اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

أبو جوزيف تركتها سفينةً في العُـباب// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

أبو جوزيف تركتها سفينةً في العُـباب

لـطــيـف پــولا

 

https://youtu.be/d8Fa_LiWEis  الرابط

 

المقدمة

(في الليلة الظلماء يفتقد البدرُ) . ما أحوجنا اليوم الى أناس يجمعون شمل هذا الشعب الذي دمره التبعثر والتشتت والضياع والإنقسام والأنانية. اجل نحتاج الى مشاعل تنير دربنا في هذا الليل الطويل الذي أناخ على صدورنا عقودا ولا تزال الضباع والخفافيش تلعب وتمرح في ظلامه.. فللقادة دورٌ عظيمٌ في التاريخ وفي حياة الشعوب. وفي غياب القيادة المخلصة, الحكيمة المضحية من اجل الوطن والشعب يغدو حال الجماهير أردأ من حال قطيع بلا راعي أحاطت به الذئاب. ولهذا تركز قوى الشر على تصفية أصحاب المواهب القيادية والعقول النيرة والمناضلين الأشداء, وبكل الوسائل, لانهم المصابيح الوضاءة التي تقتدي بنورهم الجماهير, ومن دونهم تصبح فريسة سهلة للوحوش المفترسة. وفي هذا الخضم تذكرت في قصيدتي هذه القائد الخالد توما توماس (ابو جوزيف) الذي كرس حياته من اجل شعبه ووطنه وقاوم الدكتاتورية ببسالة إذ التفت من حوله الجماهير في كل المعارك ونال ثقتها بافكاره النيرة وحكمته وشجاعته. اجل تذكرته وناجيته بهذه القصيدة بعد ان ترك رحيله فراغا هائلا ادى الى ما لا يحمد عقباه من سلبيات المَّت بالجماهير التي كانت يوما ما ملتحمة ومتراصة تحت قيادته. اليكم القصيدة والفيديو:

تبسـَّمي لآمال ٍ قد أشرقت في رُباك ِ

              وتحنَّـتْ بالدماء ِ أنهارُك ِ وثراك ِ

مَن مثلك ِ يا بلادي قد فَـداها أبناؤُها

            ملايينُ استشهدت من أجلك ِ وفداك ِ

وأبطالٌ قد أوقدت دمائـَها مشاعلا

              وجعلت أجسادَها متاريسا لرُباك ِ

في الجبال ِ في السهول ِ في المدن ِ والبراري

       قد هـَمَّها صوتُ شعب ٍ تلبـَّد في سماك ِ

والقوش لها الفخرُ لها السَبْقُ في النضال ِ

        في الآداب ِ والعلوم ِ والسلام ِ والعِـراكِ

قد نبتَ في رحمـِها واستدرَّ من ضَرعـِها

           شـِبلُ الوغى والأمةِ وطني اشتراكي

توما توماس أيُّ صَقْر ِ لا يهفوَ لذكرِه ِ

             أو تراهُ من الحزن ِ وفـَقـْدِهِ له باك ِ

كان بحرا من الحب ِ وبركانا في البلاءِ

       ويـُبهرُ في المـَظهرِ والجوهرِ كالملاك ِ

كان نسرا في قلبه أمنياتٌ للسلام ِ

          كان سيفا وصليبا كان لـُـغزا للسفاك ِ

يا قائدا أفنى العمرَ مُحاربا للمُحال ِ

    ليجعلَ الشمسَ ترنو في الليالي من الشباك ِ

قـُل لقوم ٍ في حُصنكَ قد خذلوا أمجادَهم

       وتراهم في نـَزَق ٍ بين ضال ٍ بين شاك ِ

أمسوا اليوم َ كالقطيع ِ في البراري بلا راع ِ

    ومن نجا من الذئب ِ قد وقعَ في الأشراك ِ

مَن يجمعَ شملَ شعب ِ تنقصه قيادةٌ

            قد مَنّاُهُ في ذلِـِه أخو قردٍ أو يُحاكي

يا بلادي من سقاك ِ من العَرق ِ والنَجيع ِ

   لا يستجدي الودَ غدا ولا العيشَ من سواك ِ

عمالـُك في المدن ِ باتوا ضحايا المِحن ِ

          والحقولُ تستنجدُ بالفلاح ِ في قراك ِ

تنقصنا  إرادةٌ  ووحدةٌ  تُـنـقذنا

    من الضباع ِ والضياع ِ والنفاق ِ والشِكاك ِ

أبو جوزيف تركتها سفينةً في العـُباب ِ

        تستغيث, بين لص ٍ وساخر ٍ وضَحّاك ِ

تنعموا  بآلامِ  ضحايانا  أرذلُهم

     ومثلكم قد تفانوا لم يلبسوا سوى الخاكي

وسنمضي في النضال ِ نكربُ حقلَ الآمالِ

          وذكراكَ في قيظنا كالنرجس لنا ذاك ِ

اذا جـِعنا أو ظمئنا لترتوي براعم ٌ

    رغم الضنى والظـُلـُم ِ لن نشعرَ بالإنهاك ِ

أقلامُـنا كالفؤوس ِ على ضِعاف ِ النفوس ِ

         يُجـْرِعُها  مـِدادُها  أمرَّ  من  الهلاك ِ

وتصوغ للأبطالِ سـِفـْرَ النصر ِ للخلود ِ

     وتـُنْضَدُ على القلب ِ دونَ خيط ٍ وأسلاك ِ

ومَن خاضَ غـِمارَها يلوي أعناقَ الخُطوب ِ

         كفلاح ٍ لا يبالي  بالزؤان  والأشواك ِ

أيامُهُ  ملاحـم ٌ  إن رقـدَ يبقى حياً

      في العَلاء ِ’ والقـِمم ُ للنسور ِ والكراكي

وقدرُ المناضل ِ يفنى من دونِ مَتاع ِ

     للأباة ِ  والبـُناة ِ  لـُغـزٌ من  غيرِ  فِـكـاكِ

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.