كـتـاب ألموقع
عمليات الأنفال 1988 محو للتاريخ الكوردستاني// عبدالله جعفر كوفلي
- المجموعة: عبدالله جعفر كوفلي
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 18 آب/أغسطس 2020 10:39
- كتب بواسطة: عبدالله جعفر كوفلي
- الزيارات: 1404
عبدالله جعفر كوفلي
عمليات الأنفال 1988 محو للتاريخ الكوردستاني
عبدالله جعفر كوفلي
ماجستير قانون دولي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
18/8/2020
اثبتت التجارب الماضية, بأن الصراع قائم في الحياة، وكذا لابد من مهزوم ومنتصر فيها وان اول ما يفعله المنتصر هو محو تاريخ المهزومين وفي ذلك اهداف, اول هذه الاهداف لكي لا يعود المهزوم المسكين الى سابق عهده مفتخراً بتاريخ اجداده وما قدموه من خدمات وبناء الحضارات بل يرجع ذليلاً ناكسا رأسه ويخفيه بين الانقاض خجلاً وخوفاً من تكرار هزيمته فاقداً الارادة على المقاومة والدعوة الى التحرير, لذا فإن الحركات التحررية في العالم تعمل على إعادة الروح المعنوية للشعوب و بناء إنسان ذو عزيمة و إرادة صامدة يقدم حياته فداءً من اجل وطنه ليعيش شعبه أبياً منتصراً.
عملت الحكومات العراقية المتعاقبة على محو تاريخ الشعب الكوردستاني واختلفت في اساليبها وادواتها حسب المرحلة وما يطلبه الواقع, فكان تغيير الاسماء الكوردية للاشخاص والمدن الى العربية والتهجير وحجز الاموال المنقولة وغير المنقولة وفرض الحصار الاقتصادي وهدم الاثار وحرق البيوت وتدمير المساجد والمعابد وخلق البدائل وكل ما يشوه صورته وسمعته مارستها مع الشعب الكوردستاني.
وصل النظام العراقي السابق الى ذروة حقده وكراهيته عندما بدأ بعمليات الأنفال السيئة الصيت عام 1988 بمراحلها الثمانية وكان اشرسها وحشية ودمارا المرحلة الثامنة (خاتمة الانفال) في منطقة بادينان بمحافظة دهوك حيث بدأت في 25/8/1988 بعد انتهار الحرب العراقية الايرانية المدمرة للبلدين وشاركت فيها مختلف صنوف الجيش العراقي وأرتكبت جرائم الإبادة الجماعية بقتل المدنيين العزل رميا بالرصاص على أرضهم في قريتي كوريمى وميركةتي، بهدف محو الشعب الكوردستاني بتاريخه وجغرافيته من الوجود فكانت حروباً وليس حرباً واحدة بخطة متكاملة ومتناسقة, فالابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية ارتكبت خلالها والحرب البيئة بدأتها بحرق الزراعة ومنع تربية المواشي وحرقها واستخدام الاسلحة الكيمياوية وردم عيون المياه وتجفيف الانهار, والحرب الاقتصادية بفرض الحصار الاقتصادي ومنع الزراعة بالاضافة الى الحرب النفسية التي اثرت على نفسية المواطن الكوردستاني وجعله خائفاً قلقاً غير آمن, وايضاً كانت حرب القرارات المجحفة على الرغم من كونها مجحفة من اولها حتى بعد أنتهائها، حيث اسقطت حق الحصول الجنسية وحق طلاق الزوجة من زوجها الذي انضم الى صفوف البيشمةركة (المخربين/ بتعبيرهم) وتنفيذ الاعدامات الجماعية دون محاكمة والضرب والاهانة والاعتداء على الاعراض والاسكان في المجمعات القسرية، بأختصار كانت عمليات الانفال عام 1988 محاولة جادة لمحو تاريخ هذا الشعب العريق صاحب الانجازات والخدمات الجليلة والمدافع الاعمى عن القيم الاخلاقية والمفاهيم الانسانية والدين الاسلامي الحنيف, ولكن هيهات هيهات فأن شعباً خالداً شامخاً شموخ الجبال ممتداً جذوره الى الاعماق صمد امام كل المحاولات وحافظ على تاريخه وارضه وقيمه واخلاقه ولم يغيره السياسات الممنهجة ضده من قبل الحكومات السابقة, لأن الانفال كانت حلقة من حلقات الاضطهاد والقتل والدمار فتعلمنا منها الصبر والوحدة والصمود والثبات وهكذا نكون مهما ابتلينا .
المتواجون الان
576 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع