اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من اجمل ما قرأت (الحكاية التاسعة)- ما أعظم شأنهم// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

  

من اجمل ما قرأت (الحكاية التاسعة)- ما أعظم شأنهم

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

حدثني صديق ستيني فقال: ذات ليلة من الشتاء الفائت، كان بردها يقص المسمار كما يقولون، ذهبت لزيارة وتفقد والدتي المسنة، ذات الثمانين عاما ونيف، وقد انحنى منها الظهر وضعف السمع والبصر، واخذ منها الزمن ما اخذ.

 

حول موقدتها، تحدثنا مطولا حتى تأخر الليل. وإشتد الرعد والبرق والمطر. فقررت ان أبيت ليلتي مع الحاجة التي أصرت على ان اخرج في مثل هذا الطقس بالغ السوء.

 

نمت بقربها ملء جفني، حتى وقت الفجر. نهضت بهدوء من مرقدي. توضأت وصليت الفجر. وإرتديت ملابسي استعدادا للعودة الى منزلي. ولم يكن قد تبقى على لباسي سوى الحذاء. بحث عن حذائي، فلم اجده حيث كنت قد تركته قبل النوم. بحث كثيرا عنه. وأخيرا وجدته. وجدته بجوار المدفأة. وعلمت حين إستيقظت أمي، أنها كانت قبل ان تخلد الى النوم، قد وضعته هناك، حتى أجده عند لبسه في الصباح دافئا.

 

وقفت طويلا ناظرا الى الحذاء، وانا افكر في حنان امي، التي ما إنفكت تعتبرني طفلا في عينها، حتى وهو وأنا في الستين من عمري. طال بي التفكير والتدبر،  ولم أفق إلا والدموع تساقط من عيني.

 

امسكت جوالي. اطلقت نصا مكتوبا، عن ما قامت به امي وارفقت مع النص، صورة الحذاء بجوار المدفأة.

 

فوجئت فيما بعد، بان ما كتبت ونشرت قد بلغ الآفاق، وبشكل لم أكن قد توقعته. اكتشف انني لم أبك لوحدي, بل شاركني البكاء كثيرون في الكثير من مناحي الدنيا.

 

كتب لي احدهم قائلا: ابكتني هذه الصورة. رب ارحم من ربياني صغيرا) .

وهاتفني آخر متهدجا : ابكيتنا يا شيخنا .

آلمني كثيرا احدهم عندما كتب : فقدت امي . إحمد الله انك لم تفقدها بعد.

عدت الى امي، احتضنتها. وبكيت كثيرا في حضنها. وشرحت لها اثر فعلها على  الناس. فرأيت السعادة تملأ وجهها.

 

ختم صاحبي قوله لي: ما اعظم شأن الوالدين عند الله سبحانه. مهما بالغنا في برهما، فلن نصل الاَّ إلى جزء بسيط، مما أمرنا به رب كل الناس، الذي قرن عبادتنا له ، بالإحسان للوالدين.

 

الاردن – 2208-2017

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.