اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أردوغان- "نعم" لبداية النهاية !!!// عبد الجبار نوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أردوغان- "نعم" لبداية النهاية !!!

عبد الجبار نوري

كاتب ومحلل سياسي عراقي مغترب

 

الأستفتاء يوم الأحد الماضي 16-4-2017 فاز فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التعديلات الدستورية بفارقٍ ضئيل حيث تقدم معسكر "نعم" على معسكر " لا " بفارق 25-1 مليون صوت وأظهرت النتائج وفق وكالة الأناضول التركية نسبة التأييد للتعديلات الدستوري بلغت 32, 51 % فيما بلغت نسبة الرفض 68, 48 % وذلك بعد فرز 40, 98% من الأصوات المدعوة للأدلاء والبالغة 3/55 مليون ناخب، بالتأكيد أنّها صلاحيات غير مسبوقة ومعززة ومشرعنة حسب نتائج الأستفتاء الحكومي المزعوم، وأنتهى الجدال المستمر منذ 200 عام والمزمع تنفيذها عام 2019 والذي حدد تحول الدولة التركية من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، مع تمتع رئيس الدولة بصلاحياتٍ واسعةٍ جداً، ألغاء صلاحيات رئيس الوزراء مع ذهاب صلاحياتهِ لرئيس البلاد من حصة رئيس الدولة تعيين الوزراء وكبار رموز الدولة، حصر فيتو (الطواريء) بيد رئيس الدولة بدون الرجوع للبرلمان، ويحق لهُ أعلان أنتخابات مبكرة للرئيس والبرلمان، زيادة عدد النواب مع خفض شرط العمر. أطالة حكم الرئيس إلى 2029.

ولاحظتُ في تعليقات الكثير من داعمي أردوغان هذه النقاط: 1- الكثير ممن يصفقون لداعش من سياسي الدعشنة هم من المحتفلين والمرحبين بهذا الفوز الغث. 2- يهاجمون الديمقراطيين والمدنيين بضراوة وشماتة بدون رد منطقي. 3- وكلما أنتشرت علامات النزعة الدكتاتورية والسلطوية لأردوغان أرتفع (بوّق) أعلامهم: ما دام في رؤساء العرب دكتاتوريين فلم لا يكون أردوغان دكتاتوراً؟. 4 – أن هذا الفوز جاء من الريف التركي الساذج والولاء لعثمة الماضي، بينما كانت المدن الكبيرة كأسطنبول وأنقرة وأزمير والمدن الأخرى عارض سكانها تلك التعديلات الشخصية المفصّلة على مقاس إردوغان.

يظهر أن هذا الرجل مشبع حد النخاع بشوفينية العثمنة المتزمتة من موروثات أسلافه سلاطين أيام زمان، بدأ مسيرتهُ السياسية مع المتشدد الأصولي الداعشي "عبدالله غول" وشاركهُ في تأسيس الحزب الأخواني "التنمية والعدالة" الذي هو الوجه الثاني لعملة داعش المزيّفة، فكان أنقلاب يوليو 2016 الورقة الرابحة لأردوغان بل فرصة العمر ليمسك البلاد بيدٍ من حديد في تنظيف الدولة والجيش وتجريدهما من الولاء التأريخي لعلمانية كمال أتاتورك، لذا طبق حصاراً مفرطا وبميكافيلية شديدة ليشمل معارضيه وخصومهُ السياسيين وتمشيط الميادين السياسية والأعلامية والبرلمانية والحزبية والعسكرية والأمنية والأقتصادية والتعليمية والقضائية، فتشبه بهتلر وموسوليني وصدام ونيرون روما وفرعون مصر وفرنكو أسبانيا وباتيستا كوبا الذين جعلوا من الأستبداد والطغيان مساراً ونهجاً لبقائهم، وبهذا النهج الأردوغاني يعتبر توجيه أكبر أهانة للمؤسسة العسكرية منذ مئة عام وسوف يثأر لكرامته المهانة عاجلا أم آجلا.

