اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قول على قول((المُهلهِل السياسي))

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
حميد الحريزي

قول على قول((المُهلهِل السياسي))

 واقع الحال بين ((النعال)) و(النقال))!!!

 كنتيجة موضوعية ان تعشعش في رؤوس مسئولي الحكومات للدول الريعية ثقافة
مالكي  ثروات وأموال  شعوبهم    وهو من حقهم الخالص هم وحدهم يملكون حق
منحه وإهدائه او منعه وسلبه ممن يشاءون، حيث ترسخت في كهوف لاوعيهم ان
المواطن في مثل دولهم إنما هو مستخدم ومستوظف عند الحكومة\ الدولة وليس
العكس كما هو الحال في الدول ألمنتجه التي تعتمد مؤسساتها على ما تجود به
جيوب وأيدي دافعي الضرائب وليس ما تجود به الأرض من الذهب الأخضر او
الأصفر او الأسود.
ففي السبعينات من القرن الماضي كان الديكتاتور العراقي   يوزع خيرات
البلد وموارده من النفط على  من يشاء كعطاء  وهبة ومكرمة حتى فاضت
مكرماته على القاصي قبل الداني.. فقد بلغ به الوهم انه المالك المانح
الواهب  إما المواطن فهو المستجدي المتسول... اخذ يذكر أبناء العراق
((الحفاة)) انه قد  مكنهم من  لبس ((النعال))... ومن الطريف طبعا انه كان
من ضمن هؤلاء الحفاة اللذين من عليهم  ب((النعال))الممنوح من رأس القائد
المخلص الذي يبذخ بأموال الشعب المحروم اخذ ينعم بالذهب والألماس والقصور
الفارهة واليخوت الباريسية والجواري بعد ان امسك بصولجان السلطة  باسمهم
متناسيا   كونه كان حافيا كحالهم. ولاشك ان هذا الأمر كان محل تندر وتكدر
أبناء العراق انذاك ومن ضمنهم ((ثوار)) الأمس من معارضي السلطة سابقا
وقد اعتلوا  الكراسي الدولار ية الدوارة الآن... يبدو ان قصور الدكتاتور
مسكونة بجن النسيان فما ان سكن((الثوار)) قصوره حتى أصيبوا بنسيان كل ما
كان وانشغلوا بتوزيع الرواتب والمراتب  للإخوان والأقارب والأعوان...
 اخذ البعض الآن يذكر  العراقي حين يشكو حاله  وما يعانيه من ضنك العيش
والبطالة وفقدان الخدمات يذكره  بمنة جهاز((الموبايل )) النقال...
فقد آثار انتباهي احدهم بما يسمى ب((المحلل السياسي)) من اللذين راج
سوقهم في هذه الأيام بسبب اعتلال صحة العملية السياسية  الموضوعة في صالة
الإنعاش، بعض  هؤلاء اللذين لا يليق بهم سوى اسم ((المهلهل السياسي)) في
مقابلة له في احد  القنوات الفضائية... حيث قال ما مضمونه ان شعبنا الآن
يعيش في بحبوحة من العيش رغم ان الكثير من وسائل الإعلام ((المضادة
((للمسيرة الديمقراطية)) تدعي غير ذلك وتبالغ في عرض صور آلام ومعاناة
المواطن العراقي ........
وبدا غير مقتنعا برد الإعلامي المحاور بان سبب انتشار الموبايل يعود الى
فقدان الأمن والأمان وتردي خدمات  الهاتف الأرضي ان وجد وكون الفضائيات
تعرض حالات على الهواء مباشرة وعلى الأرض حيث الفاقة والبؤس والحرمان
وفقدان الأمن والأمان... ونضيف الى ذلك  شيوع ظاهرة الاستهلاك في عصر
العولمة  في عصرنا الحاضر عصر العولمة الرأسمالية المتوحشة والقدرة
الهائلة لوسائل إعلامها  بالتخادم مع خدامها ومريديها ووكلائها في تصنيع
