كـتـاب ألموقع

عائلة نازحه تسمي مولودها حنين// لطيف نعمان سياوش

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

عائلة نازحه تسمي مولودها حنين

لطيف نعمان سياوش

عنكاوا

 

يوم 7 آب كانت آخر زياره لي الى بغداد لحظور احد المهرجانات (القوميه، الفنيه) .. تجمع حولي عدد من الاصدقاء القدامى . طالبوني أن أرتجل كلمة في هذا المهرجان..

في البدء ترددت، ولكن لما سرحت قليلا بخيالي، أنتابني شعور قوي أن أبوح بما يجول في صدري..

وكانت الكلمات التاليه:-

اعزائي.. أيها المحتفلين جئتكم من أربيل أحمل معي وجع النازحات والنازحين..

أحمل معي حسراتهم لمنازلهم ، ومدارسهم ، ومدنهم ، وكنائسهم ، وجامعاتهم..

عندما طرد الدواعش من مناطقهم في سهل نينوى هبوا الى بيوتهم مسرعين..

يصوّروها وهم يذرفون الدموع بغزارة لما آل اليها من خراب ودمار شامل طال كل شيء..

هذا حرق منزله بالكامل ..

ذاك تهشّم سقف مسكنه ..

وآخر جعلوا  منه  مخزن  للاسلحه والاعتده ..

ورابع لم يجد أثرا لداره ..

والكنيسه تم عسكرتها وجعلها ميدانا للرمي !!

والمدارس صارت معسكرات للتدريب !

وخامس ...

وعاشر ..

ومائه ..

والقائمه تطول وتطول ..

الكل صار يصوّر أطلال منزله وشوارع مدينته  بكاميرا جواله، ويعود الى اربيل، ودهوك، والسليمانيه ليعرض صور بقايا بيته لعائلته ومعارفه..

أحدهم قال :-

وصلت الى بيتي بلهفة المجانين وفوجئت بأن رائحة الدواعش الاوباش لازالت لم تبارح المكان.. وأقرأ لافتاتهم على حوائطنا، وغرف نومنا..

لقد طال شرورهم كل شيء ..

فلم يسلم ولو شبرا واحدا من دنسهم وشرورهم ..

وآخر يصفهم :-

حتى أسس البنايات والبيوت لم تسلم منهم.. فقد حفروا فيها انفاق هي أشبه ماتكون بأوكار الفئران والشياطين..

ولغّموا المحلات والطرق ، والحدائق ، والمدارس ..

أحبتي جئتكم من اربيل أحمل اليكم سلاما وتحايا أبناء شعبي الكلدو آشوري  السرياني، وانقل الى بغداد عتب النازحين لبطىء الحكومه في تفعيل الخدمات  في مناطقهم المحررة.. فالناس توّاقه للعوده الى منازلها، وتسعى للعمل جاهدة لتعويض ماتم تدميره وحرقه من قبل الاشرار بعد ثلاث سنوات عجاف، أمضوها في الخيام والكرفانات في حر الصيف اللاهب وبرد الشتاء القارس، في ظروف غاية في المرارة والقسوة والوجع..

كم من مريض لقى حتفه بعيدا عن مدينته ..

كم متشبث بالارض أضطر أن يهاجر الوطن مجبرا وقدم حياته وحياة  اولاده فريسة سهلة للشواطىء والبحار!!

كم من ثري صار حافي القدمين ..

كم من مثقف وفنان ضاع في آتون التشرد ..

كم من أستاذ وطبيب  وعالم ذاق الامرين ..

اعزائي الحظور.. لعل أروع صوره صادفتها بين النازحين أن أحدى العوائل أنجبت طفلة جميلة، وفي يوم عماذها أمتزجت دموع الفرح والحزن وهم أختاروا لها اسم (حنين)، وبداخلهم شوق ولهفة وحنين لمدينتهم وبيتهم وذكرياتهم..