اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رموزَنا.. أمانة وأفتخار// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

رموزَنا.. أمانة وأفتخار

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

18/1/2018

 

معروف ان القادة والرؤوساء والمشاهير والعظماء منذ فجر التاريخ هم من يصنعون الاحداث ويؤثرون ويتأثرون في كل المجالات وتبقى بصماتهم منقوشة على صفحات الماضي المطوية، ولكن كلما تصفحت فيها ظهر الجديد من الابداع والجهود والتعب وسط من يعجبون بها ويحنون لتلك الايام وبين من يلقي اللوم واللعنات على تلك الصفحات، ولكنها في الحالتين تبقى هذه الصفحات جزءاً من تاريخ الانسانية المشرق منها او المظلم, وهؤلاء اصبحوا قناديل واسماء تحمل الهيبة والسيطرة على النفوس وربما تصل الى التقديس في صور شتى بين صنع هياكلهم وتعليق صورهم وتسمية الاماكن العامة والمؤسسات الرسمية بأسمائهم وتشريع القوانين الخاصة بعدم المساس بهم وفرض العقوبات على المخالفين لهم.

 

ان ما دفعني في كتابة هذه السطور هو مانشرته صحيفة (الشرق الاوسط) في عددها (14281 في 3/1/2018) (يوميات الشرق) موضوعاً عن فتح مكتبة مخصصة للسياسي البريطاني (ونستون تشرشل) في مانهاتن, حيث استوقفني كثيراً  وربما هناك المزيد من هذا القبيل ان المكتبة تضم صوره وكتبه وبقايا السيجارة التي اشتهر بها، وتوقيعه وتبين ان (تشرشل) ترك إرثاً كبيراً من المؤلفات من وراءه ناهيك عن الكتب التي تناولته من أوجه متعددة ومختلفة حيث تباع باسعار باهضة تصل مئات الدولارات. هذه المكتبة حلقة من حلقات الربط بين هؤلاء القادة وعامة الشعب لأنه بات رمزاً يفتخر به الشعب البريطاني برمته بمختلف افكارهم وتوجهاتهم وارائهم بل يرون فيه وفي غيره الوحدة والتماسك ويكنون له الاحترام والتقدير وان تغيير الوجوه و الحكومات لاتمس آثار القادة في الدول المتقدمة بشىء بل يزيدهم مهابةً و افتخاراً.

وحتى في تركيا بات (مصطفى كمال اتاتورك) الذي غيّر الحياة فيها وبناها وفق منهج العلمانية على انقاض الدولة العثمانية بات رمزاً ذا احترام ومهابة ويعتبرون المساس به مساس بالدولة التركية واكثر من ذلك اصبحت افكاره واراءه منهجاً تسير عليها الاجيال, حيث صوره عالقة في كل مكان رغم تغيير الحكومات والاحزاب ذات الاتجاهات المختلفة واحياناً يكون مادة دسمة يستفاد منه ورمزاً للدعاية والفوز  في الانتخابات وحل المشاكل و الازمات.

هذه امثلة بسيطة حيث لا تستثني دولة إلا وقد قدمت الكثير لزعمائها وقادتها وشعرائها وفنانيها ممن خدموها وخدموا جميعاً  الانسانية ويزرعون حبهم واحترامهم في نفوس شعبها.

 

اما لدينا وفي منطقة الشرق الاوسط بصورة عامة فأن رموزنا من القادة والشعراء والفنانين وغيرهم ممن تركوا بصماتهم في صفحات تاريخنا ينتهي دورهم برحيلهم عنا إلا مارحم ربي وبعده تبدأ أتهامهم بالتقصير والخيانة والعمالة تلتصق بهم ويحاولون تغيرهم من رموز قومية ووطنية يستحقون التقدير والاحترام الى قادة للحركات والاحزاب ورسم الحدود لاحترامهم بل زرع الكراهية والحقد تجاههم بشتى الوسائل والاليات والادهى والامر منها ينتظرون الفرصة للانتقام منهم بالاهانة وتدمير هياكلهم وصورهم وآثارهم خاصة عند الثورات والانقلابات وتغيير السلطة وقد ثبتت صور هذه المواقف في الاذهان لأن التفكير ضيق والاخلاص للاحزاب والافكار تفوق حب الوطن و امجاده.

ان هؤلاء الاشخاص يرسمون الامجاد وقد حملوا المسؤولية على اكتافهم و أدوا دورهم وفق متطلبات مرحلة حياتهم يستحقون كل الاحترام من شعوبهم وبقدر احترام الشعب لتاريخه و قادته و فنانيه وشعرائه يكون ذا هيبة ووقار في نظر الاخرين لأنهم جزء من تاريخهم لايمكن قطعه وبتره.

واننا جمعاً مطالبين بأحترام والحفاظ على تراثهم وتوثيقه للاجيال القادمة والخروج من هذه العقدة في الاختلاف الطائفي او القومي او الحزبي او الديني أو المذهبي لنخدم سوياً وطننا على خطى ونهج رموزنا وقادتنا حيث يكفينا فخراً بأننا خدمنا الانسانية والحضارة اكثر من غيرنا..

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.