اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عبد الخالق حسين والزعيم قاسم- ج1// عبد الرضا حمد جاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

عبد الخالق حسين والزعيم قاسم- ج1

عبد الرضا حمد جاسم

 

نشر السيد عبد الخالق حسين مقالته مائة عام على ميلاد الزعيم عبد الكريم قاسم*02/11/2014

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=439807

 

ذكر في نهايتها (الهامش) ما يلي :

 

(* هذا المقال هو موجز لفصل من كتابي الموسوم( ثورة وزعيم)، ولم أذكر المصادر تلافياً للإطالة.)انتهى

 

مقدمــــة: سنناقش هذه المقالة (الموجز) لسببين هما :

 

1. (لذلك، فمن واجبنا، ككتاب، ومؤرخين، ممن عايش تلك الفترة التموزية العاصفة وما بعدها، القيام بدورهم الوطني في تصحيح التاريخ،)انتهى

 

2. انه موجز لكتاب صادر و اصبح مصدر كما التالي :

 

(تاريخ ثورة 14 تموز بين شخصيتين اعداد السيد جبار هادي القريشي بتاريخ24/05/2012 في جريدة المستشار) (الرابط في الهامش)... وردت فيه مقاطع كامله تتطابق بدقة مع ما نشرة السيد عبد الخالق حسين في هذا الموجز الذي نناقشه دون ان يشير اليه.

 

نعـــود للموضـــــوع:

يقــــول السيد عبد الخالق:

تمر في هذا الشهر (21، تشرين الثاني/نوفمبر، 2014)، الذكرى المئوية لميلاد أشرف وأنزه وأخلص حاكم وزعيم وطني عرفه العراق في تاريخه الحديث. وهذا الكلام ليس مني بدوافع عاطفية منحازة، بل بشهادة ألد خصومه من قيادات حزب البعث من أمثال: هاني الفكيكي، عضو القيادة القطرية للحزب، والمشارك في انقلاب شباط عام 1963، وعلي كريم سعيد، عضو القيادة القومية للحزب في التسعينات من القرن المنصرم، وفؤاد الركابي، أول أمين عام للحزب في العراق، والذي تآمر على اغتيال الزعيم عام 1959، إذ نقل لي أحد القراء وكان مع الركابي في سجن بعقوبة في السبعينات، أن قال له الأخير، أنه إذا أطلق سراحه، فأول عمل سيقوم به هو تأليف كتاب يؤكد فيه أن عبدالكريم قاسم كان أشرف وأنزه زعيم عرفه العراق الحديث. )انتهى

 

أقــــــول:

من هو هذا القارئ الذي كان مع فؤاد الركابي ونقل لك ما نشرت؟...هذا يمكن ان يُطرح في تعليق او مقالة وليس كتاب ... "إذ نقل لي أحد القراء..."...ان شهادة هؤلاء الاشخاص ليست ذات قيمة ولا يمكن الاعتماد عليها كوثيقة تأكيد وتأييد... اشعر فيما سطرت هنا انك في فرح غامر لان شخص قال لك انه كان مع فؤاد الركابي في السجن وقال له فؤاد كذا وكذا... هذه الشهادات لا تُدعم ما تقول انما تضعفه لأنها صادرة من اشخاص مثل هذا الشخص أو الفكيكي والركابي... وأن القيل والقال لا يُعتمد أو يبنى عليه وبالذات من شخص مجهول... وكذلك  مدح الاعداء لا يُعتد به لأنه ربما صدر عن الشخص في لحظة ضعف او اكراه او تأنيب ضمير ويبقى مجرد رأي شخصي من شحص مشكوك في مواقفه وعليه علامة استفهام وربما لا يُعتمد حتى في التحكيم والاستشارة والمحاكم او المواقف الاخرى لأنه ضعيف ويمكن تفنيده بسهولة وحتى يمكن تكذيبه من قبل نفس الشخص ان كان حياً وتبدلت الظروف ونحن نرى التناقض الكبير والكثير فيما طُرِحَ أو نُشِرَ بحق او حول الزعيم  فقلما توافقت الروايات و الحكايات بتفاصيلها وتبقى شهادات يُستفاد منها  في المقارنة والبحث والاستنتاج والربط.