تداعيات وتجليات الأستفتاء/*من نزعات الدكتاتوريين التسرع وعدم الحساب للمستقبل القريب والبعيد مقترنة أحياناً بالهلوسة والهذيان ليمسك بصناديق الأقتراع بيد والتصفية والتطعير التعسفي بيد آخر والضرب الغير مسموح تحت الحزام – خاصة بعد الأنقلاب العسكري المزعوم- لكي ينتزع الشرعنة وبأية طريقة كانت وحتى في ظروف تركيا اليوم المليئة بالتعقيدات. **أنقسام تركيا على نفسها طوعاً لنتائج الأستفتاء إلى علمانيين في الحضر التركي حسب علمانية أتاتورك الأوربية وتابعين بدون رأي في الريف التركي وهم بالأصل متدينين ومتأثرين بتقاليد ذكوريّة أبويّة. ***زادت في تعقيد العلاقات مع الأكراد وبصراعات سياسية مزمنة حادة تأريخياً. ****فشله في تصفير العلاقات مع دول الجوار لا بل أدخل تركيا في بؤرة أزمات العراق وسوريا ومصر لتلوثه بداء العظمة سايكولوجياً بعد الفوز المرْ. ** * تأثر العلاقات التركية الدولية وخاصة الألمانية والهولندية والأتحاد الأوربي بردود أفعال متباينة سريعة وعلى نار هادئة والتروي في أعادة فلترة تلك العلاقات ووقف المفاوضات الساعية لدخول تركيا للأتحاد الأوربي. ***. تقدم معسكر نعم المؤيد للتعديل الدستوري سوف يوّسع من صلاحيات أردوغان فهو مشروع خلافة للمسلمين تحت حكم السلطان أدوغان. ** * وكانت نتيجة الأستفتاء: هي فوبيا أردوغان من الديمقراطية وحقوق الأنسان والقساوة المفرطة على الشعب التركي يجعل من أصوات المعارضة أن تحكم عليه بأنهُ ليس تركيا!!!. ***وأن الملايين من الأتراك صوتوا من أجل دعم الديمقراطية في تركيا بالرغم من الأجراءات التعسفية والأعتقالات والتضيق على الصحافة. ***وأن الفارق الضئيل في الأستفتاء يعني أن الشعب التركي (حي) وأن هناك من يقول للسلطان أردوغان " لا ". ***أعتراضات حزب الشعوب الديمقراطية الكردي طعن بنزاهة الأنتخابات، وهم بصراعات سياسية تأريخية متأزمة تنتظر الحل وليس التعقيد. ***طعون المعارضة التركية وأتهام الحكومة بالتزوير والتدليس وتقديم شكوى ألى المحكمة المختصة برقابة الأنتخابات. *** ضياع أمل تركيا في الأنظمام للأتحاد الأوربي وألى الأبد حيث كتبت صحيفة (هوفينفتون) الألمانية كتب في عمودها (كلوكنز) في يوم أعلان النتائج: أن باب الأنظمام أوصد بشكلٍ نهائي، والمساعدات المالية لمرحلة قبل الأنظمام تعد الآن في حكم الملغاة، وأن أعضاء الأتحاد يطرحون سؤالا: كيف يمكن أن نورّد معدات التسليح؟ لمثل هذا البلد الذي لا يمكن التنبؤ بسياسته داخلياً وخارجياً.

أخيراً/ أن العديد من الخبراء السياسيين والأستراتيجيين منهم الأكاديميين الأتراك، والذي نقرأهُ في سياسة وأقتصاد تركيا والتركيبة السايكولوجية المضطربة والسادية والمتشددة الراديكالية { أن الجمهورية التركية قد أقتربت من نهايتها من حيث نظام الحكم والمباديء التي تقوم عليها، وأن يوم 16 أبريل هو بداية النهاية كونه يوم شُرّع فيه لحكم الفرد، معتبراً أن هدف حكومة حزب العدالة والتنمية في البلاد هو تصفية الحساب مع مباديء الجمهورية التركية التي تأسست عام 1923 -----

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.