اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• وداعا أخي أبو عراق

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حامد كعيد الجبوري

            وداعا أخي أبو عراق

 

        في ربيع عام 1940 م وفي ليلة النوروز ، فيما تسميه العامة (دخول السنة) ولد جعفر حمود حسن هجول في محلة الوردية الصوب الصغير للحلة الفيحاء ، وفي محلة الوردية زقاق يضم  عدة منازل يفضي الزقاق لشارع يحاذي نهر الحلة تماما ، ويسمى ذلك الزقاق ( عكد هجول) ، في هذا الزقاق وفي تلك الدار الواسعة جدا والمحاطة بأكثر من عشرة غرف كل غرفة لعائلة كاملة ، موزعة بين الأعمام والأخوال ، ومن حظ ذلك الصبي أن ينال العناية من جميع هذه الأسر القريبة له لأنه الأبن الثاني لوجيه هذه الأسرة الفاضلة ، أخوه الأكبر منه بسنتين (جاسم هجول) رحمه الله ، ولوالده مقهى عامرة بروادها في بستانهم الواقعة شمال الحلة في منطقة (حي بابل) ، أنشأ والده صاحب البستان هذه المقهى التي أصبحت شبه مغلقة لطلاب المدارس الثانوية ليقرئون بها وليحضروا لأمتحانانهم النهائية ، وكذا أبتنى هذا الوالد المثابر مع أسرة آل القزويني سينما (الفرات الصيفي) التي أزيلت بداية الخمسينات من القرن الماضي بسبب استملاك البستان لبلدية الحلة ومن ثم توزيعها أراضي سكنية للمواطنين ، أكمل جعفر هجول دراسته الأبتدائية والمتوسطة والثانوية الفرع التجاري في مدينة الحلة الفيحاء عام 1958 م ، ودخل دورة تربوية وتخرج منها عام 1959 م ، وتعين معلما في قضاء الشنافية أحد أقضية محافظة الديوانية ، بمراحل الدراسة المتوسطة إنتمى للحزب الشيوعي العراقي ودخل السجن بسبب ميوله اليسارية أكثر من مرة حتى سيق لقصر النهاية عام 1963 م ، وحالفه الحظ ولم يعدم ، فصل من التعليم فأستغل ذلك لإكمال دراسته الجامعية وتخرج من الجامعة المستنصرية قسم اللغة العربية ، وخلال ذلك أعيد للخدمة كمعلم جامعي في المدرسة الغربية في الحلة ، أحال نفسه على التقاعد لإسباب شتى وحصل على عقد عمل في ليبيا ، وهناك إستغل وقته ليكمل القانون ويعود للعراق ، نهاية عام 1971 م أجتمعت ثلة مثقفة حلية لإنشاء ملتقى ثقافي في الحلة وكان جعفر هجول من مؤسسيها أضافة لأسماء حلية كبيرة قاسم عجام ، عدنان العوادي ، حازم الحلي ، وآخرون أعتذر عن ذكرهم تلافيا للإطالة ، أعلن رسميا عن تشكيل ندوة عشتار عام 1972 م ، مع ملاحظة سبقها تشكيل إتحاد الأدباء والكتاب فرع بابل ، لجعفر هجول أهتمامات شعرية وأصدر ديوانه البكر في ليبيا (من أصداء الغربة) ، وصدر له كتابا توثيقيا للحلة التي عشقها أسماه (الحلة بين العشق والإنتماء) يقع بجزئيين ، أوكل طبع الجزء الثاني لإبن أخيه، وهو صاحب مكتب للطباعة وسيرى الكتاب النور قريبا ، لجعفر هجول علاقات متوازنة مع الجميع سياسيا واجتماعيا ، إضافة لكونه تربويا ناجحا خرج الكثير من الطلبة ، وله أصدقاء كثر من شتى البلدان العربية لاستفادته من هذا الإيفاد ، ليلة 22 / 3 / 2010 م ودع الحياة بالقطار النازل صوب البصرة الفيحاء لحضور مهرجان المربد الذي لم يعى له طوال حياته إلا هذا العام ، وقد نعته وزارة الثقافة العراقية إضافة للمربديين ،ودائرة العلاقات الثقافية ممثلة بالصديق الأستاذ عقيل المندلاوي ، وكذلك إتحاد أدباء البصرة وأدباء بابل ، والبيت الثقافي الحلي ممثلا بالصديق الأستاذ عباس العاني ، وكل الأحزاب الدينية والوطنية في الحلة الفيحاء ، وأخر من نعاه ببرقية استلمتها أخيرا بعث بها من مقر غربته الطوعية الرمز العراقي الكبير الشاعر مظفر النواب ،والذي يقول بجزء منها أن جعفر هجول عشق الشعر والسفر وهاهو قد فارق الحياة فيما بينهما ، سلام لك أخي وأستاذي جعفر هجول وما أسرع اللحاق بركبك الأبدي . 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.