كـتـاب ألموقع

• هنا كانت آيــــــة.....!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لطيف بولا

هنا كانت آيــــــة.....!

 

عندما يفتكُ جرادُ  الشيخوخةِ  المبكرة ِ بجنائن ِ الجمال ِ ...ويأتي الشاعرُ على حين ِغرة ِ  لينظرَ  الى عيونٍ نضب َ سحرُ ها , وخدود ٍ قد  ذبلت اورادُها  , ونضارة ٍ سرقَ الكِبر ُ حلاوتَها , وجـيـدٍ  اتى الدهرُ على مروجه ِ , وشعر ٍ بدد طولُ  العناءِ سوادَه,  وقِــوامٍ  اثقلت أنيارُ  الدهر ِ عاتقَه ..فماذا على الشاعر ِ ان يفعل َ إلا ان يقف َ متوجعا واصفا  ذلك الخراب..راثيا ذالك الشباب الذي خسرته زميلة ٌ له وكان يوما ما معينا متدفقا لشعره  اجل وهذا ما أتى به من أسفٍ اذ قال

 

 

 

لقــد أمـحلت فيـكِ جنـائـنُ الـدُرَرِ ِ             

 لم تـبق ِالشيـخوخـة ُ منها على اثـــــر ِ

أدبـرَ غـريـرُ ها  ظُـلما مـن الكِبـَر ِ              

وأيـام ُ الشباب ِ غـدت بلا  مـــــــــطـر ِ

صَـرحٌ من الجمال ِ بـهالة ِ القمــر ِ            

    يـسكـرُ أهـل َ الفـن ِ فـوق َ نشوة ِ الخمـر

هجرتها الطيورُ وكانت فيما مضى   

   تحوم ُ من حولها في الصباح ِ والعصرِ ِ

الا ليت الشبابَ من المهدِ الى اللحدِ

  ويـدوم ُ  الغـزل ُ حتـى ساعـة  الحَـشـــر ِ

فيا باقة َ الورد ِ تبعثرت في البحر ِ       

 وقدح َالذهب ِ تعرض َ لـلكـــــــســـــــر  ِ

لـم يـعد فيـك ِ مـا كان مـن كنـوز ٍ           

  ترهل َ جسمك ِ كالغزال ِ في الاســــــــر ِ

هنـا كانـت شفـاه ٌ نَـديـات ُ الزهـر ِ            

  ووجـــه ٌ ذو خــدود ٍ يـانـعـات ِ الثـمـــر ِ

هنـا كانت رمـوشُ  تـباشيـر السَحَر ِ      

  تظـــلُلُ عـيـونـا سـاحـرات ِ  الـنـظــــر ِ

هنـا كـان جبيـن ٌ  صقيـلا  كالمـرمـر  ِ        

  وانــسـام ٌ ريـــة ٌ  كنــسيــمـات ِ الفـجــرِ

هنـا كان اليمـام ُ في السجع ِ  والنثـر ِ      

   يصغي الى فمِها والمبسم ِ  والثــــــغــر ِ

لترقِص َ  قلوبا من صيوان ِ الحجـر ِ    

   لنـَـبرات ٍ لـها  ســــاحـــراتِ  الــوتـــر ِ

وهنـا كان قَـَـدٌ  ينثني عند  الخصـرِ     

   غـَــيـــداء ٌمـَـيـًـاســةً ٌ  وريـانـة ُ الصــدر ِ

هنـا  كانـت آيـة  ُ مَـلكات ُ السُــمـر ِ          

   تستـنهـض ُ  القــلوب َ  للـغـنـاء ِ والـشِعـــر ِ

قد غشاها الخريف ُ ومن دون ِ أن  تدري 

 أحرق َ الـَنضــارة َ من أوراق ٍ وجـــــذر ِ

وسلطان ُ  الجفاف  ِ عبرَ  الرأس ِ والظهر ِ 

 وليحرم العـــود على ربـيــع ِ  العـمـــرِ

أحال َ  الطراوة َ الى  يابس ِ النـهـر ِ       

   والنشاط َ الجـمـوح َ الى أســوأ  الأمـــــرِ

اذا أصـاب َ الشـيب ُ الصميـم َ بـالكـَـدَر ِ     

 هـيـهـات أن تـنـفـع أحابيـل المَـظهــــرِ

فمـا كـل ُ المسـاعي تـنتـهي بـالظَفَـَـر ِ       

  كل ُ فعل ٍ جــــمــيل ٍ مشــوب ٌ بالخــــطــر ِ

لا تبكي مجدا صار تحت أقدام ِ الدهر ِ

  لـــــن تـوقـــــظ  َ مـيتـا وخـزات ُ  الأبــر ِ

يا حمامة  َ الدوح  ِلا مفرٌ من  الصَقــَر ِ  

  اجتــاحــت الـشيـخـوخة ُ اجـتيـاح َ  التـتــر ِ

وهـذه  الأطـلالُ  كأشـلاء ٍ فـي  القبـر ِ       

 كــانـت لـها أياما خـالــدة ً فـي شعري