يقـــــول :

(لقد حاول حزب البعث الصدامي، ليس التعتيم على شخصية الزعيم قاسم فحسب، بل وتشويه صورته وسمعته بشتى الأكاذيب والفتراءات عن طريق كتبته من المرتزقة، وحتى تشويه تاريخ العراق. ولكن لا يمكن حجب الشمس بالغربال، فقد أنصف التاريخ عبدالكريم قاسم، ففي الوقت الذي أسقط الشعب تماثيل صدام في نيسان 2003، قامت جمهرة من محبيه بنصب تمثال له في شارع الرشيد، في نفس المكان الذي حاول صدام وعصابته إغتيال الزعيم. وهذا هو منطق التاريخ، إذ لا يصح إلا الصحيح. )انتهى

 

أقــــول:

العاطفة بارزة فيما سطرت وبشكل عالي ولو انها ليست عيب لكنها لا تصلح عندما تأسر الكاتب... لان من يريد ان ينصف انسان علية ان يتجرد ويبحث في امور او يقدم ادله غير قابلة للطعن بها باي شكل وبالذات في مثل حالة الزعيم فالمتوفر عنه الكثير من شهادات وسجلات وكتب وارشيف ... و يجب لمن يكلف نفسة عناء ذلك ان يتبحر ويدقق ويستنتج ويحلل ويأخذ الامور بسياقها... وبالذات في انتاج كتاب ربما تتناقله الاجيال وتعتمده كمصدر مستقبلاً في دراسات والتقليل من القال والقيل لأنها تبقى مربوطة بأشخاص حتى وان وضعوها او رتبوها في كتب وانت تجد ان اعتماد قال فلان وقال علان اصبحت نقاط ضعف تنخر الكتاب او المقالة... أن ما قاله فلان في كتاب اصبح ملك عام يستخدمه الانسان بعد ان يتمعن فيه ويدققه ويتأكد منه ويطرحه بفهمه هو لا بفهم قائله لأنه لا يعرف متى قاله وكيف و لمن وتحت أي ظروف وحالة.

 

ان من يكتب بعاطفة يكتب لنفسه وللهامش اي الذي يريد من يكتب له او من يقرأ صور او شكل الكلمات فقط.

 

لو مدحت الزعيم كل ثانية انت بالذات سيد عبد الخالق ... لا تُقدم ولا تؤخر بل تسيء له لان المقابل يربط بين حماستك هذه وحماستك للاحتلال وامريكا وانت ترى ان من يريد ان يقتني كتاب يبحث عن الكُتاب الذين يثق بهم او يقتربون من خطه العام ثم يبحث عن العناوين التي تثير عنده شيء او يبحث تحت تأثير الدعاية وربما يبحث عن كتاب يُفكر ان يرد على مؤلفه او انتقاده... أنت قاسمي الهوى وهذه ليست مثلبه او فيها عيب لكنها عندما تمتزج بالعاطفة لا تنتج شيء مقبول في كتابة التاريخ لأنها أي العاطفة تحرف الكاتب في التاريخ عن هدف الكتابة للتاريخ وهذا ما عانت منه الاجيال وتُعاني...

 

نعم للزعيم مكانه خاصة عند الكثير من العراقيين ونعم وضع له محبيه تمثال في المكان الذي تعرض فيه لمحاولة اغتيال عام 1959 أي بعد مرور اكثر من اربعة عقود على تلك الجريمة... وهو يستحق هذا التمثال وذلك التَذّكر... لكن لا تقارنه مع صدام.. تذكر هذا الفعل نعم لكن المقارنه غير صحيحة وانا هنا افسرها لك بالتالي :

 

1. هل تتمكن من نصب تمثال للزعيم في تكريت او الموصل او الأنبار؟ الجواب لا ... وان اقمته سيتم تفجيره في الليلة الاولى.

