اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من حوارٍ معها (الجزء الثامن والعشرين)// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

من حوارٍ معها (الجزء الثامن والعشرين)

الدكتور سمير محمد ايوب

 

مِسْكُ الخِتامْ

في الثلث الأخير من ليل البارحة، عاودت شهرزاد الإتصال. لتكمل ما بدأت من قول في الجزء السابق من الحوار. فقالت لو كنتَ حبيبي سأذكرك. قلت هات ودَعَكِ وهاك فنجالي. فقالت:

 

في بوحٍ لا يجرؤ عليه مُتقنا، أحدٌ مِثْلك، قلت لي ذات مكان: أنت أجمل النصوص  ومسك الختام، والنساءُ من بعدك حكاوى بَسْمَلاتٍ جميلة، فرَوْحٌ ورَيحانٌ وزَهرُ بُستان.

 

لا احد يعرفك كما ينبغي. لم يحاولن مثلي. لم يغادرن بسخاء ذواتهن. مغادرة الذات عند النساء، أمر صعب، بل مستحيل.

 

كنت أشتاقُ لِلَحظةٍ تجمعنا، وإنْ تَوَقّفَ الزمنُ بعدها. جِئتُكَ وقد إكتفيتَ من النساء. رَزَقنا الله حبّاَ على هيئةِ حُبْ. بلا تحقيقٍ أو تحاليلٍ أو أحافيرٍ أو متابعات قصاصِ أثَرٍ. وبعيدا عن أوهام مؤرخ يسعى جاهدا للتدقيقِ في ماضيك، لتحليلِ كل شيء، وتفسيرِ كل شيء.

 

مع كل يوم كان يمضي، كنتُ أدرك حجمَ معارِكِكْ وأعباء مواجهاتها، وعمقَ آمالِكَ وأشواكَها، وما يدور في رأسك من إرتطامات، وما يَنْتَصِفُ حُنْجَرَتك من كَلِمٍ، وما يُقْلِقُ روحَكْ. وأثِقُ دائما في ما أدْرِكْ.

 

مِن أجلِ هذا، مَعا عشقنا خيالا، يأتينا عاصِفا جمالُه، وبلا حدود كما نحب. إعتَدنا معه أن نمحوَ الغَلَط ولا نمحوَ المحبة من أحل غَلَطٍ، نُبَعثِر اليأس، ونُداوي خيباتِ الأمس لنستمر. فعطاء المحبين، كما علمتني تعامل لا تبادل.

 

أدركتُ منذ البدء، أنك لستَ لي على الشيوع. وأن بعضَ أبعاضِكِ غير قابلة للقسمة. ولكي لا أجبرك على إختلاق الأعذار أو التبرير حرصتُ على عدم إختراق مساحاتك الشخصية. وتركت مسافات أمان مع خصوصياتك التي تُجَذِّرُ إنسانيتك، وتُكرّس حُريّتك.

 

إن أتعبي المسيرُ، أُتْقِنُ وِفقَ ما علمتني، التوقف في بعض محطات رحلتنا المشتركة. لا للإنسحاب، بل طلبا لقسطٍ من الراحة، من عناء السفر، وللتزود بوقود جديد.

 

أنا أحلامك التي تمنيتها ذات حزن. إستيقظت لتجد بعضه إلى جوارك واقعا مبتسما، وحيناً مُسترخيا فوق ركبتيك، مُتوسِّداً كَتفك غافيا بصمت. مُصغِيا بإنتباه حين تحكي وتقص وتثرثر.

 

أنا الراهبة التي في محرابها تتضرعُ بسكونٍ لِربك. وأنا الغجرية التي ترقص من حولك في جنون. وتُشعل الشموعَ. وتقرأ لك الفنجان. وتهمس للأصداف. وتسرب لك بعضا من أسرارك وهي تطفو في عينيك.

 

أنا التي حين تتسلل لها في هدوء، تمتلك منها العمر. وحين تقرر أنها ملك يمينك، تتمرد على حبك. وترحل عنك دون أن تكسر الأبواب، أو تدك القناطر والجسور.

 

أنا أول كلمه كتبتها شفتاك. معي أعدت إكتشاف كل شئ. معا كتبنا أول الحكاية. وأول لقاء. وأول سلام. وأول ابتسامه. وآخر سطر تسطره عيناك حين تقرر الرحيل. انا التي لن تبحث عن غيري إن رحَلَتْ روحك. أنا تلك التي ينتهي عندها التاريخ. فما بعدها وهم وأضغاث أحلام.

 

وقسما بحق لياليك العشر، لو كان المحب يُؤجَرْ ، لَكُنتُ أكثرَ خلقِ الله أجرا.

 

الاردن – 9/11/2017

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.