اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

إضاءة على المشهد في الأردن: قال زاباتا لا فُضَّ فوه// د. سمير محمد أيوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

إضاءة على المشهد في الأردن: قال زاباتا لا فُضَّ فوه

الدكتور سمير محمد أيوب

                                                     الاردن

 

يُنَدِّدُ أكَلَةُ الجبنة من المترفين في بعض أبراج بلادنا، بشبابِ بُسطاءِ ناسهم، الباحثين عن نافذةٍ أو طاقةٍ أو خُرْمِ إبرةٍ أو بواباتٍ خلفيةٍ، يتقافزون عبرها، إلى أي مجهول. ويندد أكلة بيض الوطن مع قشره، بصراخ وتدافع هؤلاء الشباب, وهم يرتبون أوراق إقتلاعهم وتهجيرهم بعيدا، إلى كل منافي الأرض، القريبة والبعيدة والممعنة في البعد. والجراد الأسود المُتَسَيِّدُ كالعلق ،في كل معارج الوطن، يتعيش مبتسما في اقطاعياته، على فتات المُهَجَّرينَ والهاجِرينَ والمُهاجِرين ، من بسطاء الناس.

 

يتسلى غِربانُ الوطن، بتداول النعيق حول شكليات المظاهر، التي تُحاصِر بسطاء الناس, ولا يتوغلون عميقا، في الأسباب المعقده حَدَّ الإستعصاء، التي بالفعل قد خنقت ناسهم وما زالت تستزيد.

 

يستنكر السحيجةُ ويشتمون بحق، سفه ممالك الرمل والملح والقلق، وهي ظلما تحاصر بلدهم، بحجب فتات المال عن بلدهم، لتطويعه  وتدجينه وإحتوائه وكسر كامل إرادته. ويشجبون تواطئ وتآمر بسطات الزفت والكاز والقلق، لقتل بلدهم وتفتيته أو إلهائه.

 

 وبِحَولٍ مشبوهٍ يَشي بالكثير، يغض نفس السحيجة، الكثير من أبصارهم وأفئدتهم غير السوية، عن القوانين الخاصة ألتي تُسَنُّ، وتقود ناسَهم إلى اليأس والهجر، بعيدا عن جرثومة التمييز، وبعيدا عن أسنان مشط المواطنة، الحقة الحرة وكراماتها المتشعبة. إنسانية السحيجة  وشعاراتهم، طنانة رنانة براقة, لكنها بالمحصلة، حولاء عرجاء بكماء عمياء، تغرد خارج سرب المهمومين، وتغمس بعيدا عن صحن وطن كل الناس. 

 

دخل خادم الإمام الشافعي عليه، بينما كان يقرأ. وقال له: ياسيدي نفذ الخبز . فالتفت إليه الإمام قائلا: أنفذت الأفكار!؟

 

وفي أقصى الأرض, وبعد أن قدم الشعب تضحيات هائلة، وأجلس حاكما جديدا على الكرسي وأمْسَكَهُ صولجانه، بعد أشهر من الإجلاس الطوعي، ذهب اليه الثائر البطل المشهور، فيفا زاباتا، وقال له: جاء بك الشعب إلى الحكم يا سيدي، منتظرا أن تحقق له أحلامه أو بعضا منها على الأقل.

 

أجابه الحاكم الجديد بلهجة المتعقل الحكيم: يا زاباتا يا ولدي, أيها المواطن الصالح، عليك وإخوانك بالصبر. تَمَسَّك بي بقوة، فعنق زجاجك بات قريبا، قاب قوسين أو أدنى. صبرا يا مواطن، وتذكر أن الصالح منكم، ليس لحوحا ولا عجولا.

 

خرج زاباتا غاضبا. وحمل بندقيته المهترئة من جديد، بعد أن قال للفاشل: تذكر يا سيدي، أن الجوع كافر بل أبو الكفار. وإعلم إن كنت لا تعلم، أن الخبز لا يصنع إلا من القمح ، وليس من الصبر بأي حال من ألأحوال.

 

وبعد, ألم يصرخ طارق بن زياد، حين أحرق سفنه هاتفا: البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصبر!!!

 

ومن قبل، قال خاتم النبيين والرسل (صلعم): أللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع......

 

الأردن – 13/5/2018

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.