 

2. ... من اسقط تماثيل صدام هم الامريكان ... ولو تمكن اتباع صدام اليوم من السيطرة لرفعوا له الالاف التماثيل ولأصبحت مزارات يحج لها الكثيرين من كل فج عميق ولألقيت في ظلالها ومحيطها الاهازيج والقصائد واُطلقت فيها الاغاني والرقصات والدبكات... هل تمكنت الحكومة من منع الزيارات لقبر صدام في تكريت؟... وحتى لو تم هدم قبره هذه الايام سيعيد أهالي تكريت بناء قبره عندما تنزاح عنهم غمة داعش الحالية... وأن منعهم احد اليوم او غد سيحتفظون بذلك وسينجزونه عند اول فرصة حتى لو بعد اربعة عقود كما حصل مع الزعيم.

 

 هنا الموقف حرج ودقيق. انه موقف لا يُعتمد انما يشار اليه في الهامش او في ملحق كمقالة... وامامنا جميعاً شخصيات مثل لينين وستالين وجمال عبد الناصر وغيرهم حيث اقيمت النصب والتماثيل والمزارات واطلقت الاسماء ثم هدمت او رُفعت ومنع ذكر الاسماء واُعيد لها الاعتبار واقيمت النُصب من جديد ورفعت صورها. أن ذكرك لهذه الحالة بهذه العاطفة قد تعكس للأجيال صورة غير صحيحة قد تجعلهم يظنون ان الشعب العراقي هو من قرر ذلك وهذا غير دقيق انما محبيه من الشعب العراقي هم من قام بذلك في ظروف معينة وربما لو كانت الظروف غير التي يعيشها العراق لتم وضع النُصب والتماثيل  له في كل مكان ... كما كانت تماثيل ونصب وجداريات صدام في كل مكان

 

 وهنا اسأل هل تم وضع تمثال للزعيم في كردستان ام وضعوا نُصب لمصطفى البارزاني؟

 

يقـــول:

(لذلك، فمن واجبنا، ككتاب، ومؤرخين، ممن عايش تلك الفترة التموزية العاصفة وما بعدها، القيام بدورهم الوطني في تصحيح التاريخ، وذلك بتفنيد الافتراءات، وإنصاف قادتنا الأشاوس وإزالة ما ألصق بذاكرة أبناء شعبنا من تشويه في العهد الصدامي، وبالأخص الجيل الحالي. وهذه المقالة هي محاولة في هذا المجال.) انتهى

 

أقــــــــول: أن تصحيح التاريخ لا يتم ب(قال لي قارئ او كتب الفكيكي واراد فؤاد الركابي)... هذه اساءة للتاريخ ولكتابة التاريخ وللكتابة بشكل عام... هناك وثائق وهناك شهود احياء يمكن ان تستفيد منهم ولا اقصد انك تعتمد على اقوالهم انما تكون اسناد لما تجده ... تذكر اسمائهم وتوّثق لقائك معهم انت (من يريد تصحيح التاريخ) بنفسك وليس قال لي فلان... لأن الأخر ايضاً سيقول يجب اعادة كتابة التاريخ. كما فعل صدام و شكل هيئة عليا ترتبط بمكتبه .

 

ملاحظة : لما قلت (من واجبنا...)... يجب ان تقول دورنا الوطني وليس دورهم الوطني.

 

تصحيح التاريخ لا يتم بالعواطف لأنه سيكون تخريب التاريخ لان المقابل ايضاً له جماهير وله اعداء كما عبد الكريم قاسم... ويمكن ان يكتب التاريخ الذي يريده... فعليك ان تكتب بعلم ووطنية وحرص وتجرد بعيد عن العاطفة... لان المقابل لدية الكثير مما يسيء به للزعيم عبد الكريم ومسطر في كتب واقوال وشهود وقال لي فلان في المكان الفلاني.. أن دعوتك الى تصحيح التاريخ بالصورة التي قدمتها في كتابك هذا هي دعوة "للأدلجة" التي تدعي انك ضدها... فأنت هنا من "المؤدلجين" الذين تكيل لهم الذم. وانا على يقين من ان الكثير ممن يحشرون هذه الكلمة في كتاباتهم ذماً لا يفهمون معناها وبالذات ال"متلبرلين" ولا يعرفوا ان كل انسان هو "مؤدلج" بشكل من الاشكال ويعتبرون "الأدلجة" جمود او عيب فكري ولا يعرفوا انهم يذمون انفسهم وحالهم .

