اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من أجمل ما قرأت وما سمعت (النص 28 - بتصرف)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

من أجمل ما قرأت وما سمعت (النص 28 - بتصرف)

الدكتور سمير محمد ايوب

الأردن

 

في مدارسنا ، سمك يتسلق شجراً

ذات مرة، قال العالم الأشهر، ألبرت آينشتاين: كل الناس عباقرة. ولكن، تحديد قيمة أي سمكة، وفق تقييم قدرتها على تسلق الشجر، سيفرض على السمكة العيش وهي مؤمنة بأنها غبية.

 

التعليم المعاصر الذي يسمونه حديثا في بلادنا، لا يجبر السمك على تسلق الشجر فقط، بل يلزمه ايضا، النزول عن الشجر، والجري على الآرض، بسرعة 10 كلم في الساعة.

 

هل تدركون كم من طلبة مدارسنا، مثل هذه الأسماك؟ يسبحون عكس التيار. لم يجدوا في نظم التعليم في بلادنا، شيئا من مواهبهم. معتقدين أنهم أغبياء مؤمنين بأنهم بلا قيمة.

 

بعيدا عما يروج تجار التعليم ومافياتهم، فإن نظم التعليم المعمول بها الآن، قد تعدت عمرها الإفتراضي. تقتل الإبداع والتميز. تحول الطلبة الى روبوتات، معدة للماضي لا للمستقبل.

 

شئ مرعب، أن يقف معلم واحد أمام 20 طالبا أو أكثر. لديهم قدرات، ملكات ومواهب، إحتياجات وأحلام مختلفة، يدرسهم نفس الأشياء بنفس الطريقة. أليس ذلك من اسوأ الجرائم التي يتم ارتكابها يوميا بحق كل طالب وبحق الناس اجمعين؟

 

أما العار الأبرز في التعليم المعاصر، كأهم مهنة في هذا الكوكب، فهو الطريقة ألتي يعامل بها المعلمون. فهم لا يتقاضون إلا فتاتا. وهنا اتساءل لم لا تتساوى اجورهم بما يتقاضاه الجراحون من الأطباء. يستطيع الطبيب المميز، بعملية انقاذ قلب طفل. وكذلك يستطيع المعلم المميز، الوصول الى داخل قلب الطفل ويحميه، غالبا ما يصلون الى عقله ويحصنوه. المعلمون أبطال مجهولون. لكن المشكلة ليست فيهم. فهم يعملون في نظام لا يعطيهم خيارات أو حقوق كافية. يتحكم فيهم حفنة من مقرري السياسات والمناهج والاختبارات الانشائية التي عفا عليها الزمن.

 

مثلما استطعنا تحسين الرعاية الصحية، والسيارات والمباني، وصفحات التواصل الإجتماعي، فمن الواجب أن نفعل المثل للتعليم لتغييره، وتطوير الروح المعنوية للمدارس وكل طالب.

 

الوصول الى كل موهبة بين الطلبة، يقتضي اعتبار كل المواد التي يتعلمونها، هي بنفس الأهمية. الرياضيات والفيزياء وعلوم الاحياء، كلها مهمة طبعا. ولكنها ليست أهم من الفن والرياضة مثلا. فلكل موهبة بين الطلبة، حقها في تلقي ما تحتاجه من معارف، لتهذيبها وتشذيبها  وتطويرها.

 

لا يوجد حل موحد. صحيح. ولكن لنستمر في التغيير وفي التطوير المرتكز على التعاون بدلا من التركيز على التنافس.

 

يمثل الطلبة 20% من حاضرنا، إن لم يكن أكثر. ولكنهم، سيمثلون 100% من المستقبل.

 

إن حققنا لهم  أحلامهم ، ساعتها لن يكون لنجاحنا حدودا . هذا هو العالم الذي نحلم أن نعيش فيه . عالم لن تجبر فيه السمك ، على تسلق الأشجار أو الجري في معارج الحياة .

 

الأردن – 9/10/2017

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.