اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

في حوارٍ معها (الجزء الخامس والعشرين)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

في حوارٍ معها (الجزء الخامس والعشرين)

د. سمير محمد ايوب

الاردن

 

أما زِلْتَ تسأل : لِمَ أحببته ؟!

ألأنه هادئ، عاقل، مجنون أو لأنه... لست أدري. ولا أُريد أن أدري. لم إنجذبتُ إليه وبت أشتاقه وأهفو إليه؟ ألا يكفي أن قلبي لم يقاوم تسلله؟ ألا تكفي جرأته، ألتي فتحت لي الكثير من النوافذ، على الحياة كما يجب أن تعاش؟

أتاني بلا نداء ، وبلا سابق ميعاد ، ودون أن يعلم بأني في إنتظاره .

دون أسباب أحببته. أجهل ما أُحب فيه. أهو المُستَظِلُّ وراء إبتسامته، نظراته، الفضة في مفرقه، ما يستتر خلف غضبه، أوالمستوطن في فرحه؟  ثورته، جنونه ، دموعه أو ضحكاته؟ لست ادري ولا أريد.

 

فأنا لم أحبب فقط تلك الضحكة الساحرة التي تطلقها عيناه الحادة. ولكني أحببت معها ألقلب ألذي نبتت في أرحامه. رأيت في دواخله وخلفها ما لم يستطيع غيري أن يبصره. سمعت روحي وقلبي، بكل المعلن من حواسه. وأدرك عقلي كل المسكوت عنه منها. إستوعبها وإحتوى ما بداخلها من أرواح.

 

بِتُّ أنتظره في كل مكان، في أدغال وسادتي، في ثنايا صمت ليلي وصخب وحدتي ، فوق أوراقي وبين أحرفي. دندناتي تحفظ كلماته عن ظهر قلب. فيتردد شجنها حنينا إليه. عندما أفرح أجده سعيدا. وعندما أبكي لا يخجل من ضعفه ودموعه. يحتويني. يضمد جراحي، ليجفف دموعي في كل الفصول. أجد نقوش  أصابعه، موشومة في كل مكان، حتى لو غاب.

 

كم مضى علينا ؟

 

لا تسل يا شيخي. وجدنا أنفسنا في بعضنا. فتوقف عد السنين. أتراها أياما، سنينا ، قرونا ، دهرا ؟! لست أدري ولا أريد.

 

وتسأل بصمت يا شيخي ، عما أفتش فيه؟

 

إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، اقول: كل شئ. عندما قررتُ أن أمضي إليه، عبر كل الطرق والمعارج المتاحة، إخترت الحب أو قل أن الحب هو من إختارني. من وقتها وأنا أراه في كل شيء. يقبع في أصغر التفاصيل.

 

بت أنظر الى الجامدة قلوبهم، بالقتل أو بالتصحر أو بالكبرياء، فأشفق عليهم متسائلة: كيف، لِمَ لَمْ يختاروا الحب؟! هل ذاقوه فعجزوا عن مقتضياته وعن تبعاته؟ أم جهلوه فماتوا وهم أحياء؟!

 

الحب يا شيخي ليس مجرد لعنة، أو طريق أحادي الإتجاه ، بل رزق واسع طيب من الله . والله كما تعلم ، يحب الشاكرين الحامدين.

 

فلله الحمد ، من قبل ومن بعد .

 

الاردن – 1/11/2017

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.