اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العراق بين التحذير والتحذير!// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب

العراق بين التحذير والتحذير!

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 26/9/2018

 

يبدو من القراءة الاولية للتاريخ السياسي العراقي، ان التدخلات الاجنبية كانت السمة البارزة لها، وهي التي توجهها الى الطريق الذي يخدم مصالحهم.

لكن الملفت للنظر وخاصة في الاونة الاخيرة اطلاق التحذيرات المتكررة والمتنوعة للعراق من الدول الاجنبية، وبيان خطورة المرحلة التي تمر بها كأسلوب جديد من أجل أستمرار سياساتهم.

 

فامريكا غالباَ تحذر من ظهور جماعة ارهابية على غرار داعش في العراق لتكتمل ما بقي من مسلسل التدمير الذي خلفه القاعدة ثم داعش, وبريطانيا حذرت قبل ايام على لسان سفيرها في العراق (جون ويلكس) من الفساد المستشري في جسمها لتنتهي بها الى الدمار والنهاية وربط أحداث محافظة البصرة الاخيرة بالفساد كما كان معلناَ, والسعودية تحذر مراراً من التدخل الإيرانى الواضح لبناء هلال شيعي يمر من العراق نحو لبنان وسوريا, وايران هي الاخرى تحذيراتها يومية من خطر الوجود الامريكي, وتركيا لا تقف متفرجاَ وتحذر من انتهاك حقوق التركمان، ناهيك عن التحذيرات العراقية الداخلية من الجهات الرسمية وغير الرسمية المختلفة من كل شيئ يمس حياة المواطن العراقي منها قلة الخدمات والطائفية والمحاصصة والتوافقات السياسية وحكم العلاقات والنزوات الشخصية بعيداَ عن المؤسساتية والاعتماد على الخبرة والنزاهة.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه ما هي الاسباب التي تدفع بهذه الدول من اطلاق هذه التحذيرات المتوالية؟؟

وللرد عليها نرى:-

-    ان العراق كانت ولا تزال القنبلة الموقوتة وهكذا اراد الدول العظمى لها, حيث يرتبط بها استقرار الشرق الاوسط بالسلب والايجاب والتاريخ يشهد ذلك فالربيع العربي والامتداد الايراني مثلاَ كانت بعد عملية تحريرها, وهذا يرجع الى موقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية وخليط سكانها من القوميات والمذاهب والاديان.

-    ان الدول التي تطلق مثل هذه التحذيرات والمخاوف من الانهيار، تطلقها ليس حباً للعراق او من اجل سواد عيونها وأن تلعب دورها الاقليمي والدولي المنشود والوقوف صامداً امام التحديات، وانما تحكمها المصالح والاجندات ومبررات للبقاء فيها اطول مدة ممكنة.

-    ان هذه التحذيرات لا تلقي اذاناً صاغية لأن الارهاب والفساد والتدخل الخارجي التي طالما تحذر منها الجهات المختلفة، لأنها أمراض قد فتكت بالجسم العراقي وانتشرت من اقصاه الى اقصاه، وباتت داءً لا يمكن معالجتها إلا بالبتر وينتظر اللحظة الحاسمة، وحينها لا تبقى للعراق اسماً ولا رسماً وينتهي الى الابد، وان الشعب قد ذاق مرارتها وهو يعرف اكثر من غيره ما يعاني منه فهو الفريسة والضحية، وهذا ما يدفعه في بعض الاوقات الخروج الى الشارع للتظاهر وكثيراً ما تتحول الى اعمال عنف وتخريب تعبيراً عن ما يظمره بداخله من قلة الخدمات وراحة البال، وهو يرى ما فعل به الارهاب والفساد يتمنى الرحيل من الدنيا بارخص ثمن واسهل طريقة ومن جانب أخر انها أمراض تعاني منه المنطقة برمتها وليس العراق لوحدها.

-    ان هذه التحذيرات تزيد الشعب ألماً وحسرة، لانهم ادرى بشعابها من غيرهم, وتطيل عمر الاحتلال والتدخل الخارجي، وهم على يقين بان الابواب والشبابيك المفتوحة لأي دار لا يقي صاحبه من البرد والحرارة والامراض وهكذا فان التحذيرات تتكرر ليستفادوا هم وليس الشعب المسكين.  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.