اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!...17

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
محمد الحنفي

                 الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي،

                   والانشداد إلى تأبيد الاستبداد... !!!...17

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

إلى

 

كل من تحرر من أدلجة الدين.

كل من ضحى من أجل أن تصير أدلجة الدين في ذمة التاريخ.

الشهيد عمر بنجلون الذي قاوم أدلجة الدين حتى الاستشهاد.

العاملين على مقاومة أدلجة الدين على نهج الشهيد عمر بنجلون.

من أجل مجتمع متحرر من أدلجة الدين.

من أجل أن يكون الدين لله والوطن للجميع.

 

محمد الحنفي

 

علاقة تكوين الحزبوسلامي بتنظيم الهجوم على اليسار:.....3

 

5) على مستوى تخريب أحزاب اليسار، نجد أن الطبقة الحاكمة تعمل على تلغيم هذه الأحزاب، وتحاول إغراء قياداتهما، إلى جانب قمع العناصر الصامدة وصولا إلى إحداث إفرازات داخلها، تؤدي إلى انقسامها إلى فصائل، يحدث بينها تناقض رئيسي، مستحيل معه الالتقاء، أو التنسيق، أو أي شيء آخر، مما يؤدي إلى إنشاء أحزاب جديدة  من جسم اليسار، لا تختلف في شيء عن الأحزاب الإدارية الصرفة، وتنفذ تعليمات الطبقة الحاكمة بدون قيد، أو شرط، ويمكن أن تعمل، من منطق اليسار نفسه، على إضعاف اليسار إلى أقصى حد ممكن، وتدعم الطبقة الحاكمة، في هذا التوجه، الأحزاب الإقطاعية، والبورجوازية التابعة، والبورجوازية،  التي تساهم، بشكل كبير، في دعم تخريب أحزاب الطبقة العاملة، التي تشكل اليسار الحقيقي، خدمة للطبقات الحاكمة، وتقربا منها، حتى تزداد استفادتها من الأوضاع المتأزمة، كما حصل في عهد حكومة التناوب المخزني السابقة.

 

وبعملية التخريب، التي تتخذ أبعادا إيديولوجية، وسياسية، وتنظيمية، تكون الطبقة الحاكمة، والاحزاب الداعمة لها، قد عملت على جعل اليسار غير قادر، مرحليا، على لعب دوره في قيادة الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

 

ويبقى على الطبقة الحاكمة، أن تحافظ على عملية الإضعاف، بزيادة خلط الأوراق أمام المواطن البسيط، كما حصل مع مجيء حكومة ما بعد التناوب المخزني السابقة، وكما تمت فبركة ذلك في انتخابات 27/9/2002 من أجل أن تطمئن الطبقة الحاكمة على تأبيد سيطرتها.

 

6) على مستوى دعم الأحزاب الرجعية التقليدية، حيث نجد الطبقة الحاكمة ترصد أموالا هائلة لدعم الأحزاب الرجعية المتخلفة: البورجوازية، والإقطاعية، والبورجوازية الصغرى، والمتوسطة، والحزبوسلامية، حتى تلعب هذه الأحزاب دورها في تضليل الجماهير الشعبية الكادحة، وقطع الطريق أمام ارتباطها باليسار، ويتجلى هذا الدعم في عدة مستويات:

 

المستوى الأول: مساعدتها على تنظيم نفسها محليا، وإقليميا، ووطنيا، حيث تتجند أجهزة الطبقة الحاكمة المختلفة، وخاصة أجهزة إدارة الدولة ،وتحت إشراف المؤسسة المخزنية، لمساعدة الأحزاب على تنظيم الفروع، والأقاليم، وعلى المستوى الوطني، عن طريق توجيه عملاء الطبقة الحاكمة، والمؤسسة المخزنية للانتظام في تلك الأحزاب، وقيادتها، إن أمكن.

 

المستوى الثاني: تزوير الانتخابات المحلية، والجهوية، والبرلمانية، لصالح المنتمين إلى تلك الأحزاب، من أجل التواجد، وتحمل المسؤولية في مختلف المؤسسات، والاستفادة من مختلف الامتيازات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والتي توفرها مختلف المجالس لأعضائها.

 

والمستوى الثالث: تقديم الدعم المادي، والمعنوي، لتلك الأحزاب، في مختلف المناسبات، وخاصة مناسبات المحطات الانتخابية، حيث تقوم الدولة بتمويل الحملات الانتخابية، التي تقوم بها الأحزاب المختلفة، حتى تتمكن من إيهام الجماهير الشعبية الكادحة بوجود شيء اسمه الديمقراطية.

