اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

شتات الباحثة العراقية الشابة// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

شتات الباحثة العراقية الشابة

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«التصورات عن الطائفية والهوية العراقية لدى الشتات العراقي في المملكة المتحدة»، عنوان أطروحة «مايا فوزي» من جامعة «باث» في بريطانيا. وتستقصي أطروحتها آراء عيّنة من المغتربين العراقيين في بريطانيا، والذين يبلغ مجموعهم 73 ألفاً، لم ينزحوا بشكل مفاجئ، بل على امتداد القرن العشرين، وأصبح منهم بعد غزو عام 2003 ثلاثة رؤساء حكومات، وعدد من الوزراء والسفراء، بعضهم مثّل العراق في لندن وواشنطن وباريس، وجنيف والأمم المتحدة.

 

وتلقت الباحثة 116 رداً على 20 سؤالاً، أنكر فيه 62% من المشاركين أن الطائفية كانت موجودة دائماً في العراق، ويعتقد 67% منهم أن الحدود الاجتماعية الاقتصادية كانت تقسم العراق، وليس الطائفية. وحول ما إذا كان الحديث عن الطائفية محرماً في العراق، أجاب 33% من الشيعة بنعم، و48% من السنة بلا. وذكر مشارك بالاستقصاء أن الطائفية كانت كالجني الذي كانوا يخشون ذكره في طفولتهم لاعتقادهم أن مجرد ذكر اسمه يجلبه. ويعتقد 71% من عراقيي الشتات المشمولين بالاستقصاء أن الإعلام الغربي بالغَ في الطائفية، لزرع الفرقة بين السنة والشيعة. ورداً على السؤال عمّا إذا كانوا يفكرون في العودة للعيش في العراق، أجاب 15% من الشيعة بنعم، وأجاب 60% من السنة بلا. وتذكر الباحثة أن تحليل الردود ينفع، ليس لفهم الطائفية فحسب، بل الهوية العراقية أيضاً. فالمغتربون العراقيون في بريطانيا يمرون حالياً بوضع قلق، وينشئ الحنين «النوستالجيا» لديهم ذاكرة جمعية جديدة تتأثر بالوضع غير المستقر في العراق. ولا يوجد اتفاق عام حول مفهوم الطائفية بين أعضاء الشتات أو الباحثين في الشأن العراقي.وهناك ثلاث مقاربات مختلفة لفهم الطائفية، سواء بين الباحثين أو المغتربين العراقيين الذين استقصتهم الباحثة، حيث يعتبر بعضهم الطائفية متأصلة في المجتمع العراقي، وبسببها تثور النزاعات بين الجماعات المختلفة. وتعتقد الباحثة أن هذا الرأي لا يفسر لماذا اندلعت النزاعات الطائفية فجأة، وتفوته حقيقة مشاركة سنة وشيعة العراق في الحرب ضد إيران. وتعتبر المقاربة الثانية الطائفية ذريعة، صنعها الخارج، وأججها «متاجرون بالهوية»، فيما تعتبرها المقاربة الثالثة استدلالية، وفيها تحتل «البنيوية» مكاناً وسطاً بين تأصل الطائفية وذرائعيتها، وتقر بحتمية الاختلافات بين الهويات الطائفية أو الدينية، لكنها تتحدث عن قابلية هذه الهويات للتأثر، ولا تعتقد بأنها تقود المجتمع حتماً إلى معركة. ويمكن اعتبار الطائفية «إثنية» بمعنى إنها حسب رأي الباحثة «تخص سياسة هوية الجماعة التي تُعرّف نفسها بدين يكون مفتاح هويتها».

 

وتراجع الباحثة أفكار نحو خمسين دارساً للشأن العراقي، بينهم «حنا بطاطو» مؤلف كتاب «الطبقات الاجتماعية القديمة والحركات الثورية في العراق»، وتأخذ عليه ضعف تقديره لدور الدولة العراقية، وعدم اهتمامه بالطائفية التي اعتبرها تخل بالوحدة الوطنية، ويشاركه هذا الرأي باحثون آخرون، بينهم الزوجان «سلاغيت» و«رايدر فيسر» اللذان اتهما الغرب بإثارة الطائفية، وباستخدامها للسيطرة والاستغلال لدعم مصالحه، لكن باحثاً مثل «علي علاوي» يعتبِر في كتابه «كسب الحرب وخسارة السلام» أن «العراق دولة فاشلة قبل الغزو، والمجتمع العراقي المفكك كان محكوماً عليه بالهلاك». ويعارض هذا الرأي «تي دودج» مؤلف كتاب «البحث عن تفسير للطائفية»، والذي يرى فيه أن غزو العراق كان سبب انهيار الدولة. ويعتبر «فنار حداد»، مؤلف كتب عدة عن العراق، مشكلةَ الطائفية أكثر تعقيداً من وجهة النظر التعميمية التبسيطية، ويدعو إلى اعتبارها هوية جماعة، وليست ديناً. أما الباحثة «مايا فوزي» (عمرها 21 عاماً)، فهي نموذج فريد يتحدّى كل تبسيط، فأبوها عراقي شيعي من ناحية أبيه، وإيطالي من ناحية أمه، وأمها عراقية كردية من ناحية أبيها، وعربية سنية من ناحية أمها، وعندما سألتها: ماذا تعتبرين نفسك؟ قالت «أنا عراقية إيطالية نشأتُ ودرستُ في بريطانيا».

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.