عبد الرضا المادح

كهرمانة والاربعون نائب

2010 06 26

اصدرت المحكمة الاتحادية العليا قرارها ، باعتبار البند الرابع من المادة الثالثة من قانون تعديل قانون انتخاب مجلس النواب المرقم 26 لسنة 2009 غير دستوري ، وتجاوز صريح على مبدأ الديمقراطية ويسلب حق الناخب وجاء في القرار " أن عملية تحويل صوت الناخب بدون ارادته من المرشح الذي انتخبه الى مرشح من قائمة اخرى .... يشكل اعتداء على حقه بالتصويت والانتخاب وتجاوزا ً على حرية التعبير عن الرأي ... "

ورغم اعتراض الخيرين من النواب حينها على التعديل ، إلا أن المهيمنين منهم أصروا على أن يفصلـّوه على مقاساتهم واطماعهم الحزبية الطائفية والقومية ، ضاربين بعرض الحائط الدستور العراقي الموبوء بالمفخخات اصلا ً ، والذي قبل به الشعب العراقي على علاته لتمرير المرحلة الانتقالية ، ولكن جشع الحكام ليس له حدود ، فاصرّوا على الالتفاف مرة اخرى لتحقيق مآربهم والتمسك بكراسي النفوذ والامتيازات التي منحوها لانفسهم !؟

وليس هذا بغريب في بلد العجائب والغرائب ، و من العجائب أن بعض النواب الجدد الذين هيمنوا على الكراسي بالباطل ، هم من الذين يدّعون الايمان والنزاهة ويتباهون بعمائمهم امام الفضائيات !

وللاسف أن القضاء لم يكمـل ما بذمته ، رغم أنه قال كلمته الفصل ببطلان احقيتهم في الكراسي ، لانهم سرقوا اصوات الشعب في وضح النهار ، لكن جهابذة السياسة مصرّون على اخفاء رؤوسهم في الاربعين ( بستوكَة ) عسى أن تمرّ العاصفة وتسقط التهمة بالتقادم !؟

ولكن هيهات أن يسكت الشعب العراقي عن حقه ، وسوف تبقى كهرمانة تصبَّ الماء على رؤوسهم حتى يخرجوا مبللون بعار فعلتهم !