كـتـاب ألموقع

أغنية: ܛܝܼܡܳܐ ܕܦܰܪܬܘܘܴܐ طيما دپَرتوّى ـ ثمن الپرتوّى// لطيف ﭘـولا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

لطيف ﭘـولا

 عرض صفحة الكاتب

أغنية: ܛܝܼܡܳܐܕܦܰܪܬܘܘܴܐطيما دپَرتوّى ـ ثمن الپرتوّى

لطيف ﭘـولا

 

The price of Parowe      

 

المقدمة

لشعبنا العريق تراث عريق ومتنوع .ومن هذه الجوانب العريقة والمهمة لهذا التراث هو تنوع الاكلات التي كانت ولا زالت تصنعها امهاتنا الفاضلات وحفيداتهن ومعظمها تُطبخ او تُخبز على نار التنور والاثافي وقودها الحطب بكل اشكاله. ومن الجدير بالذكر ان لكل مناسبة كانت لها اكلة خاصة تتفنن بها امهاتنا. وبمناسبة صوم الباعوث الذي صادف  الاثنين 11 شباط 2019  بعثت لي امراة القوشية اكلة خاصة بالباعوث وهي اقراص الپرتوى.. ومن وحي هذه الاقراص الطيبة نسجت قصيدة ولحنتها وغنيتها. وكتبت مقالة تتضمن مختصر هذه الاكلات او الأقراص التي تخبز بالتنور ولم اتتطرق الى الاكلات التي كانت تطبخ لأنها تحتاج الى مقالة اخرى.

 

ܦܰܪܬܘܘܴܐ  پرتوّى :

الپَرتوّى هي واحدة من عدة انواع لاقراص الخبز التي عودتنا امهاتنا ان يخبزنها ولكل مناسبة نوعا خاصاً ,لكل نوع نكهته وخصوصيته .اتذكر على سبيل المثال بعض الانواع من هذه الاقراص التي كانت امهاتنا كل يوم تقريبا يعجنَّ ويسجرنَّ التنور بالحطب صيفا وشتاءا لا ينال منهن لا الحر ولا  البرد ,رغم مسؤولياتهن الكثيرة من تربية الاطفال ونقل الماء من العيون والابار على اكتافهن بالاضافة الى اعمال الحقل والبيدر. كنا ننام وأمهاتنا يهيئن اعمالهن ليوم غد , وحينما ننهض صباحا نجد امهاتنا قد سبقننا في النهوض ,مشغولات في العجن او يهيئن الحطب  وتقطيع العجين على الخوان الحجري او  المنحوت من المرمر بجانب التنور. ومن اقراص الخبز التي كانت امي وبقية الامهات الفاضلات يخبزن وباستمرار:

1ـ جلا دگرگور, جلة البرغل, (من الجدير بالذكر ان كلمة جلة في بعض المحافظات الوسطى والجنوبية  تعني ما يجمع من روث الحيوانات يُجعل على شكل اقراص ليصبح وقودا وحطبا بعد تجفيفه). في الحقيقة هي نفس العملية التي تقوم امهاتنا به في سهل نينوى ,وفي مناطق اخرى ,ولكن الجلة هنا, اي القرصة, تكون من العجين. اما جلة الروث فتسمى في سهل نينوى وربما في جميع محافظة نينوى تسمى: ܦܛܘܚܐ پَطوخا او باطوخ وتعني  المفلطح. لذلك جلا دگرگور تعني القرصة الدائرية المصنوعة من البرغل ويخلط معها البصل وتخبز بالتنور وهي اكلة طيبة. اتذكر في طفولتي كانت اُمي تخبز جلا د گرگور بالتنور قبل الظهيرة  بعثتني الى المرحوم خالي, كان له محل في سوق القوش, ذهبتُ الى المرحوم خالي رحيم وقلت له: خالي تريدك اُمي!. جاء خالي على الفور, لما دخلنا فناء الدار صاح اين انت اختي؟! ما الامر؟! : اجابته والدتي: مَلو! (وكان هذا اسم الدلع لخالي) تعالى الى هنا عند التنور ( كان لنا غرفة خاصة للتنور في بيتنا لها كاوة كبيرة في سقفها يخرج من خلالها دخان التنور!. وكانت اُمي عند مجيء خالي لازالت تخبز. جاء خالي ووقف عند والدتي وقد كدست الأقراص (جلا د گرگور) . قال: ما هذا خاثي زَردى (زردى اسم الدلع لوالدتي) جلا دگرگور؟! . ظل المرحوم خالي واقفا يتناول قرصة بعد قرصة واخيرا قال: كفى زردى اكلت سبعة اقراص!! يجب ان أعود الى المحل سوف لن اذهب الى البيت لتناول الغداء!.

