اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من حوارٍ معها (الجزء السابع والعشرين)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

من حوارٍ معها (الجزء السابع والعشرين)

الدكتور سمير محمد ايوب

الاردن

 

لو كنتُ حبيبتك!!!

كنت في الثلث الأخير من ليل البارحة، أقترب حثيثا من وقت السحر، أستعد للنوم، وفي باليَ طيفٌ أشتاقه. حين سمعتُ صوتا خافتا هاتفا: أعرفك وأنت لا تعرفني. ولا تسلني من أكون. إن شِئتَ، فأنا الليله شهرزادك. أعرف تضاريسك ومعارجك. فرغت للتو من قراءتك. على وقع رائعة عبد الوهاب، كل ده كان ليه، إستفزتني نصوصك. وأثارت الكثير من شجني المكتوم. وما أن توقفت الموسيقى، أمسكت بالهاتف، لأخبرك لو كنت حبيبتك، لم أحْبَبتُك؟

 

قلت والمفاجأة تلجم الكثير من شغبِ اللسان: هات أسمعيني قبل أن يداهم سلطان النوم جفنيَّ.

 

قالت بصوتٍ رخيمٍ حميم: لأني أراك بعيونٍ، تختلف عن عيون الجميع. فأنت الرجل الوحيد الذي إستطاع أن يأسرني. وأن يداعب مشاعري، في زمن لم يعد للمشاعر صدر المكان.

 

رجل مختلف عن كل من مر في حياتي. رجل أستمتع معه بالحياة ويمنحني الدهشة. لديك القدرة على فتح نوافذ الحياة من حولي، لأطل خلالها على عالم مدهش يستحق ان يُعاش.

 

كنتُ وما زلتُ، أرى روحك بروحي. وإذا ما تحدثنا، أكتشف عقلك. وتبهرني تلك الأفكار المنظمة، وذاك النضج الذي تتمتع به. يدهشني حديثك ألمنمق ورشاقة كلماتك.

 

يمضى الوقت بلا ملل سريعا معك. لأفهم ما يدور بعقلك، أحاول كطفلة التسلل لعالمك السحري الذي أسمع عنه، أو على الأقل  الإقتراب منه.

 

عن ماذا أحكي لك يا أنت؟ هل أحكي لك عن تلك اللمعة، ألتي تضئ عيوني، عندما أكون معك؟ عن الطفلة ألتي تقفز من داخلي حين تمسك يدك؟ عن ضحكاتي المكتومة وأنا معك؟

 

اشعر بالحيرة أمام عينيك. هي السر والحكايه والعالم الخفي، الذي أغرق في ثناياه. أجلس مشدوهة أمام عينيك. أغرق في تفاصيلها. وأستمع لحكاياتها التي لا تريد أن تحكيها لإحد.

 

كنت أدعي معرفتي لغة العيون. ولكن لعينيك أنت ، خصوصية تختلف عن كل ما سواك. أضيع بين تفاصيلها، المفارقة كثيرا لملامح وجهك. ولكنى دائما، أقرأ عينيك جيدا، حتى لو حاولت معاندة إحساسي أو يقيني بك.

 

لا تزال ملامح وجهك، عالم مختلف منفرد بكل تفاصيله. لم يصل لدلالاته وما يشي به أحد مِنْ مَنْ أعرف. ومع هذا، تبقى عيناك ألتي في الوجه، ودفء إبتساماتها، ألهادئة أو ألصاخبة، حضن يتسع لي، كلما جمعنا شجن.

 

كنتُ أشعل سيجارتي حين سألت: هل نِمتَ؟ أأنا مُمِلة؟ . سارعت نافيا وموضحا أنني ما زلتُ على السمع. أنصت وأتأمل بما تقول. وهنا قاطعتني متسائلة: ألا تريد أن أقول لك لِمَ أنت تُحبني؟ قلت: بلى فأنا مُمتلئ بحب الإستطلاع يا قارئة الودع؟

 

قهقهت شهرزاد طربا، وهي تواصل  قولها: لقد طال حديثنا الليله. سأصمت الآن. تاركة الجزء المتمم في حوارنا الليله ، للغد في مثل هذا الوقت.

 

الاردن – 6/11/2017

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.