كـتـاب ألموقع

قرصنة الكومبيوتر للجميع// محمد عارف

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: محمد عارف

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 25 أيار 2017 10:32

كتب بواسطة: محمد عارف

الزيارات: 2151

الموقع الفرعي للكاتب

قرصنة الكومبيوتر للجميع

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

كيف يمكن حماية أنفسنا من اختراقات قراصنة الكومبيوتر، سؤال يقلق مئات الملايين حول العالم يستخدمون الكومبيوتر في قراءة الصحف والكتب، ومتابعة الراديو، والتلفزيون، والتراسل الإلكتروني، وحجز تذاكر السفر، ومشاهدة الفندق الذي يحجزون فيه لقضاء العطلة الصيفية، والدردشة مع أفراد العائلة والأصدقاء في الشتات العربي العظيم، والالتحاق بالجامعات الإلكترونية، وتعلم المهن والمهارات، والتبضع ولو من الصين..

وهناك حل عبقري بسيط من الولايات المتحدة، وهو شبكة تمرين أصابع الأيدي، وتنفع جداً كل من يقضي أوقاتاً طويلة في العمل على الكومبيوتر، أو «الآيفون»، وسعرها أقل من 10 دولارات، وصلتني بالبريد عبر خدمات «أمازون» التي سترسل قريباً رزماً محمولة على الطائرات دون طيار.

و«أمازون» واحدة من أنفع خمس تكنولوجيات رقمية، أما الأخرى فهي: «فيسبوك»، و«مايكروسوفت»، و«آبل»، وأخطرها «غوغول». فإذا كان بالإمكان التخلي عن «فيسبوك»، ويعز عليّ ذلك، أو الاستغناء عن «واتسآب»، وعبرهما أقوم على مدار الساعة بمحادثات عبر الكتابة والصوت والصورة مع العائلة والأصدقاء حول العالم. وإذا أمكن إيجاد بديل عن أدوات «مايكروسوفت» لمعالجة الكلمات «ويندوز»، و«ووردز»، فكيف التنازل عن «آيفون» الذي يقوم بخدمات الهاتف والكومبيوتر في آن، وعبر أداة لاسلكية أصغر من حجم الكف تنام وتأكل معي؟! وكيف العيش في عالمنا الشاسع دون آلة البحث الجبارة «غوغول»، التي تضم معظم سجلاّت الأرض والكون، بما في ذلك خرائط الطرق حول العالم، والتي استعان بها الفارون من بلدانهم لإيجاد طرق آمنة إلى دول اللجوء؟

وبالنسبة للكومبيوتر والإنترنت فالبشر إمّا متخلفون عن الأحداث أو متقدمون عليها، ولكن غير متواقتين معها قط. وطالما سبّبَ لي هذا الذعر خلال عملي كمحرر للعلوم والتكنولوجيا. كنتُ أنشغل بضعة أيام في تغطية أهم أحداث الفضاء، أو البيئة، أو الطب.. فتفوتني تطورات حدثت في عالم الكومبيوتر، والإنترنت بالذات. ولو كنتُ ما أزال محرراً لكان عليّ اليوم إعداد تقرير للصفحة الأولى عن إعلان مركز «إحصاءات الكومبيوتر العالمي» IWS احتلال العربية المرتبة الأولى في النمو بين عشر لغات عالمية، تتبعها الروسية، والماليزية، والصينية، والبرتغالية، والإسبانية، والفرنسية، ثم الإنجليزية وبعدها الألمانية، وأخيراً اليابانية.

وكمحرر كان عليّ منتصف هذا الشهر تغطية اختراق برامج قرصنة نحو ربع مليون كومبيوتر في 150 بلداً، بينها الصين واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وبريطانيا.. حيث استولى القراصنة على وثائق مستشفيات ومؤسسات أكاديمية، وشركات كبرى، وطلبوا الفدية عنها. وعليّ مساعدة قرائي في العثور على أحدث طرق الحماية من قراصنة الكومبيوتر، وشرح عمل تشفير المعلومات المرسلة، وتغيير كلمة السر في فترات منتظمة، والحذر من فتح أي رسالة أو وثيقة مجهولة، والتي قد تُستخدم لتمرير رسالة خبيثة تخرب محتويات الكومبيوتر وحتى أنظمته، والاهتمام بتحديث البرمجيات بشكل منتظم، وأعرض نسخاً محصنة جديدة تطورها الشركات، وتوفير تأمينات موثوقة للكومبيوتر مجاناً، أو الاشتراك فيها لقاء مبالغ معقولة، وأنا أستخدم Trend Micro.

وكمحرر في العلوم والتكنولوجيا لن أتفلسف وأقول: قرصنة الكومبيوتر للجميع وبرمجياته تغير حياة البشر بالكامل. فالعام المقبل تطرح «غوغل» أول سيارة ذاتية القيادة في الأسواق، وهذه خطوة في القرصنة التاريخية العظمى، التي حلم بها فلاسفة القرن التاسع عشر. فالسيارة لا تحتاج إلى سائق، ولا مواقف سيارات، ولا إلى مالك، وستخفض عدد وفيات حوادث السيارات من نحو مليون سنوياً إلى نحو بضعة أفراد. وفي مجالات الحياة الأخرى ستحل برمجيات قانونية محل المحامين، وبرمجيات أدق من الأطباء في تشخيص وعلاج الأمراض، بما فيها السرطان، وبرمجيات لتحلية مياه البحر مقابل بضعة نقود رقمية (Bitcoin) ستلغي الحاجة إلى المصارف.

• < السابق
• التالي >