 

يقـــول:

تشكل شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم، الوجه الآخر المكمل لثورة 14 تموز 1958، إذ غدا هو والثورة وجهين لعملة واحدة. وبمناسبة مئوية الزعيم، أقدم جوانبَ من هذه الشخصية الوطنية الفذة التي أصبحت رمزاً للوطنية العراقية والنزاهة والإخلاص للشعب والوطن والإنسانية.) انتهى

 

أقــــول: هذه العبارات التي لا تريدها عملية تصحيح التاريخ مثل:

 

1. الشخصية الوطنية الفذة : وفق أي قياس تم هذا الوصف؟...هل تنطبق على الزعيم له الذكر الطيب هذه الصفة وبالذات عند ربطها بالشخصية؟... لو قلت قائد فذ او حاكم فذ او اداري فذ... أما شخصية وطنية فذه فهذه مفتوحة واقولها رغم اعتزازي بالزعيم وما قدم انه شخصية غير فذة وهذا لا يُنقص منه كشخص او قائد او انسان ترك له اثر في التاريخ الحديث محلياً واقليمياً ودولياً... يمكن القول انه شخصية وطنية وهذا استحقاق له وهو فعلاً كذلك

 

2. رمزاً للوطنية: لم يكن ولا كان ولن يكن الزعيم رمزاً للوطنية الا عند محبيه وأنا منهم وهذا ينسحب على كل شخص يحبه الغير ويمكن لصق هذه الصفة على صدام حسين وعلى نوري السعيد وعلى رشيد عالي الكَيلاني من قبل محبيه ...الرمز لا خلاف عليه والزعيم مختلفٌ عليه حد التقاتل... رمز وطني نعم  حيث سيكون من بين رموز أما رمزاً للوطنية فلا... لأنه سيكون متفرد ومتفق عليه وهذا لم يحصل ولن يحصل.

 

2. رمزاً للنزاهة: كان رجل نزيه تضرب به الامثال هذا معروف... هو رمز من رموز النزاهة... لكنه لم يكن ولا يكون رمزاً للنزاهة يُقتدى به وغيره أقل منه نزاهة ...هل هناك من يقتدي به اليوم في كل الشعب العراقي؟ النزاهة تشمل كل شيء وتبقى نسبية بين المحب والكاره... نزيه بالموضوع المالي وفي القرارات وفي الاقوال والافعال لا يتحيز مستقيم صادق بعيد عن السوء وتارك للشبهات والمكروه والقبيح. لقد حضرت فعالية لمحبي الزعيم في يوم 21/11/2012 عند تمثال الزعيم في شارع الرشيد في بغداد وكانوا بالعشرات ورافعين لافته واحده صغيرة مُعبرة تقول (ليخجل من نزاهتك سياسيو اليوم) وهو قول معبر وافضل من "رمز النزاهة" وقد اشرت الى ذلك في ما نشرناه تحت عنوان الحوار المتمدن في بغداد ج4 الرابط

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=347253

 

يمكن القول عنه رجل نزيه بعيد عن الشبهات محب مخلص حريص....ألخ...

 

يُذم الزعيم حتى من بعض المحبين له.... ويلومه الكثيرين غيرهم ويكرهه الكثيرين ويعتبرونه خائن ويقولون انه نكث القسم للملكية... وغيرها الكثير... ويتهموه بالعداء والتحيز وانت هنا تدافع عنه في تبيان زيف تلك التهم (أو عدم الدقة في طرحها) وهذا جيد لكن يجب ان يكون بعلم ودقه وحرص بعيداً عن العواطف.  لأنه لو دخلت العاطفة هنا سيضحك المقابل و يقول "هذا مؤدلج قاسمياً"

 

3. رمز للإخلاص للشعب والوطن والانسانية: يعني هذا شيء كبير جداً لم يصله حتى الانبياء....البعض يطلق هذه الامور حتى على هتلر وعلى صدام... مخلص للشعب والوطن ومحب للإنسانية اعتقد احسن وادق و أنسب.

 

هنا اقصد ان الغلو في هذه الطروحات لا تنفع الزعيم وذكراه وانما تسئ له.

