اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف، والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة...19

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

                 أئمة المساجد: بين الحرص على نشر الفكر الظلامي المتخلف،

                                             والعمل على إصدار الفتاوى القاتلة...19

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الإهـــــــداء:


§ إلى النفوس المريضة التي تبحث عن الخلاص فلا تنساق وراء كل دعوات فقهاء الظلام.
§ إلى كل مسلم مومن حافظ على سلامة إيمانه بالدين الإسلامي، ولم يوظفه في شأن سياسي: صغر، أو عظم.
§ إلى الشهداء: ضحايا الإرهاب الديني: عمر بنجلون، ومهدي عامل، وحسين مروة، وسهيل طويلة، و فرج فودة... والقائمة طويلة.
§ إلى كل من أدرك أن مجرد وجود تنظيم سياسي ذي بعد ديني يشكل خطورة على مستقبل البشرية.
§ إلى ضحايا الإرهاب الحزبوسلامي في كل بلدان المسلمين.
§ إلى ضحايا 16 مايو 2003 بالدار البيضاء.
§ من أجل الحد من تأثير الحزبوسلامي في وجدان، وعقول المسلمين، وإعداد الشباب للمساهمة في العمليات الانتحارية التي لا يعرف مداها.
§ من أجل وضع حد لقيام الحزب السياسي على أساس ديني.
§ من أجل تجريم ممارسة تحريف الدين لتحقيق أغراض حزبية – سياسية.
§ من أجل مجتمع بلا إرهاب.
§ من اجل حماية العرب، و المسلمين في بلدانهم من الممارسة الإرهابية في شموليتها.
§ من أجل مجتمع للعرب، وللمسلمين، يتمتع فيه الناس بالحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.


محمد الحنفي


*************************


أدلجة الدين الإسلامي و الانحراف عن المهام:.....1

ومعلوم أن احترام الأئمة للمهام الموكولة إليهم، سيجنبهم وسيجنب المسلمين، وسيجنب المساجد الدخول في المتاهات التي لا داعي لها؛ لأن عدم احترام المهام يطرح أسئلة كثيرة حول المهام غير المعلنة، وغير المعروفة، والتي تتجلى من خلال الإخراج غير المعلن للمساجد، وللصلاة، وللباس الخاص بالرجال، والخاص بالنساء، ولمظهر اللحية، وكيفية العناية بها، ولكيفية المعاملة، وغير ذلك من الأمور التي تركز على الشكليات، استعدادا لإنجاز مهام أخرى غير معلنة أيضا، وتتجسد من خلال الممارسة اليومية لمرتادي المساجد، الذين عليهم أن يخضعوا لمسلكية معينة، باستحضار مقولة: "هذا حلال، وهذا حرام"، وصولا بمرتادي المساجد إلى القول بأن ما عليه المسلمون ليس إسلاما، وأن ما يتلقونه، على أيدي أئمة معينين، هو الإسلام الذي يهدف إلى نمذجة المسلمين، وتنظيمهم في مظاهر معينة، وبمسلكيات معينة، وباستعمال معاجم معينة، في الاقتصاد، وفي الاجتماع، وفي الثقافة، وفي السياسة. وهذه النمذجة هي التي تعد المسلمين، جميعا، ليصيروا مجرد جيش معين، ينخرط فيما يسميه أئمة المساجد الذين ينمطون المسلمين ب: "حزب الله"، الذي يدخل المسلمين بواسطة المسلمين في صراع ضد: "حزب الشيطان". والانخراط في صراع، من هذا النوع، هو ما يسميه هؤلاء الأئمة ب: "الجهاد". وكل من لم ينخرط فيه، هو كافر، وملحد. وكل من ينتمي إلى حزب الشيطان يجب قتله، واستباحة أهله، وغنم أمواله، حتى يرهب الناس، وحتى ينخرطوا في "حزب الله"، لتجنب النعوت، والأوصاف التي يرسلها هؤلاء، وينخرط المسلمون في الحزبوسلامي، الذي يسميه أئمة المساجد ب: "حزب الله"، الذي يستعمل في غير السياق الذي ورد في القرءان الكريم، خاصة، وأننا في عصر يختلف عن عصر نزول القرءان جملة، وتفصيلا.

فما الذي يجعل الأئمة يتخلون عن المهام الموكولة إليهم، لينجزوا مهام أخرى غير معلنة.

إن أي إنسان عندما يكون في وضع طبيعي، لا يمكن أن يقوم إلا بالعمل المقبول، والذي لا يسيء إلى الغير. ولكن عندما يكون في وضع غير طبيعي، فإن ما يصدر عنه يعتبر غير مقبول، ويسيء إلى الآخر، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

والأئمة في المساجد، على مستوى البلاد العربية، وعلى مستوى بقية بلدان المسلمين، عندما تكون شخصية كل واحد منهم سوية، فإنهم ينجزون المهام المحددة لهم، ولا يتجاوزونها أبدا، لأنهم، حينها، يدركون، وبمعمق:

ماذا يترتب عن تجاوز المهام التي لها علاقة بالمسجد، بممارسة مهام أخرى؟

أما عندما تكون شخصية كل واحد منهم غير سوية، فإنه سيتجاوز المهام المحددة ليقوم بمهام أخرى غير معلنة.

