اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• ثقافة الاستبداد والاستبعاد والاستيراد في ارض السواد

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حميد الحريزي

ثقافة  الاستبداد والاستبعاد والاستيراد في ارض السواد

 

 لا نريد أن  نكون من جلادي الذات ولاممن يتبنى  نظرية السلوك الإنساني التي ترى أن السلوك تحدده الجينات  وليس البيئة الاجتماعية إلي يترعرع فيها الإنسان منذ ولادته، ولسنا ممن يروج لحكم الفرد المخلص، ولكن الذي جرى ويجري في عراقنا الحبيب يبدو ليس غريبا ولا عجيب، فمنذ عهد السومريين والبابليين والأشوريين يروي التاريخ  الكثير الكثير عن الحروب والنزاعات بين  الملوك والأمراء وقد كان غالبا  ما يطلب كل منهم عون ومساعدة  الأجنبي لقهر أخيه وابن وطنه أو يفتح له الأبواب ويجند له الحراب ليتخلص من  الحاكم الجائر فدخل ارض العراق الرومان والفرس والمغول  والأتراك بالتعاون أو التهاون  من  بعض أبناء العراق لسبب أو آخر، من الملاحظ أيضا أن  من حكم واستعبد وانتقم وكفر بالنعم حاكم مستورد،  مرة أموي  ومرة عباسي أو علوي أو ... وليس بعيدا علينا قصة ولادة أول دولة عراقية بهندسة  بريطانية في أعقاب إمبراطورية تركية مستبدة وبعد أن طال نزاع  رموز ومتنفذي أبناء العراق ولم يتفقوا أن يختاروا ملكا  لتاج العراق  تم استيراد ملكا يحكهم  برضي وتدبير المحتل الانكليزي عام  وباستشارة المس بيل1921،  المبكي والمحزن حقا  انه عندما انتفض ابن العراق  لكرامة  شعبه وسيادة وطنه  وتخليص خيراته من براثن  الاستعمار وقوى الاحتكار في الرابع عشر من تموز1958 وبرز على  راس السلطة زعيما وطنيا  لم يجود التاريخ بمثل  محبته لأبناء شعبه وعدله ونزاهته وشجاعته وانحيازه لفقراء وكادحي العراق((الزعيم عبد الكريم قاسم))، ما كان  من بعض أبناء العراق إلا إن يتآمروا مع قوى خارجية عربية وغير عربية مع  قوى الاحتكار والاستعمار فقتلوه ومثلوا به  وعملوا حتى على إخفاء قبره في  ما أسموه بعروس الثورات في  8 شباط 1963وبذلك فأنهم قد قتلوا محاولة  رائعة لبروز  رمز وطني حقيقي في ارض السواد وأبدلوه  بأسماء وعناوين لا تمتلك  غير حروف أسماءها العربية والعراقية وكأننا نحاكي أجدادنا  زمن عبادة الأصنام حيث إنهم يلتهمون إلههم المصنوع من التمر اللذين يعبدونه  متى ما شعروا بالجوع  وكان هناك علاقة ترابط  بين الإله المعبود وبين العبد فالإله  كان مغريا ومحرضا للأكل لأنه من  التمر  والعبد   مجبولا على    عادة تغيير وتبديل  ألهته بعد   أن يضجر منها لأنها  إما أن تكون بحلاوة وطراوة التمر فتأكل  وإما  مصنوعة  من حجر فاقد  المرونة فيكسر ،  اعد المسرح السياسي في العراق من قبل أيدي خارجية متخادمة مع أيدي عراقية داخليه  ليعتليه مسخ أريد له أن يكون  رمزا لا يمتلك سوى روح التدمير والخراب وسحق كرامة  الإنسان العراقي فكان الطاغية والرمز المسخ ابن أبيه  اللا مجيد  الذي فاق بربرية الأتراك والمغول والفرس والرومان في إذلال أهل العراق والعبث في مصيرهم ومصادرة حرياتهم، وبفرضهم حصارا   قاهرا على أبناء الشعب، و عدم  التزامهم بقرار المم المتحدة ((688))، عمل   البعض بقصد أو غير قصد على  واد ثورة الشعب عبر انتفاضته المجيدة في  آذار  1991 من خلال  تحييرها الى احد  دول الجوار واصطباغها بصبغة طائفية ضيقه ،  مما أغلق باب الخلاص من  ظلمه  وجبروته إلا  بالتعاون مع الأجنبي  ليأتي معارضيه على دبابات المحتل الأمريكي  وحلفائه في 9-4- ، وبعد خلافات وانقسامات بين  أقطاب ((المعارضه)) العراقية حول من يحكم العراق بعد ((التحرير)) أتى العقل الأكبر برايمر لهندسة  السلطة السياسية في عراق ما بعد انهيار الديكتاتورية وفق أجندته العرقية والطائفية وما حدث ولازال يحدث ليس بحاجة للشرح، وها نحن الآن بعد أن خرج أكثر من (12) مليون عراقي للتصويت وانتخاب  سلطة تشريعية وتنفيذية في 7 آذار 2010 وبعد  شعور بالعجز  والأنانية والعراك حول  المغانم وبدافع القفز للمناصب ونيل المراتب انتشر زعماء عراق اليوم –الفائزين بأكبر عدد من مقاعد البرلمان-  انتشروا في بلدان الجوار وغير الجوار من عرب وغير عرب ليعودوا للبلاد وقد  جلب كل منهم صك الرضا لنفسه وحزبه والكارت الأحمر ضد منافسه لكي يعرض على العقل الأكبر الأمريكي  ليختار  أشخاص الرئاسات الثلاثة الجمهورية والبرلمان والوزراء، وبالتالي  كأننا نعيد تاريخا  توهمنا بأننا قد تجاوزناه وان  العراقيين   بلغوا سن الرشد وسكنة ديارهم الحكمة بعد  ذاقوا كل الويلات عبر تاريخهم الطويل بسبب الفرقة   والاعتماد على قوى خارجية في شؤون إدارة وحكم بلدهم، فما سر هذا البلد الذي لم يزل عاجزا  عن ولادة  رمزا وطنيا يجمع عليه الشعب العراقي لا بالماضي ولا بالحاضر وربما في المستقبل ، فليس لنا غاندي الهند ولا كاسترو كوبا ولاهوشي منه الفيتنام ولا مانديلا أفريقيا ولا لينين روسيا ولا مختار ليبيا  ولا...ولا..ولا مما يبدو إننا قد ابتلينا بجين الاستبعاد والاستبداد والاستيراد ابتداء من  الطماطة و الخيار وانتهاء  بالرؤساء والامراء؟؟؟؟

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.