 

4. أعتقد ان استخدام القول "وجهان لعملة واحدة" هنا غير محبب فنادراً ما يستخدم للمدح من كثرة استخدامه في الذم... ولوجود "عملة" و "ضرب عمله" أي تصنيعها وسكها بيد الغير... واصدار تلك العملة... وتدخل في جانب "الوجهين" والتلون... والعمالة .

 

الخلاصة يمكن ان نقول عن الزعيم انه نزيه ومخلص ووطني او نقول عنه انه ضرب مثل في النزاهة والاخلاص وحب الشعب لكن لا نقول انه رمز يُقتدى به ويُنهج نهجه ... فلم يقتدي به حتى محبيه والمدافعين عنه.

 

يقـــول:

 

 (لماذا شخصية قاسم مثيرة للجدل؟ يقول السيد عبد الخالق التالي:

1.(لم تكن هناك شخصية في تاريخ العراق الحديث، أثارت من الجدل والاختلاف ونشرت عنها كتب ومقالات ودراسات، كشخصية الزعيم عبدالكريم قاسم.) انتهى

 

أقـــول: أذن كيف يكون رمزاً للوطنية؟ نعم اثار جدلاً ولا يزال وكُتبت عنه الكُتب وليس أخرها كتاب السيد عبد الخالق حسين حيث سيكتب عنه آخرون... لكن ليس وفق صيغة "لم تكن هناك شخصية في تاريخ العراق الحديث" فهناك شخصيات كثيرة وكبيرة ومهمة مثل افراد العائلة المالكة ونوري السعيد والكًيلاني وغيرهم من ساهم بما حصل في العراق منذ 1921 لليوم ولا ننسى صدام حسين الذي سيستمر يثير الجدل والتأليف لفترات قادمة مفتوحة.

 

الافضل انه من الشخصيات المهمة التي اثير حولها جدل ودار حولها خلاف.

 

2. يقــول: (فكأي شخص دخل التاريخ من أوسع أبوابه في مرحلة التحولات الثورية الحادة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لا بد وأن يكون له أعداء كثيرون ومحبون كثيرون. فتعرض قاسم إلى الكثير من التشويه ووجهت له تهم شتى منها مثلاً تهمة شق الشعب، وشق الأحزاب السياسية، وضرب بعضها ببعض متبعاً ما سمي بـ "سياسة التوازنات". كما ووجهت له تهمة الشعوبية، والشيوعية، والعمالة لبريطانيا وأمريكا وروسيا، بل وحتى تهمة الجنون وغيرها. وبالمقابل بالغ محبوه في إضفاء المناقب، وإلصاق صفات أسطورية به من فرط حبهم له إلى حد أن البعض من الناس البسطاء لم يصدقوا بقتله لسنوات ما بعد مصرعه. أعتقد من المفيد مناقشة هذه الصفات والتهم التي ألصقت بقاسم لنرى مدى صحة أو خطأ هذه المثالب والمناقب.) انتهى

 

أقــــول: فكيف يكون رمزاً للوطنية واعداءه أو حتى منتقديه داخل الوطن كثيرون ومنهم من لا تستطيع ان تشكك في وطنيتهم؟

 

 كل تلك التُهم التي تفضلت بذكرها عند مطلقيها لها اثباتات وادلة مقتنعين بها او مدفوعين عليها واليها سواء كانت تلك الادلة صح أم خطأ... يجب أن يُرد عليها بالحجة بعيداً عن العاطفة لأن المقابل يملك الحجة والعاطفة ايضاً ولأن الموضوع يمس جزء من تاريخ وطن وشعب متنوع.

 

  نتكلم اولاً عن العمالة فأعتقد اثير شيء عن علاقة معينه مع بريطانيا وهذا متوقع في حدث مثل ثورة 14تموز1958 وتأثيرها على مستقبل بريطانيا نفسها وذُكرت بعض المصادر عن لقاءات واجتماعات تمت بين الزعيم والسفارة البريطانية وهذا متوقع ومقبول في خضم افرازات الثورة في العراق والاقليم وأكيد في كتابكم اشارة اليها... وكذلك الحال مع أمريكا لكن لم تصل الى حد العمالة مطلقاً وتآمر الدولتين على الثورة والزعيم تُبين ذلك (بدأت ردود افعال الدولتين منذ اليوم الاول للثورة ولم تنتهي الا بالقضاء على الزعيم والثورة)... بخصوص العمالة لبريطانيا طرحه البعض القليل اما لأمريكا فلم اقرأ عن ذلك وربما هذا قصور مني لكن نتمنى ان يرشدنا السيد عبد الخالق الى مصدر هذا الخبر.

