اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الأوطان تبنى بسواعد أبناءها.. رسالة قصيرة// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب

الأوطان تبنى بسواعد أبناءها.. رسالة قصيرة

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

25/11/2019

 

ان النظرة الفاحصة الى تاريخ الحضارات والانسانية والخبرة وتجارب هذا الانسان في حياته تظهر بأنها تبنى على اكتاف المخلصين من ابناءه وليس كل الابناء ايضاً, فالوطن ونستطيع ان نقول كل بيت يملك من الابناء المخلصين في نواياهم في البناء الجيد والرصين, فأنها فعلاً قد بنيّ وبقي ولعب دوره في الحياة, وما انهيار البلدان والحضارات والامبراطوريات إلا كان على ايدي الخونة من ابناءها وطبعاً بمساعدة من هم خارج الحدود الذين ينظرون الى كل الامور وفق مصالحهم, وليس حباً او من اجل سواد عيون الشعوب الاخرى, وهكذا هي الحياة فليس من المعقول ان يحمل الاجنبي معوله ويبني وطن غيره دون ان يكون له منفعة او يحصل منه على خدمة.

 

في عالم المصالح تأتي النوايا الحسنة وفعل الخير في آخر السلم الاولويات بل قد لا تأتي ابداً, والادهى منها انها تضحي بالابرياء والمساكين من اجل تحقيقها, لانها هي الهدف والمطلب من كل ما يقوم به, وان كان في الظاهر على غير ذلك, و يختبئون خلف بعض المصطلحات والمفاهيم المصطنعة التي هي بعيدة عن الانسانية والعاطفة وتقديم الخدمات.

 

ان الابناء المخلصين هم الثروة الكبيرة لكل الاوطان وبحنكتهم وعقولهم وعلمهم وعملهم ليلاً ونهاراً وحبهم العمياء له واخلاصهم يشهد الوطن ارتقاءه وسموه ويفتح الطريق امامه نحو العلا في العالم, لانهم الكنز الدفين والذخيره الحية التي تحمي هذه الاوطان في وقت السلم و الحرب معاً مثل جهاز المناعة, لايعرفون التعب والملل وهم اول من يضحون وآخر من يستفيدون.

 

ان دولة العراق منذ تأسيسها عام 1921 كانت على يد بريطانيا وبالتحديد مندوبها السامي (برسى كوكس) وظل تحت الانتداب لفترة طويلة, فان كانت لبريطانيا دوراً في بناءها إلا انه يصب في صالحها, وانها كانت تقرر وتشرع وفق سياستها لجني اكبر قدر من المصالح لها وحمايتها ومعيار دعمها لمن في السلطة هو استجابته لأوامرها وتحقيق اهدافها دون النظر الى مدى قيام هذه الحكومة بتقديم الخدمات للشعب الذي ظل يتألم ويأنّ تحت الوعود اليومية بتحسين احوال معيشته وشاع بين الشعب من الرؤساء والوزراء والمسؤلين الكبار في الدولة أنهم رجال بريطانيا مثل نورى السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى.

 

وكذلك (بول بريمر) الحاكم المدني الامريكي في العراق بعد عام 2003 صاحب الصلاحيات الواسعة التي كانت تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية، قرر حل جميع دوائر ومؤسسات الدولة الامنية والدفاعية والاعلامية والخدمية وكأن العراق سيبنى من جديد وفق خطته دون ان يراعي مشاعر العراقيين واحوالهم وما سيئول اليه الامور في المستقبل كمن يبني بيتاً وفق أهوائه وميوله كيفما يشاء, فكانت الحرب الطائفية والتهجير والتدمير والفساد وظهور الجماعات الارهابية مثل القاعدة وداعش وغيرهما واخيراً اطلاق يد الدول الاقليمية في الساحة العراقية والشعب المسكين ضحية كل ذلك ناهيك عمن ترك وطنه واختار العيش في المهجر تاركاً وطناً يعشقه ويحلم به كل ليلة.

 

وللقصة بقية، فان ايران استغلت الفرصة ودخلت الحلبة, كأنها هي المالك والمتصرف وعاثت في العراق الدمار والخراب بسياساتها التي لم يسلم منها الشيعي قبل السني والكوردي , فان قاسم سليماني يجوب من ادنا العراق الى ادناه وينفذ سياساته وفق مصالح ايران التوسعية, وعند خروج المظاهرات في بداية شهر 11-2019 وما قبلها ورفعها شعارات مناوئة لسياسة ايران في العراق دخل هو على الخط واجتمع مع الموالين له وخطط وحاول القضاء على كل من يقف بوجه مطامعهم دون ان يكون له ادنى رحمة ورفقه بالشعب الذي طال صياحه من اجل ادنى مقومات الحياة بل انها الفرصة التي لاتتكرر في ان ينتقم منه لأحداث مضت.

 

وما اكثر (برسي كوكس وبول بريمر وقاسم سليمانى) في التاريخ, وكم من العقول والمفكرين والعلماء الوطنيين ذهبت جهودهم ونتاجاتهم ادراج الريح دون ان يستفاد منه الوطن وباتوا محل افتخار واعتزاز لبلاد المهجر اذا بقوا احياء.

 

نحن في كوردستان بحاجة الى اعادة النظر في هذا الموضوع المهم ولا ننتظر من الاجنبي ان يبني لنا الوطن ويخدم شعبنا والوطن مليئ بالمخلصين والعقول النيرة التي خدمت وستخدم بكل وسعها وعلى اكتافهم ستشهد الاقليم تطوراً وتميزاً إذا ما فتحت الابواب بوجههم وسنحت الفرص لهم وليس بجهود المفسدين المتطفلين الذي باعوا انفسهم بثمن بخس والمتمرسين على التملق والنفاق والإظهار بأكثر من وجه الذين لا يعرفون غير ذاتهم ولا يهمهم إلا مصالحهم، فكم من صامت مخلص خادم قد دسه ألاقدام القذرة وكم من ثرثارٍ مفسد قد وصل والحكيم من يفرق بينهم ويقرر الصحيح، لأن الشعب هو مصنع القادة والعلماء والادباء الشرفاء من اهل النزاهة والصدق.

 

وعليه، فإن على القيادة السياسية في الاقليم ان لا تنتظر من الخارج ان يفتح بابها نحو التنمية والتطور والازدهار، بل عليها ان يفتحها من الداخل لتكون اكثر قوة ورزانة وواقعية في الأنطلاق ونرضى بقليلنا النقي مع الاستفادة من تجارب الاخرين دون الاعتماد عليهم كلياً.  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.