اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من أجمل ما قرأت (النص الرابع بتصرف)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

من أجمل ما قرأت (النص الرابع بتصرف)

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

... وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا

كان في إحدى المستشفيات، مريضان هرمان، في غرفة واحدة. كلاهما يشكو مرضا عضالا. كان مسموحا لأحدهما بالجلوس في سريره، بمحاذاة النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر، فكان عليه أن يبقى مستلقيا على ظهره، طوال الوقت، بعيدا عن النافذة.

 

كان المريض الأول، عصر كل يوم، يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب. وينظر عبر النافذة. ويصف لصاحبه المريض العالم الخارجي. وكان الآخر، ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول. فروحه تحلق. وطاقته تزداد. عندما يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج.

 

في الحديقة بحيرة جميلة، والأولاد قد صنعوا زوارق مختلفة. يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجر المراكب الصغيرة للناس، ليبحروا بواسطتها. والأزواج يتهامسون حول البحيرة. وهناك من يجلس في ظلال الأشجار، وبجانب الزهور ذات الألوان المشرقة. ومنظر السماء البديع يسر الناظرين. وكان الآخر يغمض عينيه، متصوراَ تلك المشاهد.

 

ومرت الأيام، وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام، وجدت الممرضة المريض الذي بجانب النافذة قد توفي. ولم يعلم الآخر بوفاته، إلا عندما سمع الممرضة تطلب المساعدة. فحزن على صاحبه حزنا شديدا.

 

وعندما وجد الفرصة المناسبة، طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة. فنفذت طلبه. وحينما تحامل على نفسه، ليرى ما وراء النافذة، كانت المفاجأة!!!

 

لم ير أمامه إلا جداراً أصما، من جدران المستشفى. نادى الممرضة. وحكى لها ما كان من أمر ذلك الرجل المتوفي، بعدما تأكد من أن النافذة هي ذاتها.

 

فازداد تعجبها وهي تقول: ولكن المتوفى كان أعمى. ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم. ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة، حتى لا تُصاب بالحزن او باليأس.

 

إذا منحك الله السعادة، أنثر شيئا من عبيرها، على من حولك. فلكل نعمة زكاة.

 

الاردن – 17/8/2017

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.