اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العراق بين التظاهر والتخريب// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

لقراءة مواضيع اخرى للكاتب, اضغط هنا

العراق بين التظاهر والتخريب

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

16/7/2018

 

حق التظاهر من الحقوق الاساسية للانسان وهو يشمل او يمثل حق الانسان في التجمع وحرية الرأي والتعبير وقد نص عليه جميع لوائح حقوق الانسان والدساتير في الدول مهما اختلفت في نظام حكمها او درجة نموها الاقتصادي او الترابط الاجتماعي فيما بين ابناء مجتمعاتها.

 

والتظاهر هو تعبير عن الرأي بشكل جماعي من اجل تحقيق مطلب معين وهو بذلك يعد شكلاً من اشكال المشاركة السياسية، لذا فأنه يتطلب تنظيماً وتحديداً للاولويات قد يكون التظاهر بهدف التأييد او الاحتجاج على قرار حكومي او لنقص في الخدمات, وقد كفل القوانين الداخلية والدولية الحق في التظاهر بأعتباره حقاً مصوناً وطبيعياً ملتصقاَ بالانسان وان هذا الحق يعد من اجلى صور التعبير عن الرأي وحرية الفكر والضمير على ارض الواقع وللافصاح عما يختلجه انفسهم.

 

ومن اجل ان لا تخرج المظاهرات من اطارها وتحقق هدفها المنشود وان لا تتحول الى اداة للتخريب والدمار وسفك الدماء والتجاوز على حقوق الغير، فأن الدول تلجأ الى تنظيم هذا الحق بتشريع القوانين الخاصة او اصدار التعليمات من الجهات المعنية وخاصة وزارة الداخلية بأعتبارها الجهة المكلفة بتأمين امن المواطن وحماية ممتلكاته بالتعاون مع الاجهزة الامنية الاخرى.

 

ان تاريخ التظاهر في العراق ليس وليدة اليوم وإنما قديمة وترجع الى تاريخ تأسيسها عام 1921 حيث شهد العراق فترات ومراحل صعبة بخروج المواطنين للتظاهر من اجل حقوقهم المشروعة سواء كانت عامة او فئات معينة كعمال السكك الحديدية او الابار النفطية وغالباً ما يتم التعامل معها بالحديد والنار وخلفت وراءها القتلى والدمار ويستمر مسلسل المظاهرات حتى اليوم أي انها لم تكن مرتبطة بنظام دون اخر مع الاختلاف في درجة حرية التظاهر.

 

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا تتحول المظاهرات في العراق الى اعمال العنف والتدمير ولا تنتهي الا بسفك الدماء؟

بأعتقادنا المتواضع ومن خلال قراءتنا لتاريخ العراق والواقع الحالي فأنها ترجع الى عدة اسباب تكون مجتمعة ومشتركة وتساهم كل منها بجزء من الدور المؤدي الى هذه المتاهة التي ما كادت تنتهي لتبدأ اخر بالظهور ومن هذه الاسباب:

-      النظام السياسي ان المتتبع للاحداث يرى بوضوح بأن انظمة الحكم في العراق كانت تحكم بروح طائفي ونفس قومي بعيداً عن المواطنة فالسني الذي يمسك زمام السلطة قاتل الكورد والشيعة والشيعي الحاكم جعل من اساس الغالبية السياسية اداة للتهميش والاقصاء للكورد ويشكل اوضح للسنة اما الكورد فأن مشاركتهم كانت صورية لا ترتقي الى المشاركة رغم نداءاته المتكررة وتشخيص الداء بأن حكم العراق يجب ان يكون بالتوافق والتوازن ومن هنا كانت انظلاق التظاهرات ايضاً بنفس الانتقام ضد من في الحكم وليس بهدف احقاق الحقوق وتأمين الخدمات لذا فأنها كانت تعامل بالحديد والنار لأن السلطة تشعر منها انقلاباً ضده.

 

-      المواطنة: يبدو ان المواطن العراقي لم يشعر في غالبيته بالانتماء الى وطنه العراق ولم يرتبط به بالروح والدم – مع احترمي وتقديري للمخلصين والاوفياء منهم على قلتهم ـ  نتيجة للاحداث التي مر بها بنى ثقافة عنده بأن الحكومات جاءت لقهره وسلب حقوقه وليس لخدمته لذا فأنه يراقب وينتهز الفرصة بالانتقام منه بحرق المباني الحكومية ونهب اثاثه ناهيك عن الفساد المستشري حتى النخاع الذي زاد من الهوة والفارق بينه وبين المواطن الاعزل الذي يئن من آلام نقص الخدمات من الماء والكهرباء والطرق ورائحة الاوساخ المتراكمة.

 

-      الاجندات الخارجية, قلنا مراراً وتكراراً بأن الاجندات الدولية والاقليمية تفعل وتؤثر على القرار السياسي العراقي مثلما يؤثر على تحريك الرأي العام في شارعه وهي كذلك وماتزال ويبدو ظاهراً للعيان بأن التدخلات لا تزال تؤثر وتحرك وتوجه المواطن العراقي نحو اهدافهم بطرق واساليب وادعاءات مختلفة بين المطالبة بالخدمات او محاربة الفساد او تأمين لقمة العيش.

يبدو ومن هذه الاسباب انها الرئيسية والعامة.

 

يشهد العراق في الاونة الاخيرة تظاهرات في المحافظات الجنوبية لسوء الخدمات والعيش تحت خط الفقر وتزداد يوماً بعد اخر وان التدمير والسلب والنهب من سماتها وقابلها المعاملة بالعنف خلف وراءه القتلى والجرحى ويبدو انها تراكمات قديمة وتصفية الحسابات السياسية وانتقامات حزبية وتحقيق اجندات خارجية لا نتصور تهدئتها بسرعة لفقدان الثقة بين المواطن والحكومة وعدم ايمانه بدور الاحزاب القائمة وقد يدخل العراق في نفق مظلم يكاد الخروج منه صعباً غير معافى تجر وراءها التغيير والتغيير من اجل التغيير لتنتهي بالاسوء والاسوء.

 

وما ان نسمع بخروج مظاهرة إلا وتبدأ اعمدة نيران المباني الحكومية والحزبية ترتفع لتعانق السماء وقط اثاثه تسرق وتنهب يقابله تأييد حكومي بمشروعية حقوقهم وطلباتهم وإنزال اقسى العقوبات بالمندسين والمتأمرين وتستمر هذه المشاهد إلا ان يرث الله الارض ومن عليها.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.