2ـ جلا دسيسقى. سيسقى هي قطع صغيرة من ليَّة الخروف او النعجة توضع مع العجين لتصبح على شكل اقراص وتخبز بالتنور

 3ـ أقراص المُطبَّق, يوضع مع العجين دهن حُر ثم يقطع منه قطعا تجعل على شكل اقراص دائرية وتخبز في التنور

4ـ تخراثا دگرسا, أقراص من الجريش تصنع من الجريش ويمسح سطح القرصة بالكركم ليصبح اصفرا وعادة ما تصنع مثل هذه الاقراص في عيد السعانين.

5 ـ كليچة العيد: وهي على عدة انواع منها كليچة محشوة بالتمر , المحشوة بالجوز والمحشوة بجوز الهند.

  پَرتوى: التي نحن بصددها الآن, والتي من وحيها كتبت قصيدتي هذه ولحنتها وغنيتها لأمرأة القوشية كريمة بعثت لي عدة اقراص منها, كتبتها رداً على جميلها وسجلت الأغنية تسجيلا متواضعا في البيت وبعثتها لها على الفور بيد زوجها الذي جلب لي اقراص الپَرتوّى. ربما هي اطيب انواع الخبز والمخبوز بالتنور. تتكون من عجين يوضع معه دبس وراشي مع البصل, بالاضافة الى المطيبات الاخرى. بعض النساء مثل اُم وسيم تتفنن في صنعها. ثمة أناس مغرمون بالپرتوى. من حكايات وذكريات پرتوى: كنتُ مرة في نادي بابل في بغداد في نهاية شهر تموز 1997م نتهيأ لمهرجان النادي المذكور السنوي, كنتُ عند المسرح نتدرب مع الزملاء على اوبريت (حوبا بطلال درمشا ـ حب في الغروب ـ), ناداني  الزميل والصديق العزيز الاستاذ منصور بچوري (ابو ليهب) , كان من زملائنا في اللجنة الثقافية, وكان جاسا في حديقة النادي قد عاد لتوه من القوش. ناداني وهو يضحك: تعالى يا ابا رنين اترك كل شيء لقد جلبت لك هدية ثمينة من احدى النساء الالقوشيات ثمناً لأغانيك التي تسمعها كل يوم في القوش!. لما ذهبتُ اليه كان المرحوم جالسا مع اصدقاء على الطاولة في حديقة النادي. قلت له: اين هديتي ابو لهيب؟ .مدَّ يده الى كيس قد وضعه تحت الطاولة وفتح الكيس واذا برائحة ال پرتوى تفوح. مدَّ الاصدقاء اياديهم على الفور كالرماح الطوال ومن كل الجهات, هجوم مباغت, ولم يتركوا لي من تلك الفريسة إلا قطعة صغيرة!!.فقال المرحوم استاذ منصور بجوري لي: هذا حالك ابو رنين دائما انت اول المضحين واخر المستفيدين!!. وكان المرحوم اخي يوسف من المغرمين ايضاً بالپرتوى تذكرته وانا اتناولها اليوم!. وعملية صنع الپرتوى تخبز عادة في مناسبة صوم الباعوث ܒܥܘܬܐ بئوثا لذلك معظم نساء القوش يخبزن الپرتوى لأن صوم الباعوث والذي يستمر ثلاثة ايام بدأ يوم الاثنين المصادف (11/ شباط / 2019).

بالاضافة الى كل هذه الانواع التي ذكرتها أعلاه ثمة انواع اخرى مثل اقراص الخبز العادي وكذلك خبز الرقاق الذي تعودنا ان تناول فطورنا كل يوم مع ارغفته الرقيقة. كانت الامهات يخبزن منه كميات كبيرة ويخزن للأستعمال لكثر من اسبوع  نتناوال منه اياما عديدة وبمجرد رشه بالماء يعود الى ليونته, نسمي رغيفه (رَقِّ دلخما )وتعني أرغفة الخبز الرقاق. تحياتي وشكري الى أم وسيم ,ولكم اصدقائي الاعزاء . واليكم اغنيتي التي سجلتها وتمكنت من توليفها مع صور من ارشيفي. وهذا رابط الاغنية في اليوتيوب :

https://youtu.be/J9mPUaB5xwY

  

الاغنية من كلمات والحان وغناء وتوليف:  لطيف ﭘـولا

مع تحياتي

الاثنين 11 شباط 2019