 

 اما العمالة لروسيا فلم تكن روسيا و قت ذاك انما الاتحاد السوفييتي وهنا يجب الاهتمام بالدقة وانت تنشر بعد انهيار الاتحاد السوفييتي بأكثر من عشر سنوات. وهذه التهمة ايضاً ضعيفة بدون اسانيد و تهمة لم يتطرق اليها احد كما اعتقد بهذا التخصيص ربما انحياز نعم  ربما لعلاقته بالحزب الشيوعي اول الايام نعم ... ربما اجراءاته الجريئة مثل الاصلاح الزراعي وقانون 80 ووقوفه مع الفقراء  نعم... لكن حد العمالة فلا.

 

نعم شخصية اثارت الكثير و كُتب عنها الكثير لأنها غيرت موازين القوى في المنطقة و ادخلت العالم في قلق استمر حتى مقتله ...

 

الاردن و السعودية والكويت وعبد الناصر و الوحدة الفورية  و امريكا وشاه ايران و حلف السنتو ...هؤلاء كلهم كانوا اعدائه الاقليميين القريبين اما البعيدين القريبين فهم اولاً الامبراطورية البريطانية التي وجهَّ لها قاسم اكبر ضربة في احرج وقت و هي تحاول لملمة جرحها بعد الحرب العالمية الثانية و طردها من الهند الكبرى و الثانية هي  الامبراطورية التي تريد ان تتشكل أي الولايات المتحدة الامريكية التي دخلت حربين كبيرتين باردتين الاولى وقف المد الشيوعي او السوفيتي و منعه من الوصول للمياه الدافئة و حرب طرد الانكَليز من الخليج استمراراً لحرب استقلالها و كانت تسير بهما بخطين متوازيين

 

اما اعدائه الداخليين فهم بقايا الملكية من اقطاع  وشخصيات من الحقبة الملكية والقوميين بشتى فروعهم (البعثيين والقوميين العرب وغيرهم) الذي وقف امام دعوتهم للوحدة الفورية ورجال الدين الشيعة والسنة ومساندة من القوميين الكورد وكل المعادين للشيوعية.

 

عبد الكريم قاسم مخلص لم تؤشر عليه العمالة او حتى الميل لغير العراق كما كان غيره سواء ممن هم قبله او من جاؤوا بعده. و كان قريب من الشعب  وقدم الكثير للفقراء ونفذ الكثير من المشاريع... والميزة الاخرى انه حتى اعداءه يشيرون الى الكثير من الحسنات في انجازاته أما لإنصافه أو تأنيب ضمير او التقرب للعامة أو صحوة متأخرة و ندم.

 

يقـــــــــــــــــــــــــول:

(موضوعة شق الشعب

يذكر الضابط سالم عبد القادر العباسي الذي نقل عبدالكريم قاسم وطه الشيخ أحمد بدبابته من قاعة محكمة الشعب قرب وزارة الدفاع إلى محطة الإذاعة يوم 9 شباط 1963، حيث أجريت تصفيته مع رفاقه الآخرين، بعد استسلام قاسم إلى الانقلابيين، وتحاشى حرب أهلية لمنع المزيد من سفك الدماء، وتصديقه لوعودهم، حيث أن أعطوه وعداً بالمحافظة على حياتهم، ليلقى مصيره المحتوم على أيدي الإنقلابيين فيقول الضابط العباسي: "… اتجهنا في شارع الرشيد إلى الباب الشرقي حيث جسر الجمهورية. وكانت الشوارع خالية من أي بشر… وبعد لحظات قال لي عبدالكريم قاسم: "لماذا ثرتم عليَّ..؟ قلت له لأنك قسّمتَ البلد .. وماشيت الشيوعيين". )انتهى

 

 

الى اللقاء في الجزء التالي الذي سيبدأ بالمقطع السابق

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.