اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لماذا أكتب؟؟// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب

لماذا أكتب؟؟

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

29/8/2018

 

الكتابة هي لغة التعبير عن الذات ومكامن الامور، وهي التي تربط الماضي بالحاضر وبدونها كادت ان تكون تراث الاجداد والحضارات القديمة ضرباً من الخيال, وبالكتابة تبرهن تطور الحياة البشرية على مر العصور ومدى درجة فهمهم للاحداث والبيئة التي كانت تحيط بهم واسلوب تعاطيهم وتعاملهم اليومي واعرافهم وغزواتهم والانتصارات التي حققوها واخفاقاتهم.

 

في العادة إن الكاتب او المثقف عند كتابته لموضوع معين يطرح سؤال أو مجموعة من الاسئلة على مجتمعه وواقعه ويبحث او ينتظر الاجابة عنها او يرمي بافكاره وآراءه ليرى ردة فعل الشارع رغبة منه في اثارة الحماسة والمشاعر المتقدة ووضعها في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الاصلاح والتغيير المنشود كحاجة المجتمع, وقد يقابله احياناً الاتهام بالخيانة وقصر الفهم عندما لا يكون الفكرة صائبة ولا تناسب أهوائهم او في غير محلها، وقد يقتاد صاحبه الى خلف القضبان او معانقة حبل المشنقة.

 

 في هذه المرة توجهت بالسؤال الى نفسي اذا اعتبرت اني كاتب وهو (لماذا أكتب؟) ! هذا السؤال صعب الجواب يقود الى التفكير ملياً بالاسباب التي تدفع الى كتابة مقال او البحث في موضوع معين وما هو الهدف منه؟ وهل تأتي بثمارها الآن او بعد حين ام ان غبار الرفوف ستغطيها وتقرأ عليها الفاتحة.

قد يكون هذا السؤال عتاباً في مضمونة للكاتب لان الاستمرار في فعل شيئ دون تغيير او منفعة ضربٌ من الوقاحة، لكن الدوافع وحب الانسانية وتقديم الخدمة الافضل واختيار الامثل واخراج الانظف من بين القمامات والشجاعة في طرح الاراء والاحساس بالمسؤولية تجاه الوطن والشعب واثبات الوجود و ترك اثار البصمة والافتخار بما قدمه من سبقونا، كل هذا تحول العتاب الى تشجيع والندم الى الاستمرار والنقد والتجريح الى الدفع لتشخيص الخلل ومعالجتها بالسرعة الممكنة.

 

ان الوثائق والبيانات التي غالباً ما نرجع اليها للأثباتات المتعددة كانت نتيجة حتمية للكتابة من قبل الذين بذلوا جهوداً في هذا المضمار .

ان الابتعاد عن القراءة وهجرها وعدم الاهتمام بالكتابة بات من شيمة هذا العصر في معظمه، ومجتمعنا جزء منه يؤثر فيه ويتأثر به والادهى منه ان من يكتب هو الغريب البعيد من بين الاهل والاقران, وربما محل السخرية والاستهزاء والطعون، مع علمهم بان الحضارات تبنى والدول تتقدم والحياة ترى النور بالعلم والكتابة وتحديد الخلل وطرح المعالجة اللازمة المناسبة لها.

 

فالكاتب حيران بين حبه للكتابة وولعه ورغبته في كشف الثغرات ومحاولة سدها وحماسته الجياشة وبين مجتمع في غالبيته يرى في الكتابة مجرد انشغال لا يسمن ولا يغني من جوع والكُتاب اجسام غرباء بينهم لا يتقنون فنون الحياة ولا يستطيع اللعب على اوتارها، لذا فيكون الفقر والانعدام من نصيبهم ومن الكُتاب من يرضح لنزوات هذه الطائفة ليكتب وفق أهواءهم أو يمتنع عن الكتابة ويسلك طريقاً آخر، ومنهم من يصمد و يقاوم بارادة فولاذية تزداد قوة وصلابة يوماً بعد آخر لايمانه المطلق بان النهاية  سيكون في صالحه وبصمات آثاره هي الباقية و على اكتافه تبنى المجتمعات، ولولا هؤلاء الكُتاب لما كانت للحضارات القديمة حضور بيننا, فكم من الجماعات ظهرت ولعبت و اثرت وفي النهاية اندثرت وتلاشت على الرغم من قوتهم وجبروتهم و لكن الكتابة بقيت و نقلت أحداث زمانها الينا وتستمر..

لذا فان الكُتاب هم روح المجتمعات وقوتها وسر ديمومتها ومن هذا المنطلق سيكون جواب عنوان المقال حاضراً وشافياً كافياً مع التحلي بالصبر والروح الرياضية امام الصعاب وتأخير جني الثمار لأن القلة المؤيدة والمشجعة للكتابة هم النخبة والصفوة المصفاة وانها تدل على صدق السُنّة الالهية ((و اكثرهم لا يعلمون)).

فالكتابة مسؤلية وأمانة وتحدي والشوق الى خدمة الانسانية في المجالات المختلفة لتبقى أرثاً وتاريخاَ للأمم في الاجيال القادمة...

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.