اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من "هلسنكي".. مع الحب// محمد عارف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عارف

 

لقراءة مواضيع اخرى للكاتب, اضغط هنا

من "هلسنكي".. مع الحب

محمد عارف

مستشار في العلوم والتكنولوجيا

 

«لا تعطني عينين، فأنا أتعثر عندما أرى». قال ذلك الملك «لير» الذي أصيب بالعمى في مسرحية «شكسبير» المشهورة. كذلك تَعَثّرت الطبقة الحاكمة الأميركية، وإعلامها الضخم عند مرأى اجتماع زعيمي القوتين العظميين، اللتين تمتلكان 95% من القدرة العالمية النووية الضاربة. وزادهما الرئيس ترامب تعثراً على طول المسافة إلى ومن اجتماعه بالرئيس بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي، والتي استبقها باتهامات مهينة ضد أعضاء حلف «الناتو» لتهربهم من دفع اشتراكات تعادل 2% من إجمالي الإنتاج المحلي، وقال عن ألمانيا إنها مملوكة بالكامل لروسيا، التي أنشأت لها مشروع نفط «الخط الشمالي2». وفي لندن أطلق متظاهرون ضد ترامب دُمية بلاستيكية عملاقة تمثله طفلاً رضيعاً، فسرق الأضواء منهم حين تجاوز بروتوكول استقبال ملكة بريطانيا، وتركها تنتظره 10 دقائق، ومدّ ذراعه لمصافحتها، بدلاً من أن ينحني لها، واستبقها في المشي بقامته الطويلة.

 

وفي قمة «هلسنكي» فعل كل ما يعزّز القصص حول خضوعه للرئيس بوتين، حتى إنه انتقد المخابرات الأميركية، التي اعتبرها مسؤولة عن تدهور العلاقة مع روسيا. وانطلقت ضده حملة لا مثيل لها في تاريخ الرئاسة الأميركية، شارك فيها «جون بينان»، رئيس «سي آي أي» سابقاً، والذي اتهمه بارتكاب الخيانة الوطنية العظمى. واعتبر وزير الخارجية الأسبق «كيري» اجتماع ترامب بالرئيس الروسي «أسوأ ركوع رئيس أميركي لزعيم أجنبي». وزايد عليهما ترامب بالوقوف إلى جانب بوتين في إنكار التدخل بانتخابات الرئاسة الأميركية، وقال: «لا أجد أيّ سبب لذلك». وفي مواجهة العاصفة الشعواء ضده، استدرك ترامب بأنه أراد القول: «لا أجدُ سبباً لماذا لم تكن روسيا تدخلت في الانتخابات». لكنه أعقب استدراكه بإطلاق تغريدة عن عزمه دعوة بوتين إلى واشنطن الخريف المقبل، واستقباله في البيت الأبيض.

 

آنذاك أدركتُ أن متابعتي الحريصة في الأسبوع الماضي تقارير الصحافة الأميركية، أصابني بعدوى «الخَرَف» الإعلامي الغربي، ونسيتُ توقعاتي التطورات الجارية في مقالتي هنا في 6 أكتوبر عام 2016، حيث تحدثت عن فوز ترامب بالرئاسة، أي قبيل الإعلان عن نتائج الانتخابات بنحو شهر. وعندما كانت الصحافة الأميركية الكبيرة تحتفل قبل الأوان بفوز «هيلاري كلينتون»، كتبتُ هنا عن الصعود الخارق لمنافسها ترامب من 14% من أصوات الناخبين غداة ترشيح نفسه إلى 47% قبيل الانتخابات مباشرة. وتحرّرتُ آنذاك من الخرف الإعلامي الغربي، وأطلقتُ العنان لنفسي في مقالتي «الضحك على أميركا معها»، وفيها رصدتُ بوادر حملة الإعلام الأميركي الكبير ضد ترامب. وأعقبتها مباشرة مقالتي «من روسيا وأميركا.. مع الحب»، وفيها التقطتُ بواكير العلاقة الجيدة مع روسيا. وتلتها مقالة «صفقات الرئيس الأميركي الجديد»، حيث شرحتُ فلسفته التي ستقوده إلى «قمة هلسنكي». وتبعتها مقالتي المرحة «سنة الوناسة في السياسة»، وفيها أول إعلان لموقف ترامب من المخابرات الأميركية، وسخريته من اتهامها موسكو بالتدخل في الانتخابات لصالحه، واختتمت عام 2016 بمقالة «التحالف الجاسوسي الأميركي الروسي»، وتضمّنت اعتراف ترامب باختصاره وقت قراءة تقارير المخابرات من ساعة يومياً إلى ساعة أسبوعياً.

 

وفي الفقرة التالية من كتابه «الصفقة» مفتاح سياسة ترامب، التي تحيّر المراقبين: «قيل إنني أؤمن بقوة التفكير الإيجابي. في الحقيقة أنا أؤمن بالتفكير السلبي.. وأنا كما يبدو محافظ جداً في عالم الأعمال. وأتوقع الأسوأ عندما أدخل كل صفقة، والأمر الجيد يعتني بنفسه دائماً».

 

وأسألُ نفسي: لماذا انفردتُ أنا وبوتين بالترحيب بفوز ترامب؟ اعتَرَف بوتين بذلك في حديثه إلى فضائية «فوكس نيوز» الأسبوع الماضي. ولا أجد تفسيراً لتوافقنا سوى دراستنا في جامعة بطرسبيرغ التي كان اسمها «لنينغراد». والتحق بوتين بعدها بمعهد المخابرات السوفييتية، وعلى حد علمي أني لم أدرس في ذلك المعهد، بل الدكتوراه في «أكاديمية العلوم السوفييتية»!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.