كـتـاب ألموقع

من اجمل ما قرأت (النص 19 بتصرف)- عظمة الحب ووساوس الشك// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

من اجمل ما قرأت (النص 19 بتصرف)

عظمة الحب ووساوس الشك

الدكتور سمير محمد ايوب

الاردن

 

مُحِبَّةٌ، مُترفةٌ بِمشاعر تليقُ بالحبِّ ، كما يَصِحُّ أن يكون . جاءتهُ مثقلةً بغيومٍ سوداء، من شكِّ الوشاياتِ، سائلةً لا مُعاتبةً، متساءلةً لا تتمنى أن تكون ظنونها صحيحة. جاءته باحثةً عن يقينِ براءته، لا عن أوهام إدانته. فقالتْ له بوجعِ المُحِبِّةِ ألإستثنائية بأناقة مشاعرها:

 

يَقُولُ النَّاسُ:

إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي ، وَلَم تَحْفَظْ هَوايَ وَلَم تَصُنِّي !

يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي .

وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي .

وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ ،

أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي .

عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي .

وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي .

وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَوْلاً ،

وَلَكِنِّي شَقِيـتُ بِحُسْنِ ظَنِّي .

وَبِي مَمَّا يُسَاوِرُنِي كَثِـيرٌ ، من الشَّجَنِ المُؤَرِّقِ .

لاَ تَدَعْنِي ،

تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي ، وتَشْقى بالظّنون وبالتَّمَنّ .

أَجِبْنِي ، إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ حَديثُ النّاسِ ؟!

خُنْتَ؟!

أَلَمْ تَخُنِّي ؟!

 

بالله عليكم  أهناك حبٌّ أجمل من هكذا حُب؟ ما أجمل الإنحياز، إلى حسن الظن ويقين القلب. ويلٌ من شكٍّ إذا تَوَحَّشْ. لا تتوغلوا في الشك القولي، أوتتطرفوا في الشك العملي. قُوا أنفسكم ومُحبيكم ناره. فوقود ما تظهرون وما تُبطِنون من شكٍّ، هو سكينتكم. يقتات بالقضم الصامت من راحة بالكم. حصنوا عقولكم وأنفسكم من بلاويه. وساعدوها عليه بالرضا. فمن حق الشريك أن تجدوا  له شيئا من الأعذار، إلى أن تروه وتسألوه، بِنُبلِ الباحث عن براءته.

شكرا للشاعر الكبير لعبد الله الفيصل

الاردن – 5/9/2017