اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الكورد واللحظة الحاسمة.. هدر ام استغلال// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب

الكورد واللحظة الحاسمة.. هدر ام استغلال

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

2/9/2018

 

الشعب الكوردي مكون رئيسي وقومية ثانية في العراق بعد القومية العربية أعترف بحقوقه في مراحل وتجاهل في اكثريته حتى وصل بهم الامر الى الوقوف بوجه انظمته ليطالبوا بأبسطها.

 

للتوقيت اثر حاسم تماماً كما في اللعب والصيد, فان اللاعب الذي يختار الوقت المناسب لتسديد  ضربته على هدف الخصم يحقق ما يربو اليه, كما ان على الصياد ان يحدد اللحظة الحاسمة ويستغل ضعف صيده وفريسته ليتمكن منه, وان السياسة والحراك السياسي ليس بمنأ عن التوقيت، بل انها تلعب الدور الكبير في تسجيل المنجزات وتحقيق الاماني وإحقاق الحقوق.

 

من الامور المسلّم به، ان الثقل السياسي والعسكري والاقتصادي ليس حكراً على دولة او قوة بل تتغير وتنتقل من هنا وهناك مع الاختلاف في المدة بالقصر او الطول اعتماداً على الاسس و الدعائم التي ترتكز عليها, فأن الناظر الى التاريخ البشري يرى بوضوح ان مراكز السلطة والقوة والقرار تتغير بشكل مستمر من الامبراطورية الرومانية فالقسطنطينة والخلافة الاسلامية بين الراشدة والاموية ثم العباسية ومن البريطانية والفرنسية (الاوروبية) الى الامريكية التي باتت تسيطر على جميع مفاصل الكرة الارضية من الجو والبر والبحر, وإن كان هناك من يقف امام تطلعاتها من الدول والجماعات لكنها سرعان ما تتبدد وتتأثر لهشاشتها وضعفها وعدم مقاومتها بالترغيب والترهيب امام قوتها وجبروتها. تشبه العلاقة الكوردية مع الانظمة العراقية المتعاقبة بلعبة القط والفأر أي انها لا تسير وفق خط مستقيم بل تتسم بالمد والجزر وتتخذ من السندين التاليين اساساً لها:-

1.    ان الحركة التحررية الكوردستانية لم تغلق ابوابها في وجه الانظمة الحاكمة للتفاوض وبدأ الحوار وفي اغلب المرات كانت المبادرة منها لقناعتها بأن العنف يولد العنف، وان ما يحصد من الجلوس على الطاولة المستديرة لا يحصد بالقمع والعمليات العسكرية.

2.    أن قبول الانظمة الحاكمة بالتفاوض وفتح باب الحوار مع الحركة التحررية الكوردستانية كانت نتيجة ضعفها وشد الخناق عليها، وليس حباً للسلام او معالجة القضية ومنح الحقوق, ونستدل على ذلك تنصلها عن الوعود التي قطعتها على نفسها عند اقرب فرصة، وكان الحوار الاستغلال الوقت ،واعادة التنظيم.

 

رغم تقاعس الانظمة السياسية ونقضها للوعود التي قطعتها على نفسها تجاه الكورد، إلا ان حب الكورد للسلام النابع من عشقهم للحياة الآمنة ،وخدمة الانسانية يدفعهم الى قبول التفاوض واستغلال الفرصة السانحة منها اتفاقية 11 اذار 1975 والاعلان عن الفدرالية والعيش الاختياري مع العراق بعد سنة 1991 و 2003 والتصويت على دستور العاراق لعام 2005 ، أي انه استفاد من الوقت، ولكن المشكلة الرئيسة هي ان النفوذ والسلطة في العراق تتغير فبعد حكم السنة لها لأكثر من ثمانين عاماً انتقل السلطة الى الشيعة ذات الاغلبية بعد تحريرها عام 2003 لذا فان الرؤية والاهداف قد تغيرت والوسائل والادوات استبدلت بعد مشاركة الكورد للحكم و القرار.

 

ان التناقض الايديولوجي والمذهبي بين السنة والشيعة، دفعت بالكورد ان يلعبوا دورهم في تحقيق التوازن والسلام بمشاركة المكونات الاخرى, فبعد كل الانتخابات تتجه الانظار الى الكورد بجميع احزابه وخاصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني وتبدأ الوفود تتوالا الى اربيل العاصمة في سبيل كسب ودهم ودعمهم وترجيح كفة ميزانهم مع الكورد لتشكيل الحكومة.

 

وعلى الرغم من ما مر به الاقليم بعد عام 2014 وما شهد من احداث إلا ان حاجة الكتل والاحزاب العراقية الى المكون الكوردي دفعت بهم بالتوجه الى اربيل والاجتماع مع مسؤولي الاقليم للتحالف وتشكيل الكتلة الاكبر، وان ما يريح بال المواطن الكوردستاني هو تمسك القيادة المستميت لتحقيق المصالح العليا للاقليم، ومعالجة المشاكل العالقة بينهما مثل النفط والمناطق الكوردستانية خارج الاقليم والميزانية وقوات البيشمةركة وتحقيق التوازن والشراكة والتوافق الفعلي بعيداً عن التنصل والاقصاء..

 

اذاً الفرصة سانحة وذهبية وعلى القيادة السياسية ان تستغلها بشكل جيد خدمة للصالح العام بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة والحصول على وزارة او منصب اداري، ونعتقد بانها تسير وفق هذا المنوال رغم الضغوطات الامريكية او الايرانية بتأييد هذا المرشح او ذاك فمعيار الكورد هو تحقيق اكبر قدر من مصالحهم وهذا يمثل انجح استغلال للفرصة التي ان ذهبت ذهب معها الحقوق.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.