كـتـاب ألموقع

ومن أجمل ما قرأت (النص 26 – بتصرف)// د. سمير محمد ايوب

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: سمير محمد ايوب

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 03 تشرين1/أكتوير 2017 11:02

كتب بواسطة: د. سمير محمد ايوب

الزيارات: 2824

الموقع الفرعي للكاتب

ومن أجمل ما قرأت (النص السادس والعشرين – بتصرف)

د. سمير محمد ايوب

الاردن

خنادق وفنادق وشرف

في مطلع الخمسينيات، قررت الولايات المتحدة الأمريكية، التفاوض مع الثوار الفيتنامين. فطلبت منهم أن يرسلوا وفدا يمثلهم، الى باريس. للتباحث حول وقف ترتيبات وقف الحرب. بعد أن امعن ثوار فيتنام، بالغزاة الأمريكان، قتلا واسرا وتدميرا، وتقدموا كثيرا في استرجاع تضاريس وطنهم، من القدم الامريكية الهمجية المحتلة.

وفعلا أرسل ثوار الفياتكونج الفيتناميين، وفدا مكونا من امراتين ورجلين. وكانت المخابرات الأمريكية، قد جهزت لهذا الوفد، إقامة بأرقى فنادق باريس. وجهزت لهم كل أسباب الراحة والمتعة، وكل مالذ وطاب منها.

وعندما وصل الوفد الفيتنامي، إلى مطار مدينة باريس، كانت هناك سيارات فاخرة بإنتظاره. لتقله إلى مكان إقامته. ولكن الوفد رفض ركوب تلك السيارات. وطلب مغادرة المطار بطريقته. مؤكدا، أنه سيحضر الإجتماع في الوقت والمكان المحددين.

استغرب الوفد الأمريكي ذلك. وسأل رئيس الوفد، وأين ستقيمون؟

فأجاب : سنقيم عند طالب فيتنامي، في أحد ضواحي باريس.

تعجب الأمريكي وقال: ولكنا، جهزنا لكم إقامة مريحة، في فندق فخم.

فأجابه الفيتنامي: نحن نقاتلكم، ونقيم في الجبال. وننام على الصخور. ونأكل الحشائش. فلو تغيرت علينا طبيعتنا، نخاف أن تتغير معها ضمائرنا. فدعونا وشأننا.

وفعلا ذهب الوفد، وأقام في منزل الطالب الفيتنامي. ليقوم بعدها بمباحثات، أدت لإعلان النصر الفيتنامي المؤزر، على المحتل الامريكي، وجلاءه عن كل فيتنام. وتوحد شمالها مع جنوبها، في دولة عظيمة واحدة.

يؤكد، مسلك وفد المفاوض الفيتنامي على أن: من يبيع ضميره، يبيع كل القيم والمبادئ. يستطيع الانسان، ان يعيش بصمامات صناعية، يركبها الاطباء في قلبه. ويمكن له ان يعيش بنصف رئة. لكنه، لا يتمكن من العيش، كما تستحق الحياة الشريفة، بنصف ضمير!.

فهل يفهم ذلك، من يدعون، أنهم مفاوضون من اجل شعوبهم، حسب زعمهم بالطبع؟!

السؤال مش موجه لصائب عريقات وياسر عبد ربه، ومن سبقهما ومن قد يلحق بهما، فهم صم بكم عمي. وبالطبع ايضا مش موجه بالأساس، لكبيرهم الذي علمهم السحر وما يزال.

الاردن – 2/10/2017

• < السابق
• التالي >