اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ليس بالعلماء وحدهم تسير العلوم// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

ليس بالعلماء وحدهم تسير العلوم

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

كنتُ أمزحُ عندما استجبتُ لطلب رئيس تحرير «ملحق العلوم» في صحيفة «نيويورك تايمز» تقييم عملهم، الذي يعجبني كثيراً، فكتبتُ أدعو محرري العلوم للاستيلاء على مكاتب وموازنات أقسام السياسة والاقتصاد، وتحرير الصحيفة علمياً بالكامل. وأيّ تقييم أفضل لأسبوعية تنشر في عددها الحالي مثلاً مواضيع، تراوح ما بين «أجمل معادلة رياضية في العالم» تكشف كيف تُنوّرُ علوم الرياضيات أذهاننا كالفن والموسيقى، و«هل رباط حذائك ينفك دائماً.. المهندسون يفسرون لماذا»، و«التمساح ابن عم الديناصور يُدهشُ علماء المتحجرات»، و«الباحثون يحذرون من أننا نسير مغمضي العيون نحو عصر جديد من الأتمتة والذكاء الاصطناعي»، و«تغير المناخ يغير اتجاه نهر في كندا برمشة عين جيولوجية»، و«كيف ابتكر النمل الزراعة ملايين السنين قبل البشر». وملحق العلوم حافل كالعادة بمواضيع الصحة، بينها «ساعة هرولة تضيف سبع ساعات لعمرك». وسأهرول وفق رسوم الموضوع، ولقطات الفيديو المرفقة به.

 

وفي مواقف مفارقة يكون المزاح أكثر جدية من الجد، فأتصور مسيرات العلماء وقد استجابت لدعوتي وانطلقت يوم السبت الماضي في سيدني، وطوكيو، ولندن، وواشنطن، وسان فرانسيسكو، وأوكلاهوما. علماء العالم يدعون لحماية العلوم ومناخ الكرة الأرضية. وخيال العلماء جميل فتقرأ في لافتات علماء طوكيو «حاربوا الحرب الطيبة». وفي واشنطن تحدَّى آلاف العلماء الأمطار وتقاليد الابتعاد عن السياسة ورفعوا لافتات مكتوباً عليها «العلم ينقذ الأرواح»، وفي سان فرانسيسكو رفعت لوحة ملونة بالأزرق تصور الكرة الأرضية باللون الأخضر، ومكتوب عليها «أحبوا أمكم الأرض». وفي بوسطن تقدم التظاهرة أطفال يرقصون، ويهزج فريق من المتظاهرين «ماذا تريدون؟» ويهتف آخرون «نريد العلوم». وفي نيويورك تعالت هتافات ساخرة من المتظاهرين عند مرورهم أمام بناية «برج ترامب» رافعين لافتة تقول «قبل أن تُنكر العلوم أيها السيد الرئيس إليك الصيغة الكيماوية لرذاذ تصفيف شعرك».

 

ونجم مسيرة العلوم الطبيبة العراقية الشابة «منى حنا عتيشه» التي تجمع بين عملها في مستشفى «هارلي للأطفال»، والتدريس والبحث في «كلية الطب»، بجامعة مشيغان. وواضح من لقبها، وملامحها المتميزة وبشرتها الداكنة أنها من عائلة مسيحية منحدرة من سكان العراق الأصليين الآشوريين أو البابليين. وتفخر الدكتوره «منى» بأصلها العراقي في أول فقرة من سبع فقرات للتعريف بنفسها، وتذكر لو أن «دونالد ترامب» كان رئيساً «لما سُمح لي بأن أكون هنا». ولو لم تكن «منى» في الولايات المتحدة لأصيب بالسرطان وتوفي كثير من أطفال مدينة «ديترويت»، حيث كشفت أبحاثها مستويات عالية من الرصاص في نهر «فلنت» وأوقفت تجهيزاته للمدينة بالمياه.

 

وليس بالعلماء وحدهم تسير العلوم. عرفت ذلك «منى» التي اعتبرتها مجلة «تايم» واحدة من أهم 100 شخصية في العالم في عام 2016، وخرجت ببحثها العلمي من المختبر إلى الرأي العام وأوساط صنع القرار. في مقالها المسهب عن اكتشافها المنشور في «نيويورك تايمز» ذكرت أن مبلغ 220 مليون دولار، الذي ينوي الكونجرس تخصيصه لتحسين الهياكل الارتكازية لتجهيزات المياه غير كافٍ، وقالت «هذا ليس مطلباً سياسياً، بل هو إنساني».

 

ويناقش الآن زعماء مسيرة العلوم كيف يصبحون حركة مفتوحة لانضمام المدرسين، والمزارعين، وعمال المصانع، وأن ينفتحوا حتى للأفكار غير العلمانية. «فالشخص يمكن أن يكون مؤمناً بالدين وعالماً، أو محافظاً في السياسة ويدافع عن العلم» حسب أحد منظمي المسيرة. ومرحباً بالعلماء في هذا الموقف، الذي قال عنه العالم الألماني «شرودنغر» الحائز «نوبل» في الفيزياء «وهكذا فالمهمة ليست في رؤية ما لم يره أحدٌ بعدُ، بل التفكير بما لم يفكر به أحدٌ بعدُ، عما يراه كل شخص آخر».

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.