اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حاولوا دفننا ولم يعلموا إننا بذور..// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب

حاولوا دفننا ولم يعلموا إننا بذور..

عمليات الانفال السيئة الصيت نموذجاً

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

26/8/2018

 

قبل اكثر من ثلاثين عاماً انطلقت عمليات عسكرية داخل العراق الذي يأخذ انظمته السياسية من الحروب الخارجية والداخلية قوتها واستمراريتها وبقائها اطول فترة ممكنة ضد الشعب الكوردستاني بهدف ابادته جماعياً، هذه العمليات سميت باسم الانفال نسبة الى احدى سور القران الكريم، والتي تعني في ادق معانيها وتفسيرها الغنائم وكيفية تقسيم هذه الغنائم، والاسلام منهم براء, بدأت هذه العملية الجرارة على مراحل لتشمل جميع مناطق كوردستان دون استثناء كان اخرها لمنطقة بادينان، وانتهت هذه المأساة بالقبض على الاهالي من الاطفال والنساء والشيوخ ليجدوا انفسهم في اراض قاحلة دون مسكن ومأوى في منطقة بحركة في اربيل بعد طول المعاناة والتعذيب تحت سياط الاعداء و الجوع في القلاع، ولعب أهالي اربيل دورهم القومي المنتظر والمشهود بتقديم المساعدات، اما الرجال فكان مصيرهم الدفن احياء تحت رمال الصحراء التي لاترحم، والذين تمكنوا من الفرار الى ايران وتركيا فكان معاملة جنود هذه الدول لا تقل عن نظيرهم في العراق والاسكان في مخيمات تفتقر الى ابسط مقومات الحياة.

 

ان الهدف من هذه العمليات العسكرية التي شاركت فيها كل صنوف الجيش واجهزة الامن والاستخبارات هو ابادة الجنس الكوردستاني وتحويل منطقتهم الى ثكنة عسكرية محرمة للمدنيين، وان كانت قسماً من اهدافهم قد تحققت، ولكنه خاب ظنهم وتبددت آمالهم، لأن الشعب الكوردستاني العريق يأخذ من صلابة الجبال ارادتهم القوية، و انه شعبه دعائمه الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم.. كما قال الشاعر القدير محمد مهدي الجواهري.

 

ان عمليات الانفال السيئة الصيت حلقة من حلقات تعامل الانظمة السياسية العراقية المتعاقبة ضد الشعب الكوردي الذي ظل ولا يزال يناضل من اجل حقوقه المشروعة، وانهم يحاولون دائماً دفننا للقضاء على على هذا الشعب الاعزل وطموحاته واماله المشروعة، ولكنهم لا يستفيدون من التجارب الماضية ومصير  اسلافهم، وبعد كل مرة ينطلق هذا الشعب انطلاقة الصواريخ بأرادة صامدة وجديدة نحو العلا ليجد نفسه حاضراً في المحافل الدولية صوتاً مسموعاً يهز الضمير الانساني والمجتمع الدولي، لأنه بذور الخير وخدمة الانسانية تمتد جذوره الى الاعماق ليعانق السماء- كشجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء– و كانت الحسرة و الندامة من نصيبهم بعد كل مؤامرة وعملية، ناهيك عن خاتمة السوء وجر اذناب الخزي والعار وخلف القبضان ومعانقة المشانق..

 

ان الاحداث تدلنا على ان من يقف وراء ابادة الشعب الكوردي ومن يدعم هذا الاتجاه فكانت نهايتهم قريبة بأبشع صوره، وبعد كل مؤامرة او عملية تبدأ البذور الكوردستانية تنمو بحلة جديدة، فبعد مؤامرة الجزائر المشؤومة في عام 1975 بدأت شرارة ثورة كولان التقدمية بالانطلاق لتهز عرش النظام العراقي وبعدها يدخل في حرب طاحنة مع إيران ذهبت ضحيتها الملايين.

 

وبعد عمليات الانفال عام 1988بدأ غرور النظام العراقي ذروته بغزو الكويت لتنطلق الانتفاضة الشعبية في الجنوب وكوردستان تنتهي بأنشاء منطقة حظر الطيران وتشكيل برلمان وحكومة للأقليم بعد الهجرة المليونية ليجد الشعب الكوردستاني نفسه بين احضان المجتمع الدولي ويرفع اسم وعلم الاقليم عالياً يرفرف.

 

واخيراً وليس آخراً ان جميع من وقفوا بالضد من حق الشعب الكوردستاني بتقرير مصيره وتعبيره عن رأيه ويقول كلمته في الاستفتاء الشعبي الذي جرى في 25/9/2017 وحاولو بشتى الوسائل شد الخناق على هذا الشعب بين التهديد والوعيد والعزل وغلق الحدود وحك المؤامرات، فكان مصيرهم الخذلان يعانون من آلام جراحهم الملتهبة التي ربما تنتهي بانهائهم او بتر اجزاءهم و يتوسلون للاقليم بمساعدتهم وبقي الشعب صامداً لانهم البذور التي ينتظر منهم الثمر الجيد مقاوماً صابراً حتى تحقيق النصر المجد والخلود لضحايا الانفال والعار لاعداء كوردستان.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.