وأهم هذه المهام:

1)
الدخول في عملية تضليل المسلمين، الذين يرتادون المساجد، بجعلهم يشكلون في ممارستهم الدينية، وفي علاقتهم بالواقع، وبالمنظمات الاجتماعية، والسياسية، وبالاقتصاد السائد، وبإمكانية العمل على تغيير الواقع، انطلاقا من التحليل الملموس، للواقع الملموس، حتى يصابوا باليأس من كل شيء، وعملية اليأس تلك، هي التي تؤهلهم لقبول إملاءات الأئمة، المتعلقة بالعودة إلى "الإسلام". وكأن ما عليه المسلمون ليس إسلاما، وبالعودة إلى "الحكم الإسلامي"، عن طريق العمل على قيام "الدولة الإسلامية"، التي تعمل على "تطبيق الشريعة الإسلامية"، التي هي المدخل لحكم المسلمين، ولوضع حد ل: "الفساد" الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، حتى يصير كل شيء "إسلاميا". ف"اللباس إسلامي"، و"المعاملة إسلامية"، و"الحجاب إسلامي"، و"العمل إسلامي"، و"المعاملة إسلامية"، و"الزواج إسلامي"، و"الطلاق إسلامي"، و"تعدد الزوجات إسلامي"، و"الاقتصاد إسلامي"، و"التعليم إسلامي"، و"العلاج إسلامي"، و"السكن إسلامي"، و"الكتب إسلامية"، و"الحياة المدنية إسلامية"، و" الثقافة إسلامية"، و"الدولة إسلامية"، و"مؤسسات الدولة إسلامية"، وهكذا، وكل من خالف ما هو "إسلامي" كافر، وملحد، ويجب الجهاد فيه، والعمل على تطهير "المجتمع الإسلامي" منه، حتى يصير خالصا سائغا للإسلام، وللمسلمين الذين لا يأتيهم الباطل لا من بين أيديهم ولا من خلفهم. والأئمة عندما يشرعون في إقناع الناس بمثل هذه التفاهات، فإنهم يكونون بذلك قد شرعوا في تكريس أدلجة الدين على أرض الواقع، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وفي جميع مناحي الحياة، ليتحولوا إلى مبشرين ب"دين جديد"، هو الذي نسميه: "الدين الإسلامي المؤدلج"، الذي لا علاقة له بالدين الإسلامي الحقيقي، كما جاء على يد محمد بن عبد الله، وكما جاء في القرءان الكريم.

وشروع الأئمة في عملية أدلجة الدين الإسلامي، لا يعني إلا شيئا واحدا، وهو انعدام الشخصية القوية لدى الأئمة الذين يمارسون ذلك، ويسعون إليه، مما لا يوجد فيه احترام للأئمة أنفسهم، أو للمسلمين، أو للمكان الذي تؤدى فيه الشعائر الدينية؛ لأنهم يستغلون الدين الإسلامي في أمور لا علاقة لها بالدين الإسلامي، لتضليل الناس عن واقعهم، لتحقيق أغراض شخصية آنية، أو لخدمة مصالح طبقية معينة، للطبقة التي ينتمي إليها الأئمة، أو لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة، أو لخدمة مصالح الحزبوسلامي، إن كانوا ينتمون إليه. وفي جميع الأحوال: فانحراف شخصيات الأئمة، يساهم بشكل كبير في تحريف الدين الإسلامي عن طريق أدلجته، وهو ما يرفضه الدين الإسلامي نفسه.

2)
وأدلجة الدين الإسلامي تؤدي بالضرورة إلى شغل المسلمين عن واقعهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، فلا يبالون بالاستغلال الذي يمارس عليهم، سواء كان إقطاعيا، أو رأسماليا تابعا، أو رأسماليا، أو بورجوازيا صغيرا، أو حزبوسلاميا، ولا يبالون بالأمية التي تنتشر بشكل فادح في صفوفهم، ولا بالأمراض التي تنتشر بينهم، ولا بالسكن العشوائي الذي يأوون إليه، ولا بانعدام الشغل الذي يبحث عنه العاطلون، والمعطلون عن العمل، ولا بالأجور المتدنية، ولا بعدم تمتعهم بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ولا بغياب الممارسة الديمقراطية في المجتمع...إلخ؛ لأن كل ذلك يصير قدرا من عند الله، وما هو قدر من عند الله، يجب قبوله، حتى يكون الإيمان صحيحا؛ لأن ما يقوم به البشر في حق البشر، وبواسطة أجهزة الدولة الطبقية، يصير كذلك قدرا من عند الله.

وفي خضم هذا الاستلاب الممنهج للمسلمين الذين يرتادون المساجد، يعمل الأئمة المؤدلجون للدين الإسلامي، على إيهام مرتادي المساجد، بأنهم إذا التحقوا بالحزبوسلامي، وتنظموا فيه، واستجابوا لأمر أمير الحزبوسلاميين، فإنه يصير في إمكانهم بناء "الدولة الإسلامية"، التي يعتبرها الحزبوسلاميون هي الحل، وأن مهمتها هي "تطبيق الشريعة الإسلامية". وفي هذا الاتجاه يسمح الحزبوسلامي بإصدار الفتاوى لإرهاب المسلمين، الذين لا ينتظمون في الحزبوسلامي، حتى يرغموا على الالتحاق بالحزبوسلامي، أو على الأقل ينطوون على أنفسهم، ولا يعملون على كشف أباطيل، وأضاليل الحزبوسلاميين، ليتم تمهيد الطريق أمام الحزبوسلاميين، من أجل الوصول إلى مراكز القرار، أو الوصول إلى السيطرة على أجهزة الدولة ،من أجل الاستبداد بالمجتمع الذي يسخر لخدمة مصالح الحزبوسلاميين.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.