كـتـاب ألموقع

• الناهضون العالميون

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

يونس كوكي

الناهضون العالميون

 

مشيكان/ اذار 2012

(لا تكونوا بُهلية) قالها سيادته, اما الذي قال لنا يسقط يايسقط, يعيش يايعيش , يعيش, الزمن تموز  1958 , المكان مدينة الاله سين , ونحن لم نتجاوز الثانية عشر ربيعا من عمرنا. أنذاك الشبيبة الثورية كانوا يلقنوننا تللك الكلمات, لانعرف معناها اصلا, لم نكن نتقن العربية, ولماذا نمزق صور رموز العهد الملكي؟

وحسب فطرتنا نظرنا الي صورة الملك فيصل الثاني , فلم نمزقها وقلنا هذا بريئ وصغير وجميل الصورة.

مضت ايام وبعض الشبيبة الثورية ذات مساء وليل مقمر , وما احلى تللكم الاماسي في تللك البلدة الوديعة الصامدة بوجه الغزاة طيلة قرون , القوش الحبيبة النائمة على صدر جبل اجرد ملاذها في الشدائد عندما تعصف بها رياح صفراء. في ذلك المساء اختلطت اصواتنا الصادرة من حناجرنا الصغيرة مع صوت ذلك الشاب الذي يغني ويدور مع دواب (الدنك) ليدق البرغل والحبية مع امر الناهض القومي ليأمرنا ويقول رددوا معي واذا هي كلمات كفر رهيبة لاسابق لنا بها من قبل, كيف ونحن نرتعد خوفا ورهبة عند ارتيادنا الكنيسة , ونسأله لماذا؟

فيجيب بكل بساطة لاوجود لله والمسيح, ومريم العذراء, وان رجال الدين ليسوا سوى شياطين بدلالة لبسهم الاسود, ياللمصيبة؟؟ ولم يكن يتردد ومعه رفيقه ان يقذف بصلافة كلمات الكفر كلما مر رجل الدين الساكن في محلتنا العتيقة وهو ذاهب الي بيته. ويعيدها مرة كلما مرت راهبة نذرت بتوليتها للمسيح له كل المجد سالكة طريقها ليؤكدوا انهم قد امسكوا الحقيقة بأيديهم بادعائهم الاممية, وكما هو اليوم قومي نهضوي كلداني بطل النهضة والاستجداء الواضح في شخابيط على المواقع الاليكترونية حيث من يعتبرها من السذج تنظيرا والمحتمي بجدران الكنيسة الكلدانية وسندتها الكرام.

لكن كمال اتاتورك قال عند تاسيس جمهوريته التركية الحديثة (أن السياسي الذي يلجأ الي الدين لهو من الجبن).

واليوم وبعد ان تشتتنا في بقاع الارض ولا نحترم تضحيات الصامدين في الديار ولا ما فعل الزمن فعلته لاأكثر من خمس عقود مضت, نرى نهضويون قومييون بأسمال بالية وبايديهم غرابيل صفراء متهرئة واتجاههم صوب الشرق ليحجبوا شمس اشور ان تبزغ من جديد من خلف جبل القوش لتعانق من جديد مرقد الاله سين, هذه البلدة التي كانت دوما حاملة هم الوطن الكبير وهم الفومية والدين عبر القرون.

فلا الاقلام الهزيلة ولا الوجوه الكالحة بمقدورها ان ان تحيد الواعين من ابناء شعبنا الذين يرفعون راية ارض أشور والقضية القومية ذات الامتداد التاريخي, اعزفوا لحن الخلود لشعبنا الاشوري وارفعوا الغشاوة من اعينكم وقولوا واهتفوا لوحدة طوائفنا (الارامية, الموارنة, الدروز, الصابئة , الكلدان , السريان ) كلها (ايها الاشوريون اتحدوا).

والله والوطن واشعب من وراء القصد.