما بعد أن كانا مُغمَضين وجاء الفهم من الحيّة رأيا عريهما وضعفهما هما لا يملكان شيئًا تجاه الله والواحد تجاه الآخر ورق التين. يمكن ان يغطي الجسم بسبب عرضه وفي المعنى الروحي ارتبطت التينة التي يجلس تحتها من يقرأ الكتاب بشريعة الله ( يوحنا 1 : 48 ) التي بيّنت للانسان انه خاطىء

 

( 6 ) يتمشى الله كما في بيته هو يتصرف مثل انسان انه رفيق المؤمن وها هو يتحاور معه للعمل في الجنّة اختبأا هما عريانان الحياء البشريّ هما خاطئان شعرا بالذنب

 

( 7 ) فنادى دخل الله بشكل قاضٍ في المحكمة سأل المذنبيَن بيّن مسؤوليتهما وفرض عليهما العقاب هذا يدلّ أن الله لا يهمل خليقته صنع لها ثيابًا من جلد ولا يتركها عرضة لقوى الشرّ هو حاضر بمحبّة حتّى عندما يعاقب

 

( 8 ) المرأة التي أعطيتني تهرّب آدم من المسؤولية وجعلها على حواء بل على الله الذي أعطاه المرأة هكذا يتصرّف الخاطىء المرأة بدورها تهرّبت جعلت الخطيئة في الحيّة في إبليس وبالتالي نسيَت مسؤوليتها ولكن الانسان يبقى حرًّا وإن جرّبه الشيطان لهذا فهو يستحقّ العقاب

 

( 9 ) ( 2 كورنتوس 11 : 3 ، 1 تيموثاوس 2 : 14 )

( 10 ) ملعونة احتالت الحيّة وبدأت اللعنة في الأرض بعد بركة أولى وثانية ولكن البركة ستعود مع ابراهيم ( تكوين 12 : 1-3 ) بانتظار كمال البركة مع يسوع المسيح ( أفسس 1 : 3 ) الحيّة تأكل التراب ( ميخا 7 : 17 )

 

( 11 ) بين نسلك ونسلها لن تتوقّف الحرب بين نسل المرأة ونسل الحيّة نسلُ المرأة هو المسيح هكذا نكون أمام اول انجيل أو خبر طيّب ابليس يحارب نسل المرأة ( رومة 16 : 20 ، ميخا 2 : 14 ، رؤيا 12 : 5-6 ) يمكن أن تُصاب المرأة في عقبها نسلها لكن الحيّة تصاب في رأسها وتكون الإصابة قاتلة

 

( 12 ) بالاوجاع ارتبطت أوجاع المرأة بالحبل بصميم حياتها تحتاج المرأة الى قوّة الرجل هي تخضع له كل هذا يرتبط بشكل عام بالخطيئة التي دخلت إلى العالم ( رومة 5 : 12 )

 

( 13 ) آدم هنا ( تكوين 4 : 25 ) عقاب الخطيئة عنده هو العمل المتعب في الحقل

( 14 ) شوكًا وعوسجًا ما عادت الخليقة صديقة الانسان وما عادت تُعطيه الخيرَ ( هوشع 10 : 8 ) الذي ينتظره منها

 

( 15 ) إلى التراب تعود ذاك هو وضع الانسان بعد الخطيئة ( تكوين 2 : 17 ) بعد التعب يُترَك الانسانُ فريسة الموت ( 1 كورنتوس 15 : 47-48 )

( 16 ) حواء ربط الكاتب اسم حواء بعطيّة الحياة كما ربط اسم آدم بالأرض (أدمة)

( 17 ) ثيابًا من جلد دليل على اهتمام الله بالانسان ولو خاطئًا هو لباس متين لا يُقابَل بورق التين الذي أعده الانسان لنفسه

 

( 18 ) كواحد منّا الكاتب اعتبر الانسان انه نال المعرفة فإذا هو يخسر الحياة هو عرف نفسه ( رؤيا 22 : 14 ) ولكنه ما عرف ما يطلبه الله منه

 

( 19 ) شرقي من هناك مدخل خيمة الاجتماع ومدخل الهيكل. الكروبيم باب الهياكل في الشرق القديم هم حرّاس العرش الالهي ( 1 صموئيل 4 : 4 ) الحارس يحمل السيف ليحمي المكان والسيف هو نار يدلّ على حضور الله وعقابه هذا السيف تبع الانسان كالبرق فمنع عنه الحياة حين أبعده عن شجرة الحياة

سفر التكوين الفصل الثالث

اعدادالشماس سمير كاكوز