كـتـاب ألموقع

من أجمل ما قرأت (النص 17)- " الشرع حلل"// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

من أجمل ما قرأت (النص 17)- " الشرع حلل"

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

يقول الراوي: عمري 40 عاما. كنتُ متزوجا إمرأة جميلة خلوقة موظفة. أنجبت لنا 4 أطفال. كنت سعيداً معها، وحياتي مستقرة.

 

كنت أداعبها دائما بالقول: بأن الشرع قد حلل للرجل أربع زوجات. وكان ردها الدائم لي: بأن الشرع نفسه، قد حلَّلَ للمرأة أشياء كثيرة أيضا. وكانت دائما، تُتْبِعُ قولَها ذاكَ بالتهديدِ قائلة: تَرى، إذا ما تزوجتَ واحدةً غيري، فمن المستحيل أن أكملَ حياتي معك. وساعتها سأعَلِّمَكَ ما معنى: ألشرعُ حلَّلْ.

 

كانت حياتي مستقرة، إلى أن جاء اليوم المشؤوم، الذي فيه قررت أن أتزوج عليها. تركتني فعلا بعدها. في ظلال نشوة النزوة الطارئة، أقنعت نفسي، بأنها ستعود بعد فترة من الزمن، يُنْسيها ألمها ويُغَوِّدَها على الوضع الجديد.

 

سافرت أنا وزوجتي الجديدة شهر عسل في بلاد الله الواسعة. وإستمرأت العيش في نشوة النزوة. إلى أن طلبت مني الطلاق، عن طريق أحد من أهلها. فرفضتُ لأني فعلا لا أريد أن أخسرها.

 

فرفعت عليَّ دعوى خُلْعٍ، لأن الشرع قد حلَّلَ لها ذلك. وفعلا حكم لها القاضي بما طَلَبَتْ. وخَلَعَتْني، وأنا أكاد أن أموت غيظا وألما وحسرة. ومع الايام زحف البرودُ والتصحرُ إلى علاقتي مع زوجتي الجديدة، وماتت النزوة بالنقاط المتراكمة.

 

وجاءت الصاعقة الكبرى، حين تقدم للزواج منها، واحد من أعز أصدقائي. وافَقَتْ عليه. فهو رجلٌ خلوقٌ غير متزوج. وإن لم يكن أفضل مني خُلُقاً، فهو ليس أسوأ مني.

 

أرسلتُ لها المرسالَ تلو المرسال. سائلا إياها التراجعَ عن موضوع زواجها الجديد. وإعادة المياه بيننا إلى مجاريها، فأنا لا أستطيع العيش بدونها. فجاءت صاعقة  ثانية في ثنايا ردها: " أن الشرع حلل لها ذلك".

 

بعد فترة قصيرة تزوجَتْ. وسافَرَتْ مع زوجها الجديد – صديقي، شهر العسل إلى عديد الدول. والألم ينهشني وأكاد أن أموت كلما سمعت شيئا من أخبارهما.

 

تغيَّرَتْ حياتي. طلَّقْتُ زوجتي الجديدة، لأني أحسستها نزوة دمرت حياتي. فعلا تَعلَّمْتُ معنى كلمة: "الشرع حلل".

فكما حُلِّلَ لكَ، حُلِّلَ لَهُنْ.

الاردن – 3/9/2017