اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ساسان حسقيل: اول وزير مالية عراقي// عباس طريم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عباس طريم

 

عرض صفحة الكاتب

ساسان حسقيل: اول وزير مالية عراقي, وضع اساسا للنزاهة

واعطى دروسا  لمعاصريه,  بكيفية الحفاظ  على اموال الدولة

عباس طريم

اريزونا

 

"قد تعرف النزاهة: بسمو الاخلاق والابتعاد عن كل ما من شانه ان يدنس الفرد ويقلل من قيمته في المجتمع. ومصطلح النزاهة في اصله اللغوي يعني: البعد عن السوء وترك الشبهات, وكذالك ترفع النفس وابتعادها عن كل قبح ومعصية, وهي بذالك تعد ظاهرة انسانية تحكمها قوانين الانسان وقيمه, وهذه الظاهرة توصل الى ظاهرة الاصلاح الذي تعد اوسع واشمل. وتعرف النزاهة اصطلاحا في الدراسات التربوية بانها: البعد عن الشر وترتبط بنزاهة الخلق, وتتحقق النزاهة من خلال منظومة من القيم للمحافظة على الموارد والممتلكات, واستئصال الفساد والنزاهة" قيمة دينية أخلاقية سلوكية في المقام الأول، وهي - بلا شك - مرتبطة بالأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال حملها، وأشفقن منها لثقلها، وهي ثقافة تسود اليوم المجتمعات الغربية باهتمام كبير، ولكن من منطلقات أخلاقية واقتصادية واجتماعية وغيرها، أما نحن  فمعنيون بها من منطلق ديني قبل كل شيء، وقوامها الشفافية، ومحاربة الفساد بكل أنواعه وأشكاله، وطهارة اليد، وعدم التعرض للمال العام، أو الممتلكات العامة. والسؤال المطروح اليوم: الى اي مدى تقيدنا بتلك الخصال السامية والتزمنا بها  كمسلمين, حثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم, من خلال الايات المقدسة, ونبينا محمد ص, بعشرات الدعوات الى التقيد والالتزام بتلك الخصال, التي ترتفع وتسمو بسمعة الفرد وترتقي بها الى المعالي؟ والجواب المقنع لهذا السؤال هو: اننا لم نتقيد بها واننا خيبنا امل كل الدعوات, وسرنا في طريق لا يتفق معها, ولا يلتقي الا مع دعوات الشيطان الرجيم, الى الفساد والخراب ونهب اموال الدولة,  واصبحت سمعة العراق  كالكرة يتقاذفها كل من هب ودب, لا يجد الفرد منا الا التندر والاستهزاء من الاخرين حتى ان الامم المتحدة, وضعتنا مشكورة على راس قائمة الفساد في العالم, ومنحتنا [وسام الفساد ]الذي حرصنا ان نحتفظ به منذ 2003 ولا نسمح لدولة اخرى ان تتفوق علينا وتحصل على تلك الجائزة التي تليق بنا, وتتناسب وامكانياتنا في  ذالك المضمار الذي يسود الوجوه ويشوه السمعة. وبما ان المثل العراقي يقول [ ان خليت قلبت] اذكركم اليوم, بشخصية عراقية مرموقة, عاش في الزمن الخمسيني الجميل, الذي يتبارى الناس فيه للوصول الى سمو الاخلاق الرفيعة, يتصارعون من اجل التخلق بمكارم الاخلاق, لم يفرطوا بتراب الوطن, سمعتهم تسبق خطواتهم, حافظوا على خزينة الدولة وضربوا مثلا حيا في النزاهة والحرص على اموال الشعب العراقي.

 

شخصية عراقية تنحني لها الرؤوس, وتقصر المعالي ان تصل الى ما وصلت اليه, من شرف المهنة وصدق النية والوفاء لتراب الوطن. انه المواطن العراقي [من الجالية اليهودية الكريمة] ساسان حسقيل. اول وزير مالية عراقي. اثبت جدارة في ادارة دفة الوزارة, ونزاهة وعفة وشرف, وحرص على اموال الدولة منقطع النظير, 

 قال عنه أمين الريحاني:” [أنه الوزير الثابت في الوزارات العراقية، لأنه ليس في العراق من يضاهيه في علم الاقتصاد والتضلع في [إدراك الشؤون المالية”.

 انه السياسي الذي رثاه الشعراء عند وفاته, وعندما سمع برحيله الشاعر الكبير معروف الرصافي لم يتأخر (ت 1945) عن رثاء هذا الوجيه الوطني في قصيدة كبيرة ورائعة ، منها:]

 

_____

لقد كان في الأوطان يـرأب صدعها

فيسعى إلـى الإصــلاح فيها ويـدأب

 

فأصـغــى لشكواها وزيــراً ونائــــباً

وعالجهـــا منه الطَّبيـــب المجــــرّب

 

وأبعد مرمـــى حبهـــا في شبـــابه

وجاهد في إسعادهــا وهو أشــــيب

 

لئن كان، يا ساسون، غيبك الـرَّدى

لذكـــرِاك  بالعـــليــــاء  لا  تتغيـب

 

 وكتبت عنه الصحف بما يليق بمسؤول شريف, حافظ على الامانة وادى الواجب, بما يرضي الله! وشعبه الكريم, الذي احبه وخرج خلف موكبه بمسيرة حافلة يلفها الحزن, وتعتصرها الحسرة على فراق الرجل الامين الذي كان وفيا لشعبه, لم يفرط بدينار واحد من اموال الدولة.. ان المفارقة في قصة اعظم وزير عراقي- كما يصفه الكتاب- هي: ان حكومتنا الموقرة اليوم, وبدلا من تكريمه ليكون حجة على الاخرين, وعبرة لرجال الدولة يقتدون به وبمواقفه الوطنية, لتزيدهم عزما على بذل المجهود لخدمة وطنهم, امروا بهدم بيته الكائن في شارع الرشيد, بحجة انه غير تراثي, وسلموا البيت لمستثمر بابخس الاثمان, وهذه هي جائزة من يخدم البلد بشرف واخلاص في وطننا العراق, وكأنه يعاقب على نزاهته وعلو كعبه في ميدان العز والشرف. فأي حكومة هذه , ومن اي طينة خلقت؟. واليكم قصت الوزير العراقي ساسان حسقيل, الذي رفع اسم العراق في المحافل الدولية, في ابان الحكم الملكي, ولم يفرط باموال الدولة كما يفعل اللصوص اليوم, وترك ارثا لا يستهان به من العز والفخر والمجد, وتاريخا ناصع البياض لم تلوثه المغريات, واسما ننحني له جميعا.. نعم قصته كما ذكرها التاريخ ودونها معاصروه

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.