اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

نهاية الإرهاب.. ونهاية الأسانيد «33»// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

نهاية الإرهاب.. ونهاية الأسانيد «33»

عادل نعمان

مصر

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

يؤكد التاريخ أن إرهاب الإسلام السياسى قائم منذ قرون مضت، ودائم دوام ربط الدين بالسياسة، وخالد خلود فكرة الإسلام دين ودولة، وباقٍ بقاء تكليفهم بإقامتها مهما كان الثمن المدفوع حتى لو كان كل البشر، ومستمر استمرار رهانهم على غزواته وفتوحاته لإقامتها. وحقيقة الأمر أن النبى أقام دينا داخل قبيلة ولم يُقِم دولة، حتى وإن كبر حجمها، فقد كان هو النظام السياسى المتاح عندئذ، ولو كان الأمر غير ذلك، لكان أَوْلَى بالنبى فى مدة الرسالة أن يضع ضوابط للحكم والخلافة لدولة عصرية المقام، ونظاما معتبرا من السماء، له كيان دائم وثابت ومتطور، يأخذ من الله العلم الأصلح من العلم البشرى، يتفوق عليه ويسبقه، وينعم فيه المسلم بنعيمه أكثر من غيره شكلا وموضوعا، وليس على النحو الفاشل الذى يتبناه المسلمون منذ عصور، ويكون كضوابط النكاح والسبايا والغنائم ودخول الخلاء، فكيف ذلك، ولم يضع النبى أساسا لاختيار مَن يخلفه فى إدارة شؤون البلاد، وهو الأساس الذى يُبنى عليه نظام الحكم؟! إلا أن أصحاب فكرة الجهاد لهم رأى آخر، وهو أن النبى أقام دينا ودولة، وساروا بنا فى طريق شائك إلى هذا الخراب والدمار على يد الدواعش، آخر الأحفاد الآن، والبقية تأتى، وكان سندهم على الوجه التالى.. حين كان النبى بمكة مستضعفا وجب عليه التسامح مع أهلها، ولقد اختلف الأمر فى حالة الاستقواء بالمدينة، فنزلت الآيات التى تحرضهم على القتال: (واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم)، ثم فرض الجهاد على المسلمين، على كل قادر: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين)، والآية: (سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان)، والآية: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق)، حتى نزلت آية السيف، التى فتحت باب الجهاد ضد الجميع، مُعاهَدا وغير مُعاهَد: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم وأحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخَلُّوا سبيلهم إن الله غفور رحيم)، وكانت الآية الفاصلة التى بُنى عليها أمر البشرية حتى يومنا هذا: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)، فكان هذا منهج الحكم بعد الرسول، وهو منهج لا يجوز أن ينتهجه أحد من خلفائه، فقد كان خاصا به وليس لغيره، فإذا كان ما قام به وحيا فقد انقطع وحى السماء إلى الأرض، ولا يحق لأحد أن يرث الوحى من بعده!!. لكن للأسف ورثه الخلفاء من بعده فى إقامة الحكم والسلطان، فكانت حروب مانعى الزكاة، والتى سُميت خطأ «حروب الردة»، وهى بداية الإرهاب السياسى، فقد أُبيحت الأنفس والأموال تحت دعاوى: «والله لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله لحاربتهم عليه»، ولم نسمع ولم نقرأ عن حكم يُجاز فيه قتل مانع الزكاة، وإباحة دمه وماله وعِرضه، وكانت هذه الحروب لبنى أمية والعباسيين والوهابيين والدواعش، وستظل حتى نهاية العمر، ملاذا ومتنفسا وسندا فى الحكم والسيطرة والإبادة، تحت دعاوى إقامة حكم الله أو دولة الخلافة.

 

 

 

وكانت النواة التى أشعلت الحرب بين المسلمين، بداية من الفتنة الصغرى ومقتل الخليفة عثمان، إلى الفتنة الكبرى وحرب الجمل ومعارك صفين ونهاوند وكربلاء والحرة الصغرى وغيرها، والتى مات فيها الملايين حتى يومنا هذا، تحت دعاوى إقامة شرع الله والحكم بما أنزل الله، وكانت كلمة السر للحكام والخلفاء والأمراء، فأنزلوا بالناس ألوانا من العذاب ما أنزل الله بها من سلطان، فقُتل الآلاف، وصُلبت الجثث، ونُبشت القبور على أصحابها، ودُفن من الصحابة فى قبور اليهود مَن دُفن منهم ليلا وسرا، وضُربت الكعبة بالمنجنيق، وأُبيحت نساء المدينة للمتعة، وقتل العباسيون بنى أمية عن آخرهم، وقتل القرامطة الآلاف من المسلمين الذين تعلقوا بأستار الكعبة. وكانت الفتوحات الإسلامية فى العهد الأموى ارتقاء وصعودا لنموذج فتوحات الخلفاء الأوائل، وسعيا ومقصدا مطلوبا الوصول إليه، وكان دخول الأمم فى الإسلام قهرا، وجلبهم أموالا وسرايا وموالى بالملايين هو الهدف والرجاء، ولم يكن القصد منها إقامة دولة إسلامية، فقد كانت أبعد ما تكون عنها، فكانت مُلكا عَضوضا، وقومية طبقية فصلت المجتمع على أساس عرقى وطائفى، وكذلك كان العباسيون من بعدهم، وكذلك يفعلون جميعا. وفى إقامة هذا المُلك، تسابق الخلفاء والملوك حتى يومنا هذا فى فنون التعذيب لمُعارضيهم، وكان تعذيبا وإرهابا سياسيا بامتياز، لا يقل عن ممارسات الدواعش، فلم يعرف التاريخ ألوانا من التعذيب كما جاء على يد هؤلاء، من تقطيع الأوصال وشيها على النار أمام مَن يعذبونهم، إلى الشى على النار الهادئة كما تُشوى الشاة، إلى القتل والصلب وسلخ الجلود، والإعدام حرقا والنفخ بالنمل والدفن من الرأس، ورمى الأحياء من شواهق الجبال، وقلع الأظافر، وحرقهم أحياء، وغيره كثير، ولقد وجد هؤلاء عند الفقهاء العلة والمبرر والفتوى طالما كان الهدف إقامة دولة الإسلام، ولا أعرف كيف تقوم دولة الإسلام على ظلم الغير؟!.

 

 

 

لا نهاية لهذا الإرهاب، فهو يتحرك مع عجلة التاريخ، يتصاعد ويتحرك بعشوائية فى كل اتجاه، مستندا على هذا السند وتلك السنن وهذا التاريخ، لا فرق بين الأمويين والعباسيين والقرامطة والوهابية والقاعدة والدواعش وبوكو حرام وكل الملوك الذين يحكمون بهذا المنهج، فجميعهم يمارسون نفس الإرهاب، فقد أُبيح وأُجيز لهم هذا، والقادم منهم هو الأسوأ. هل التطرف والإرهاب له نهاية؟ لا أظن، على الأقل فى الفترة الحالية، والأمل معقود على أصحاب الفكر والمثقفين فى صمودهم فى وجه الإرهاب والإرهابيين وأسانيدهم.

 

هذه الإجابة هى نهاية هذه السلسلة عن الإرهاب. تمت

 

 

"المصري اليوم"

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.