 

والمستوى الرابع: يتمثل في وضع وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة رهن إشارتها، حتى يتوفر لها الإشعاع اللازم في الأوساط الجماهيرية، التي توهم، فعلا، أنها تناضل من أجل مصلحتها، حتى تزداد انفصالا، وابتعادا عن اليسار.

 

وبذلك تكون هذه المستويات متكاملة، ومؤدية إلى استمرار تلك الأحزاب، حتى يستمر إخلاصها في خدمة الطبقة الحاكمة، والمؤسسة المخزنية.

 

7) على مستوى الدفع في اتجاه تكوين حركة حزبوسلامية، ل،ن ما قامت به الطبقة الحاكمة، منذ عقود خلت، من إحياء  "التراث"، وترويج للكتب الصفراء، وإحياء ما سمي ب"المواسم الدينية"، وهدر الأموال في المظاهر الدينية الرسمية، والشعبية، والسماح باستغلال المساجد من قبل جهات معينة، لأغراض سياسية معينة، وإلغاء تدريس الفلسفة في المدارس، والجامعات، في مرحلة معينة، وتكثيف الدروس المعرفة بالدين الإسلامي في البرامج الدراسية، والسماح بتحويل الأقسام الدراسية إلى مجال لنشر أدلجة الدين الإسلامي في معظم الحصص. كل ذلك أدى إلى إنضاج شروط بلورة الحزبوسلامي، الذي تحول في مراحل معينة إلى أداة في يد الطبقة الحاكمة، وفي خدمة الامبريالية، لنجاعته في محاربة اليسار، وتشويه صورته في أذهان الشعب، مما جعل بسطاء الناس ينفرون منه، ويرتبطون بالحزبوسلامي، الذي تحول، مع مرور الأيام، إلى بعبع يخيف الطبقة الحاكمة نفسها، التي أصبحت تتكتك لإضعافه، كما فعلت مع اليسار. والتيار الذي يختار البقاء في خدمة الطبقة الحاكمة، فإنه يستمر في تلقي الدعم المطلق، فيصل، وفي ظرف وجيز، وبكثافة، إلى مؤسسة البرلمان، ويتواجد في مختلف المؤسسات المخزنية، التي تنشئها الطبقة الحاكمة، حتى تستمر في لعب دور محاربة، وإقصاء اليسار الحقيقي.

 

8) على مستوى تشجيع وهم عملية أدلجة الدين الإسلامي الرسمية، والحزبوسلامية. ذلك أن الدين الإسلامي تعرض للمصادرة، عن طريق التأويل الإيديولوجي المزدوج.

 

فالطبقة الحاكمة، من جهتها، تعمل على توظيفه إيديولوجيا، لخدمة مصالحها الطبقية، عن طريق توظيف جيش من "العلماء"، الذين يصرفون جهودا مضنية، من أجل تقويل النص الديني ما لم يقله، بهدف تبرير ما تقوم به الطبقة الحاكمة، الذي يصبح، بموجب النص الديني، إسلاما. وهؤلاء "العلماء"، يتلقون من الطبقة الحاكمة مقابلا لا حدود له، جزاء لهم على ما يقومون به. وفي المقابل تشجع الطبقة الحاكمة الممارسة التي يقوم بها المنتمون إلى الحزبوسلامي، الذين قد يكونون مسخرين من قبلها، لتقديم التقارير اليومية عن سير هذا الحزب، والتي تستهدف أدلجة الدين الإسلامي؛ لأن تلك الأدلجة تعتبر دعما لممارسة "علماء" الطبقة الحاكمة، التي تستهدف نمذجة المجتمع الإسلامي، التي لا تعنى، في نهاية الأمر، إلا تجييشه وراء الطبقة الحاكمة، أو وراء الجهة الداعمة لها، أو وراء من يدعي سعيه إقامة مجتمع "إسلامي"، وبحكم "الدولة الإسلامية"، ممن تلقوا ممارسة دعم الأدلجة، لينفلتوا من عقال الطبقة الحاكمة، ويهرولوا وراء وهم إقامة "الحكم الإسلامي"، الذي يتخذ مثالا له مرحلة الخلفاء الراشدين، ليرجع بذلك التاريخ إلى الوراء.

 

والطبقة الحاكمة عندما تعمل على أدلجة الدين الإسلامي، أو تشجع عليها، إنما تستهدف خلق مناخ يسعى إلى جعل الناس ينشغلون، بتلك الأدلجة، عن استهلاك خطاب اليسار، الذي يجد نفسه مفتقرا إلى وسائل الدفاع التي يفند بها ادعاءات مؤدلجي الدين الإسلامي، في حق اليسار، وعليه أن يجد أدوات الدفاع، ليبني عليها وسائل الهجوم، من أجل جعل الدين الإسلامي محايدا في الصراع بين اليمين، واليسار.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.