اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

20 عاماً من التقنية الرقمية// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

20 عاماً من التقنية الرقمية

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«ما مقدار المرتب الشهري لشخص يبدأ عمله بأجر يومي يبلغ سنتاً واحداً، يُضاعف ضعفين كل يوم؟».. الجواب غير المتوقع هو 10 ملايين دولار. ذكرتُ ذلك في بحث عنوانه «رقمنة وعولمة الإعلام العربي»، أعددته بطلب من «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية». والمفاجأة الأكبر التي كشفها البحث أن المُرّتب في شهر فبراير يقل عن ثلاثة ملايين دولار، والفرق الجسيم البالغ سبعة ملايين دولار سببه اختلاف بضعة أيام بين شهر فبراير وبقية الشهور. وتوقعتُ في بحثي الصادر بمناسبة قمة «مجلس التعاون لدول الخليج العربي» المنعقدة في أبوظبي عام 1998 أن يكون هذا «حجم القفزة المقبلة في صناعات الإعلام، التي تقف حالياً على مشارف الأيام الثلاثة الأخيرة».

 

وفي العام نفسه (1998) كان طالبا دكتوراه أميركيان في «جامعة ستانفورد» يُطوران محرك البحث «غوغل» الذي سيطلق ثورة عالمية عظمى في الاتصالات. وكما حدث في ثورات غيّرت العالم، كانت الفكرة العبقرية التي توصل لها الطالبان، «لاري بيج» و«سيرجي برن»، معروضة أمام أعين الجميع: «الشبكة العالمية» WWW التي أُنشئت في ثمانينيات القرن الماضي كانت تربط بين مستخدمي «الإنترنت» حول العالم، وكل ما على طالِبَي الدكتوراه حساب المواصفات الرياضية للشبكة، والترابطات الخلفية لصفحات مستخدميها. وكما اعتلت «الشبكة العالمية» متن «الإنترنت»، اعتلت «غوغول» متن «الشبكة العالمية»، وتبذل منذ انتخبتها عام 1999 مجلة «تايم» كواحدة من أفضل عشر شركات في التقنية الرقمية، جهوداً وأموالاً طائلة كي لا يعتلي متنها أحد.

 

وحساب «اللوغاريتما» الذي قامت على متنه أطروحة «غوغول» يحمل الدمغة العربية، فهو مُحوّر من اسم عالم الرياضيات البغدادي «الخوارزمي»، الذي أسسّ «ما لم يكن بالإمكان تصوره من قبل، أي تطبيق الحساب على الجبر، والجبر على الهندسة، والجبر على علم المثلثات»، حسب مؤرخ وفيلسوف الرياضيات رشدي راشد. كذلك «التقنية الرقمية» يمتد تاريخها إلى «حساب الجُمل» الذي استخدمه العرب منذ ما قبل الإسلام، وفيه يجري تحويل الأرقام إلى حروف، فيُمّثلُ للرقم واحد بحرف «ا» والرقم اثنان بالحرف «ب» ورقم ثلاثة بالحرف «ج»، وهكذا تمثيل العدد 2000 بحرفي «بغ» والمليون بحرفي «غغ». وتعكس «التقنية الرقمية» ذلك، حيث تحول الحروف إلى عددي «1» و«صفر» فقط، ويشكل اختلاف تواليهما وحدة جميع أنواع المعلومات المقروءة، والمسموعة، والمصورة، وضغطها، وبثها سلكياً أو لاسلكياً إلى مليارات الأجهزة التي تعيد تأويلها إلى معطيات.

 

ومن يملك المعطيات يملك العالم، وهذا ما تفعله «غوغل» التي «تريد أن تصبح كل شيء لكل الناس»، حسب حديث رئيسها الهندي الأميركي «سوندار بيتشار» عن محرك التشغيل «أندرويد» الذي يستخدمه حالياً مليارا جهاز، و«خرائط غوغول» و«يوتيوب» لشرائط الفيديو، ويستخدم كل منهما مليار شخص، فيما تملك شركة «ألفابيت» القابضة على «غوغول» 200 شركة عبر العالم، بينها شركة تطوير «السيارات الآلية»، وشركة «علوم الحياة» لتطوير المنتجات الطبية، و«كاليغو» لأبحاث تطويل العمر، و«وينغ» لنقل البريد بطائرات بدون طيار (الدرونز)، وحاضنة التكنولوجيات «جيغزاو».

 

وتتغلغل «غوغول» التي تتحدث بلغات جميع البلدان، أينما شاءت، وفي أي صناعة تريد، باستثناء الصين، وذلك ليس فقط للقيود الأمنية على المعلومات التي تفرضها الصين وانصاعت لها حتى «أبل» وهي أكبر بمواردها مرتين من «غوغول»، بل لأن الصين تملك المال والعقول لإنشاء عمالقة شركات المعلومات، مثل «علي بابا» و«تسنيت» و«ديدي» و«بايدو»، وجميعها أقامت شركات تطوير يدير معظمها الصينيون في كاليفورنيا، حيث مقر «غوغول» التي أجابت بالمثل، وفتحت شركة تطوير «العقل الاصطناعي» في الصين، يديرها الصينيون! ورأس المعلومات الحكمة، التي يمكن تعلمها، حسب الفيلسوف «كونفشيوس» بثلاث طرق: «أولاً بالتأمل، وهو أنبلها، وثانياً بالتقليد، وهو أسهلها، وثالثاً بالتجربة، وهي أكثرها مرارة» .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.