كـتـاب ألموقع

البارتي بين مطرقة كوادرها وسندان الجماهير// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عبدالله جعفر كوفلي

 

عرض صفحة الكاتب

البارتي بين مطرقة كوادرها وسندان الجماهير

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

8/7/2020

 

الحزب الديمقراطي الكوردستاني المعروف ب (البارتي) تأسس كضرورة وحاجة قومية عام 1946 على يد المرحوم (ملا مصطفى البارزاني) نتيجة لما تعرض له القومية الكوردية وفقدانه لإرادته في الدفاع عن حقوقه المشروعة والمحاولات المستميته والمستمرة من قبل القوميات الاخرى صهره, هذا الحزب حقق العديد من المنجزات وتعرض للكثير من النكسات التي كانت تدل على قوتها وتأثيرها على الشارع الكوردستاني لأنه بفكره ومنهجه وأسلوب عمله دخل الى القلوب قبل البيوت وجمع الكوردستانيين من مختلف الأديان والقوميات صفاً واحداً وأنتمى اليه كل من آمن بمنهجه من الاخوة العرب وغيرهم كونه يحمل الديمقراطية للعراق شعاراً وهدفاً ولا يزال.

 

إحدى السمات البارزة لهذا الحزب وسر ديمومتها لأكثر من سبعة عقود من النضال الطويل هو التجدد الدائم في تعاطيه للمستجدات السياسية على الساحة الداخلية والاقليمية والوجوه (كوادرها) سواء المتقدمة منهم ام غيرهم الى المستويات الدنيا من سلم التنظيم الحزبي وما عقد المؤتمرات والكونفرانسات وإنشاء الفروع والمنظمات المهنية والاجتماعية إلا برهان على ما ذهبنا اليه مع الاحتفاظ بالتوازن بين الفئات الشابة التي تحمل الروح المعنوية العالية والحماسة الجياشة والكوادر المعمرة ذوات الخبرة والتجربة في تناول الواقع الكوردستاني, بالاضافة الى التوازن المناطقي وتقدير الواقع الاجتماعي (العشائري) الكوردستاني وان صعود العناصر الشابة الى القيادات دليل آخر على هذا التجدد.

 

شارك البارتي في تشكيل جميع الوزارات الحكومية وبشكل فعال وكان الطرف الرئيسي فيها واستطاع ان يرفد الحكومة بكوادرها على المستويات الشتى ولكن بتسلم السيد (مسرور البارزاني) لرئاسة الكابينة الحكومية التاسعة قبل اكثر من سنة وبحكم كونه شاباً في مقتبل العمر وعمله على رأس مجلس أمن أقليم كوردستان منحه قوة الارادة ودقة القرارات والصرامة في العمل مما دفع بالعناصر الشابة داخل الحزب ان يعقدون الأمل عيه بأن يلعبوا دورهم المنشود وكان كذلك واحد خطواته التي يعمل عليه هو تغيير الوجوه الموجودة بأخرى جديدة بعد ما يأس الشعب منهم لسنوات طويلة سواء في الحكومة او الحزب نفسه واتخذ في هذا المجال العديد من الشباب مواقعهم وتمكنوا من لعب دورهم وكان هذا التغيير مطلباً جماهيرياً وياتي أستجابةً لرغباتهم, لذا ولكون البارتي قد خرج من رحم جماهيرها وممثلاً لرغباتها ومناضلاً لأهدافها ومضحياً من أجلها, عليه ان يختار صف الجماهير كما أكد على ذلك السيد (مسرور بارزاني) بأنه مع الجماهير، لذا بدأ بتنفيذ هذا البرنامج المكثف الذي يرى فيه الشباب دورهم وتم اختيار العديد منهم لتولي المناصب الحكومية والحزبية ولا يزال على الرغم من انزعاج عدد من الكوادر المعمرة وعدم استجابة البعض منهم لهذا التغيير والتجدد ولكنه الفرصة الذهبية لإعادة ثقة الجماهير ودعمهم.

 

ان المرحلة التي تمر بها المنطقة حرجة والازمات المالية والصحية والسياسية والأمنية متتالية يتطلب من البارتي إعادة صياغة استراتيجيتها وعملها ودراسة الواقع من جديد وتنفيذ برنامجها الاصلاحي والتغييرات المنشودة في الاشخاص الذين طالما ملّ منها الشعب, لأنه الحزب القائد صاحب التاريخ والنضال والقيادة الحكيمة والثقل الجماهيري, فالمسؤولية الملقاة عليها اكبر من غيرها وأنه صاحب المشروع القومي للشعب الكوردستاني, لذا فهو بين مطرقة كوادرها الذين يطالبون ببقائهم لأنهم أصحاب النضال والتضحية وسندان الجماهير المتعطشة للتجديد, فنعتقد بأن خلق التوازن بين الطرفين هو الصحيح فلابد ان يكون الى جانب جماهيرها مع عدم اهمال كوادرها بتغييرهم ونقلهم الى الصفوف الداخلية لمنح الحزب الروح والحماسة بكوادر شابة قادرة على تجاوز المرحلة الحالية وما أكثرهم.