اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من أجمل ما قرأت (قَصَصٌ من الواقع- الثانية)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

من أجمل ما قرأت (قَصَصٌ من الواقع- الثانية)

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

الذكاء العاطفي لِمًطلَّقَةٍ

إثر غضب شديد، قال لها بعد ربع قرن من الزواج: إذهبي إلى بيت أهلك، فأنت من الآن طالق.

قالت: لن أذهب إلى بيت أهلي. ولن أخرج من هذا البيت إلا رغما عني.

فقال لها: لقد طلقتك، ولا حاجة لي بك. أخرجي من بيتي.

قالت: لن أخرج، ولا يجوز لك إخراجي من البيت، حتى أتِمَّ عدتي، وعليك النفقة.

فأجاب غاضبا: هذه جرأة ووقاحة وقلة حياء.

قالت: لست أكثر تأديبا من قول الله سبحانه. {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.

 

نفض عباءته بشدة. وأدبر غاضبا، وهو يقول في تذمر: والله بلشة. أما هي، فقد ابتسمت وكأن شيئا لم يحدث. وجمعت أمرها. فكانت تتعمد في كل يوم، تنظيف البيت وترتيبه. وتأخذ زينتها وتتعطر بما يحب ويشتهي من الطيب. وتجلس في البيت، في طريق خروجه ودخوله. لم يقاوم لأكثر من خمسة أيام. وعاد إليها راغبا.

وفي ذات يوم، تأخرت في إعداد الفطور. فقال لها معنفا: هذا تقصير منك في حقي عليك. وهو ليس من سلوك المرأة المؤمنة.

قالت له: إحمل أخاك المؤمن على سبعين محمل من الخير. وحسن الظن من أفضل السجايا. ومن حسُن ظنُه بالناس حاز منهم المحبة.

لم يلتفت الرجل إلى كلام زوجته. وخرج غاضبا من بيته. ولم يكلمها، حتى بعد عودته إلى البيت. وفي الليل هجر فراشها. ونام أسفل السرير. واستمر على هذا الحال، لعشر ليال بأيامها. وكانت في النهار، تهيئ له طعامه وشرابه. وتقوم على عادتها بجميع شؤونه. وفي الليل تخلع لباس الحياء، فتتزين وتتعطر وتنام في فراشها، إلا أنها لا تكلمه عن قصد وتدبير. وفي الليلة الحادية عشر، نام في أول الأمر كعادته أسفل السرير، ثم صعد إلى سريره.

فضحكت وقالت له: لماذا جئت؟  فقال لها: لقد انقلبت.

فقالت: ينقلب الناس عادة من الأعلى إلى الأسفل، وليس من الأسفل إلى الأعلى.

فقال وهو يبتسم: المغناطيس فوق السرير، أقوى من جاذبية الأرض.

ثم تابع في بهجة وسرور:  لو أن كل النساء مثلك يا إمرأة، لما طلق رجل زوجته. ولَحُلَّت جميع المشاكل في البيوت. وصدق رسول الله إذ قال. من صبرت على سوء خلق زوجها، أعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم. لقد كنت لي نعم المعين على طاعة الله عزّوجلّ ، فجزاك الله عني خير الجزاء، ولا فرّق الله بيننا.  الذكاء العاطفي الحليم يا إمرأة، ينتصر دائما على الغضب.

 

الاردن – 15/8/2017

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.