اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عبق الصداقة لازال يفوح من رسائل حزينة (1)// لطيف پولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عبق الصداقة لازال يفوح من رسائل حزينة

الجزء الاول

لطيف پولا

 

المقدمة

معظم الناس يحنون الى الماضي وينعتونه بالزمن الجميل.. فما سر ذلك؟ هل اصبح حاضرنا مُرعباً قبيحً لا احد يحبه الا المستفيد من قباحته؟! . في الماضي ايضا كان يوجد انظمة دكتاتورية فاشية لها ازلامها تلاحق السياسيين والمثقفين, وكان يوجد فقر وبطالة, ولكن السر يكمن في انسان ذلك الوقت الذي لم يكن الفساد قد تغلل الى كيانه وعقله وجرده من ضميره واخلاقه. كانت توجد امراض واوبئة جسدية ولكنها لم تصل لتلوث العلاقات الاجتماعية والزمالة والصداقة والاعراف الاجتماعية. كان الفرد اذا تعرض الى أزمة او ظرف صعب يستعين بالاهل والاقارب والاصدقاء ليخففوا عنه احزانه او يقدموا له العون والمساعدة. كانت لازالت روح التضحية تدفع التاس الى التعاون وكانت ثمة امال كبيرة ينتظرها الناس من تعاونهم سياسيا واجتماعيا. ولم يكن في الساحة انذاك الا المناضلون المضحون الذين لهم استعداد لمجابهة ازلام النظام وتحمل كل المصاعب من اجل قضية الشعب والوطن.. اجل كانت للناس احلام مشتركة.. انتهت تلك المرحلة واستفقنا من ذلك الحلم الجميل ولم يتحقق منها شيء, بل على العكس كل شيء قد تغير بدات السماء تمطر احزابا وكل من ينتمي اليها يشارك بالفريسة الذي هو الوطن, وله حصته من الكعكة.. تحاصصوا وتخاصموا ليجعلوا من مجتمعنا شعوبا وقبائلا. وليصبح الصديق عدواً والجار يقتل جاره والاخ يأكل لم اخيه. اجل كانت احلاماً جعلوها كوابيسا كي لا نحلم ثانية ورحنا نبكي على الماضي الذي نسميه الزمن الجميل كرها للحاضر وخشية من المستقبل. وعليه رحنا نقلب في ذكرياتنا ونتصفح اوراقنا لنشم عبق الاخوة والصداقة التي اصابها فايروس الدجل ولصبح صداقة مصلحة مزيفة كالزمن الزائف. وهذه بعض من تلك الذكريات الجميلة  في رسائل لأصدقائي..

وانا اتصفح بعض اوراقي القديمة ايقظت احازني الغافية رسائلُ أصدقاءٍ كنتُ يجمعنا واياهم حب الادب والثقافة والفنون والروح الوطنية والمشاعر الانسانية. رحلوا من غير وداع... وليتهم اخذوا معهم ذكرياتهم الجميلة كي لا تؤجج النار في جروحي كلما مثلت لعيني. أشعر وكان النار تسري في عروقي لتحرق ما تبقى من قلب محترق وانا اتصفح رسائلهم. واحتراما لأولئك الاصدقاء الأخيار واحياءا لذكرياتهم قررت أن أنشر بعض رسائلهم  مع الرد الذي كتبته لهم في حينها.

الرسالة الاولى :

1ـ تحية وشكر من الصديق المرحوم والصحفي المشهور جميل روفائيل:

         أخـي العـزيز الفاضل لطيـف ﭙـولا المحتـرم

    إن عبـاراتك أروع مـن أن توصـف وكلماتـك تبعـث الأمـل على رغـم مـا يواجهـنا مـن مسـببات الشـجون وحقـول الأشـواك.. لأنـها البلسـم الـذي يضـمد كـل الجراحـات..

قليلـون هـم مـن يملكـون مثلكـم كـل الروائع والمواهب وتبدعـون بـها جميعـا، إضـافة إلـى مـا تتحلـون بـه مـن أفكـار أصـيلة وآراء جليلـة ومواقـف راسـخة لـم تسـتطع عـواتي الزمـن زعـزعتـها، وهـي تعطـي ثمارهـا اليانعـة المفيـدة دائمـا.

    أخـي الكريـم لطيـف.. بـورك أملكـم بـأن نحتفـل في الأعيـاد القادمـة سـوية في مهرجـانات ربيـع نيـنوى الخالـدة وإنهـاء معانـاة المهـجر والغربـة.. إنـها أمنيـة البقـاء وإعـادة الشـمل إلى روعـته وبهـائه والحفـاظ على إرث الآبـاء والأجـداد والصـمود والشـموخ والعيش الرغيـد تحـت سـماء سـهل نيـنوى وهـوائها العليـل وخيراتـها التي لا تنضـب وعطاءاتـها التـي لا تـتوقف.

      وكـل عيـد أخي لطيف أنتـم وشـعبنا الكريـم بألـف ألـف خيـر ارجو ان اسمع منك شيئا عن هذا العيد.

                                     أخـوكم جميـل روفائيــل

 

        الجواب.. من لطيف ﭙـولا

 

        الى الاستاذ جميل روفائيل :

            أجل يا صديقي جميل روفائيل انها القيامة....                               

       انها القيامة من بين انياب آكلي لحوم البشر

 انها اليقظة في دهاليز الظلام

 انه حب الحياة المشرأب في وطني

 في صحارى الامل.

 انها الحرية المقيدة بسلاسل الإرهاب ،

 انه التوق للسلام المخضب بدماء زكية ،

 انها احلام الربيع لشعب اُحرقَـت حقوله

ونُحِـرت عصافيره

ونـُتفت ازهاره

وقـُتلت ابتسامة اطفاله .

        ولكن... ومن اجل ان لا نـفنى !

لابد ان نحتفل بالميلاد

ونزرع الامل ..في الخريف !

سيأتي الربيع

ويعود تموز ...

والأمل  ..

من فوق صليب الآلام

ليصنع القيامة...

ورغم كل هذا الدمار .... .

ولابد ايضا ان ابعث لك وللاخوة في المهجر التهاني القلبية المنفلتة من شدق هذا الخضم الهائج..

كما نحتفل كل يوم في سهل نينوى ،

تاكيدا على اصالتنا وحبنا للحياة والمستقبل

اننا نرسم المستقبل على شفرات الحراب

وبين انياب الوحوش 

        التي تفتك بنا

ستة وعشرون قرنا

ونحن نصلي ..

ليـغـفـر لــــها !!!!!!

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.