اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• إضاءة .. البطاقة الذكية والقرصنة الشرعية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حامد كعيد الجبوري

                إضاءة .. البطاقة الذكية والقرصنة الشرعية

 

     بديهي قولنا أن الدول المتحضرة تحترم نفسها وتحترم الإنسان وخياراته وتطلعاته وحرياته ، ويحدثنا أصدقائنا الكثر عن الممارسات الإنسانية التي تنتهجها هذه الدول لترفيه وخدمة مواطنيها ، وكنت أمني نفسي بجمهورية أفلاطونية حال تقويض النظام السابق وما عانى المواطن الأمرين منه ، سقط النظام ومرة سنة تتبعها أخرى وواقع البلاد من سئ لأسوأ ، فالطائفية التي كانت مغلفة أعيد تصنيعها بأيدي عراقية وليس أجنبية هذه المرة ، وما كنا ننتقده من فعل للنظام السابق مورس وبشكل أقبح وأوسع ، وأعيدت الصييغ العشائرية والمحسوبية والحزبية الضيقة لتطفو وتعلن بصورة أوضح وأدق من سابقتها آبان النظام الماضي ، وعادت السيارات المظللة التي كانت حكرا ضيقا لفئة محدودة جدا لتصبح أعم وأشمل مما رأيناه حقبة النظام المقبور ، وسمعت حديثا لأحد السياسيين يخجل من القول أن الناس بدأت تحن للنظام المقبور ، بل قالها أن الناس بدأت تحن للماضي القريب ، وهذا برائي شر البلية ، كل هذه المقدمة بسبب ما يسمى ب (البطاقة الذكية) ، كان المتقاعدون – وأنا منهم - يتقاضون رواتبهم كل شهريين من مصارف التقاعد القليلة إزاء الزخم الكبير للمتقاعدين ، ورضينا مرغمين على ذلك ، وكانت آلية التوزيع رغم عدم تحديثها ورغم التأخير الذي يمتد لساعات طوال تعتبر حينها شبه ناجحة ، يتقدم المتقاعد نحو الموظف المختص ويقدم هوية التقاعد مشفوعة بهوية أحوال مدنية مصورة ، إضافة لشهادة الجنسية العراقية وبطاقة للسكن والبطاقة التموينية وكلها مصورة ترمى لسلة المهملات حالما يستلم المتقاعد راتبه ، بدأت الشكاوى تصل لأذان أصحاب القرار من طرق شتى ومنهم الجمعية الإنسانية للمتقاعدين ، تصوروا جمعية إنسانية للمتقاعدين بدولة تحترم المتقاعدين ، إذن لا بد من إيجاد طريقة لتخليص هذه الشريحة المسنة والمتعبة وتقديم الخدمة لها بصورة إنسانية محترمة ، فما كان من هؤلاء أصحاب القرار إلا اعتماد صيغة ربحية متطورة لتخليص المساكين المتقاعدين من براثن الروتين القديم القاتل ، أحيل ذلك لشركة لربما يملكها هم أصحاب القرار إياه أو لأبنائهم المحافظون على جنسياتهم السابقة فأوجدوا طريقة مثلى لتوزيع الرواتب على المتقاعدين ، أجلب جنسيتك وهوية تقاعدك وبطاقة سكنك وبطاقتك التموينية مع صورة حديثة وعشرة آلاف دينار لاستخراج بطاقتك الذكية ، نفذنا دون رغبتنا إذ لا حيلة لنا غير ذلك وما حيلة المضطر إلا ركوبها ، وانتظرنا ساعة الصفر لتوزيع رواتبنا واستلمناها بكل شفافية وفسيفساء عراقية كما يقول سادتنا الساسة الجدد ، مع ملاحظة استقطاع مبلغ 4000 دينار من كل متقاعد بواقع 2000 لكل شهر ، سألنا لماذا هذا الاستقطاع  أجابنا الموظف المختص ( من وره خشمه) (عمي هاي حصة أصحاب الشركة للبطاقة الذكية) ، فشكرا لحكومتنا الوطنية الوطنية هذه الالتفاتة الذكية لتمكين أناس بعينهم من القرصنة الشرعية ، وشكرا لهم أذ طبقوا مبدأ المساواة بهذا الاستقطاع فراتب المتقاعد الذي قد يصل ل 200 الف دينار شهري مع راتب عضو البرلمان المتقاعد الذي لا نعرف عدد ملايينه التقاعدية ، للإضاءة  ..... فقط .  

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.