المستهلك ونهب ثروات الشعوب عن طريق ترويج وتتويج مثل هذه السلع والشركات
في سوق مفتوح لكل السلع والبدع ......
لا يسعنا الا  ان  نضع الأرقام التالية أمام أنظار السيد  ((المهلهل
السياسي )) وطبعا ليس من حق لأحد في منعه من ((الهلهوله )) والدفاع عن
الفاعلين في العملية السياسية.... خصوصا وان هذه العملية عليلة وتعاني من
الاحتقان وأزمة  تنفسية مزمنة بسبب الترهل والمحاصصة وإصابتها بالتخمة
وليست بفقر الدم وسوء التغذية  كحال من تولت أمرهم  ،ولا يسعنا الا ان
نضع أمامه  ومن أمثاله  ورثة ((هلهل... وهلهوله للحزب القائد))....
وهلهوله  لكل سارق وهلهوله لكل فاسد  فعسى الأرقام التالية ترفع  من
((تون)) هلاهله ((هلهل )):-
))  انخفضت حصة الفرد العراقي من ذروتها في سنة 1980 والبالغة 16،404
دولار بالأسعار الحقيقية  لتصل الى 3،054 دولار في سنة2008 .
ان 23% من الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر أي ان الفرد الواحد من هذه
الشريحة يعيش على اقل من دولار واحد في اليوم))*
ويمكن مقارنة الأرقام أعلاه مع رواتب  ومخصصات  الرؤساء والوزراء والسادة
 النواب والدرجات الخاصة والعليا في الحكومة  ليرى البون الشاسع بين  دخل
المواطن العادي ان له دخل وراتب المسئول؟؟؟
هل يعلم ((المهلهل)):-
ان أطفالنا يدرسون في بيوت من طين وقصب في الديوانية و الناصرية ..و..؟؟؟
هل يعلم المهلهل  ان قسما  من أبناء العراق يسكنون القبور و((بيوت)) من صفيح؟؟
هل يعلم المهلهل ان لدينا أكثر من نصف مليون أرمله؟؟
هل يعلم كم عدد الأرامل واليتامى والمفقودين والمهجرين..؟؟؟
هل يعلم عدد البيوت والدوائر المحروقة وكمية الأموال المسروقة؟؟؟
هل يعلم كم ساعة  ينعم المواطن العراقي بالكهرباء؟؟؟
هل يعلم كم معمل توقف وعلا مكائنه الصدأ؟؟؟
هل يعلم اننا نستورد الماء والخيار..والسيارة والمكنسة  والطيارة؟؟؟
 وهل يعلم... وهل يعلم ..؟؟؟؟  بالتأكيد يعلم ولكنه  أدمن على الهلهوله
وكذبِ ألمقوله!!!
فمن يعيش في نعيم ((الديمقراطية))وبحبوحة ((الديكتاتورية)) سوى المسئول والهلهول؟؟؟
وقد تغابى ((المهلهل)) ان العديد من الرموز الحكومية والفاعلة في العملية
السياسية قد  اعترف بسوء حال المواطن العراقي وتردي مريع في الخدمات
العامة ،ليكون  ملكيا أكثر من الملك  ،فأكثر من مسئول حكومي وسياسي صرح
ولمح  عن سوء حال المواطن العراقي مؤشرا الخلل والقصور الفاضح في الطبقة
السياسية الحاكمة وفق مبدأ المحاصصة التي تحمل ضمن بنيتها  أمراض الفساد
والكساد وعدم الاستقرار وكل يغني على ليلاه رغم كونه يعلم ان ((ليلى في
العراق مريضة)).....
وهكذا  يريد لنا ((المهلهلين)) ان نبقى على هذا الحال  بين منة
((النعال)) ومنة ((النقال)) فشكرا للمهلهل السياسي ..   واللهم احرس
أصحاب الكراسي .. وأعذهم من ((الخناس الوسواس الذي يوسوس في صدور
الناس))، ومن كل إعلامي ((وقحِ)) قاسِ؟؟!!!.

*من كتاب((الاقتصاد العراقي 2010 -  الحاضر وخيارات المستقبل)) للدكتور
محمد علي زيني ط4 2010  - دار الملاك للفنون والآداب والنشر

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.