اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العشيرة بين الهدف والوسيلة// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب

العشيرة بين الهدف والوسيلة

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

15/9/2018

 

تعد تقسيم المجتمعات الانسانية منذ شعور الانسان بضرورة الوحدة والعيش مع بني جنسه الى فئات ووحدات تختلف في مسمياتها وحجمها ودرجة ترابط الافراد وطريقة ادارتها ونظام حكمها تعد ظاهرة طبيعية وصحية.

 

تطورت هذه التقسيمات في شكلها واسماءها مع تطور الحياة البشرية وان الاديان السماوية ايدت ودعت ورحبت بمثل هذه التقسيمات بل وجعلها اساس التعايش والتعاون والوحدة كما قال الله تعالى (ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم) أي انه يذكر الانسان باصله مع منح الشرعية لتقسيم المجتمع الى قبائل وشعوب ولكن الهدف منه هو التعاون وبناء العلاقات فيما بين افرادها سواء بالزواج او التجارة او الجوار ودرءاً لنشوب النزاعات والحروب ومنع النعرات الطائفية والقومية.

 

ان ظاهرة تقسيم المجتمعات الى قبائل وعشائر اكثر وضوحاً عند المجتمعات الشرقية عنه في الغربية وهناك من يربطها بدرجة الوعي والثقافة السائدة وان كان لا يزال قسماً كبيراً منهم يفتخر بانتماءه الى قبيلة او منطقة معينة وفي مقابل ذلك تمن شعوراً لدى الشعوب الغربية بقوة الانتماء الى دولهم مثل الالمان والامريكيين الذين تصل حبهم الى اوطانهم حد الجنون وانكار الغير.

 

ان حب الانسان الى قبيلته او عشيرته او دولته (بالمفهوم الحديث) حالة فطرية وشعور داخلي لا يعرفها إلامن ابتعد عنها عاش غريباً او من يراها تحت اقدام الاعداء تصرخ وتنزف دماً فحينها يزداد شوقاً وحناناً الى ايامه وساعات العيش فيها.

 

العشيرة او القبيلة هي مجموعة من الناس تجمعهم قرابة ونسب فعلي او متصور وتجمع اعضاءها حول العضو المؤسس او السلف الاول وهي تنتشر في جميع المناطق مع الاختلاف في قوتها وضعفها وتنقسم هذه العشائر والقبائل الى بطون وافخاذ تتسم بعادات وتقاليد من الكرم والشجاعة والدفاع عن الحقوق.

 

ان المجتمع الكوردي لا يمكن ان يسلم من هذه الظاهرة الالهية والتقسيم فمنذ فجر التاريخ لغبت العشائر والاسر الكوردية الدور البارز والقيادة للحركات التحررية سواء كانت هذه الاسر دينية مثل الشيوخ والملالي او سياسية ويمكن عد هذا التقسيم العشائري القبلي في المجتمع الكوردي سبباً في ديمونته وسر قوته ووجوده وصموده امام جميع الهجمات الشرسة من قبل الاعداء التي كانت تحاول صهره او انكار وجوده لأن وحدة أي مجتمع تكمن في وحدة مكوناته ووصلت حب الشعب الكوردي الى عشائر حد التقديس ودافع عنها و ضحى من أجلها.

 

ان ربط اسم أي انسان كوردي لأسم عشيرته او قريته كان دافعاً له في ان يتسم بصفات الرجولة والشجاعة والكرم واحقاق الحق والابتعاد عن كل الرذائل والمنحطات الاخلاقية وذلك من اجل رفع اسم عشيرته او قريته عالياً وهذا ما لمسناه في قتالنا مع داعش فكم من مقاتل وقائد لم يستسلم او ينهزم استحياءً واستشهد او انتصر وهناك من يرفض او ينكر ذلك.

 

ان التصرفات والسلوك الشخصي لعدد من الناس في ممارسة الافعال المشينة باسم العشيرة تعتبر حالة وليست ظاهرة وهي توجد في كل المجتمعات.

تزداد قوة ترابط الانسان بعشيرته في مناسبات منها وقت المعارك او اجراء الانتخابات وتزداد روح المنافسة والحصول على اكبر المنجزات.

 

ان لعب الاحزاب السياسية على وتر العشائر والاستفادة منها في مناسبات عديدة وخاصة في وقت الانتخابات ظاهرة صحية في خلق المنافسة فيما بينهم للتسابق نحو حصاد اكبر عدد من الاصوات ودليل على الفهم الصحيح لهذه الاحزاب للواقع الاجتماعي وخاصة ان هذه العشائر تدعم ابناءها في الوصول الى المناصب اذاً تعد العشيرة وسيلة للوصول الى نتائج و ليست هدفاً.

 

ولكن من الافات الخطيرة التي تعاني منها المجتمعات والتي هي افرازات هذا التقسيم هي زرع العنصرية أي ان حب ابناء اية عشيرة تصل الى حد انكار غيره فتولد في نفسه الانانية له والكراهية لغيره، ويكون حب العشيرة اكبر من حب الوطن، وهذا غالباً ما تعاني منه، فالعنصرية داء يفتك بالمجتمع ومن اجل القضاء عليها فان مؤسسات المجتمع المدنية والسياسية تحاول قلع روح وحب العشيرة من قلوب ابناءها فتصطدم بظاهرة اخرى اكثر صعوبة هي وقوف هذه المؤسسات بالضد من ظاهرة وجود العشائر كتقسيم، فعليها ان تحارب العنصرية وليست العشيرة لانها ظاهرة قائمة بذاتها، ولكنها اصاب بالمرض، فان المريض الذي اصاب يده مثلاً بمرض خبيث يقطعه الطبيب وليس من المقبول والمعقول قتل انسان لاصابة يده بمرض خبيث وهكذا بالنسبة للعشيرة فهي تعد اداة وليست هدفاً.

 

وعليه فان تقسيم المجتمع افقياً الى فئات واحزاب وعشائر تعد ظاهرة طبيعية، ولكن التقسيم العمودي بين ابناءه وتحويلهم الى طبقات سواء من الناحية الاقتصادية او الاجتماعية او السياسية فانه تعد اخطر ما يكون على وحدة الشعب وتماسكه و تؤثر على مدى حب الوطن بالسلب طبعاً.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.