اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل السنة كانت وحيًا منزلا؟// عادل نعمان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

عادل نعمان

 

عرض صفحة الكاتب 

هل السنة كانت وحيًا منزلا؟

عادل نعمان

كاتب مصري

 

قلنا في المقال السابق، إن كثيرا من رجال الدين أقروا أن السنة وحى من عند الله، وتنزيل كالقرآن، وقال فريق منهم: «وكان جبريل ينزل بالسنة كما كان ينزل بالقرآن، غير أنه لا يتعبدبها» وفى هذا يقول محمد صالح المنجد «إن السنة أحد قسمى الوحى، الذي نزل على الرسول، والقسم الآخر هو القرآن». ويقول حسان بن عطية في «الكفاية» كان النبى يتنزل عليه بالسنة كما يتنزل عليه بالقرآن «ويقول في هذا بن حزم في الأحكام إن الله تعالى يقول «إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون» وقال أيضا «إنما أنذركم بالوحى ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون» ويستكمل: «فأخبرنا الله أن كلام الرسول وحى ومحفوظ بحفظ الله» وفى هذا يؤكد بن باز: نعم، أحاديث الرسول وحى، «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى» إذ إن كلامه ليس من نفسه بل وحى من عند الله. ولما قالوا إن السنة دونت ونقلت على المضمون وعلى المعنى وعلى المحتوى وليست على اللفظ أو الحرف، فكيف تكون وحيا كالقرآن وتدون على معنى ومفردات وألفاظ الناقل والناسخ والراوى وليس على لفظ وكلام الله؟ وكيف تكون وحيا وقد تعددت روايات الحديث الواحد أكثر من مرة على نحو مختلف؟ ويرد بن حزم على هذا «أن الرسول كان يحدث الناس بحديث مكرر، فتختلف رواية الحديث نفسه من واحد لآخر «أى رواية عن الأخرى» ونحن في هذا لا نقتنع بهذا الرد، ونرى أن هذا تقديس للرسول، ورفع مقام النبوة إلى مقام المشرع الأصلى وهو الله، وهو «ليس كمثله شىء» وليس مقبولا هذا عقلا أو منطقا، فلو كانت السنة وحيا لعاملها الرسول معاملة القرآن في الحفظ والتدوين، ونسخها النسّاخ كما نسخوا القرآن، وسجلوها بفريق كما سجلوا القرآن بفريق آخر، حتى تنجو السنة وهى وحى من تدليس الناس، وتحريف المحرفين، ووضع الوضاعين، واختلاف الرواة والمحدثين، وفازت ونجت كما فاز القرآن ونجا، وسار عليها ما سار على القرآن من حكم «الذكر» لأنهما وحى السماء محفوظان من الله كما جاء في القرآن، وما كان الأمر يستدعى هذا الحظر النبوى من كتابتها وتدوينها، بحديث متواتر وصحيح «لا تكتبوا عنى ومن كتب غير القرآن فليمحه، وحدثوا عنى ولا حرج ومن كذب عنى فليتبوأ مقعده من النار» فلو كان وحيا ما قال لا تكتبوا عنى، وهو أمر محسوم بلفظ «عنى» ويؤكد أن السنة منه وليست من عند الله، ولو كانت من عند الله لوضح للناس هذا الأمر.

 

أما عن الآيات التي يستشهد بها كل هؤلاء، فقد قال أناس من مكة إن محمدا يقول هذا الكلام «القرآن» من تلقاء نفسه وعلى هواه، فنزلت الآية «والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى» والمقصود بـ«إن هو إلا وحى يوحى» هو القرآن المنزل فقط ليس غير، أما الآية الأخرى التي يستشهدون بها أيضا «وأنزل عليك الكتاب والحكمة» فالكتاب هو القرآن، والحكمة هنا وإن كان بعض المفسرين فسروها على أنها «السنة» إلا أن التفسير الآخر وهو «المعرفة بالدين» هو الأقرب للمنطق والعقل، إذا ما رجعنا إلى الآية عن سيدنا عيسى «ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل» فالحكمة هنا ليست السنة طبعًا، بل أيضا هو العلم بالدين. ونعود إلى السنة وهى مرويات عن النبى، وما فيها من مخالفة للعقل وللعلم يجزم ببشريتها، منها من كان عن الرسول، ومنها من كان من عند أنفسهم، فمن قال إن طول سيدنا إبراهيم ثلاثون مترا، كما جاء في الصحيحين؟ هل هو وحى من السماء؟ وهل حديث الرسول الذي روته أم شريك «أمر بقتل الرزغ» البرص «وقال: كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام» هل يقبله عاقل؟ وهل حديث «الشؤم في ثلاثة المرأة والحمار والدار» ومخالفته لما جاء في القرآن «وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، ألا ساء ما يحكمون» وهو حديث ردته السيدة عائشة واستنكرته، فهل وصف المرأة على هذا النحو وحى منزل وحكم ثابت لا يتغير من عند الله؟. وحديث أبوهريرة عن النبى حين قال «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة» فكيف يكون الزنا مكتوبا على الإنسان ويحاسب عليه حدا، كما جاء في القرآن؟ ولما نهى الرسول عن زيارة القبور وعاد عنها لما وجدها ترقق القلوب وسمح بها، ولما حرم أكل لحوم الأضاحى فوق ثلاثة أيام ثم عاد وسمح بها حين رأى الناس تحبسها للمسافر ليأكل منها، هل كان وحيا إلهيا ثم نسخه الله؟ أم كان أمرا لقائد قرره على الناس وتراجع فيه للضرورة وللمصلحة؟ ولو كانت السنة وحيا وتنزيلا من عند الله لكان أول من حدثنا بهذا هو الرسول نفسه، وما حملت لنا الكثير من المرويات الغريبة التي لا نستطيع ذكرها الآن، وليس هؤلاء، وكان حقا للرسول كما أنه ليس حقا لهم.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.